تعتزم جمعيات بمدينة سلا تصعيد احتجاجاتها من أجل الحيلولة دون إقامة مركز لتحويل النفايات بغابة معمورة بسبب الأضرار التي ستنجم عن هذا الإجراء. وسينظم سكان مدينة سلاالجديدة بتنسيق مع جمعية «أمل المعمورة» وجمعية «سليج المعمورة» وقفة احتجاجية أثناء انعقاد دورة مجلس المدينة المقبلة، من أجل التعبير عن معارضتهم لإقامة هذا المشروع الذي اعتبروه يشكل خطرا على البيئة وعلى صحتهم. معارضة السكان لإقامة هذا المركز سببه بالدرجة الأولى قربه من فيلات سلاالجديدة، إذ لا يبعد عنها سوى ب150 مترا، والعديد من المنشآت الحيوية، حسب ما أكده عبد النبي المرزوقي، رئيس جمعية «أمل المعمورة». وأضاف المرزوقي في تصريح ل«المساء» أن المكان الذي سيخصص لتحويل النفايات يعتبر موقعا إيكولوجيا وقريبا من السكان. وأوضح أن المركز سيستقبل يوميا ما بين 500 و600 طن من الأزبال محملة على متن أزيد من 35 شاحنة، وهذا ما سيؤدي إلى إزعاج السكان خاصة في الليل، أي الوقت الذي سيتم فيه وضع النفايات هناك. وتعتزم الجمعيات تعليق لافتة في حيهم كتب عليها «سكان سلاالجديدة يعارضون بشدة إنشاء مطرح للنفايات بغابة المعمورة ويضعون السادة المستشارين أمام مسؤولياتهم»، وفق ما أكده رئيس جمعية «أمل معمورة». وبدوره، استنكر عبد الواحد الزعري، عن جمعية «سليج معمورة»، إقامة مركز تحويل النفايات بالغابة، لتأثيره على البيئة، متسائلا «لا ندري كيف يخطط المسؤولون لتخصيص هذا الموقع للنفايات؟» وأشار إلى أنه في الوقت الذي تستعد وزارة البيئة لإعداد ميثاق وطني لحماية البيئة يتم التفكير في الاعتداء على غابة معمورة عبر إقامة هذا المشروع. وحول حيثيات اتخاذ هذا القرار، أبرز نور الدين الأزرق، عمدة مدينة سلا، أن القرار اتخذه المجلس السابق وتوصل إلى اتفاق مع المندوبية السامية للمياه والغابات يتم بموجبه تخصيص مكان بغابة معمورة لمركز تحويل النفايات، وأنجزت دراسة حول التأثير الإيكولوجي فخلصت إلى عدم وجود أي تأثير سلبي على الغابة. وأكد الأزرق في تصريح ل«المساء» أن مجلس المدينة صادق في دورة سابقة على ملحق اتفاقية يهم تدبير مطرح نفايات أم عزة بالرباط، والذي يقضي بضرورة إيجاد مركز لتحويل النفايات بسلا، بعدما تم تنفيذ الاتفاق بكل من مدينة الرباط وتمارة. وقال إن هذا المركز سيحل مشكل الأزبال بمدينة بأكملها، لذلك يتعين على السكان أن يتحلوا بروح المواطنة، ليضيف أنه لو وجد مكانا آخر غير مكلف ماديا لغير موقع المركز. وحسب بيان للجمعيات المذكورة موجه إلى الرأي العام، توصلت «المساء» بنسخة منه، فإن هناك أضرارا وانعكاسات ستخلفها إقامة هذا المشروع على حياة وعيش ساكنة مدينة سلاالجديدة وقرية أولاد موسى من تلوث بيئي وطبيعي وتدهور في الغطاء النباتي لغابة المعمورة والفرشة المائية الجوفية (على بعد 15 مترا من السطح) الموجودة بهذه المنطقة وانتشار الأمراض وحالات الاختناق بسبب الروائح الكريهة والحشرات السامة إلى غير ذلك. يذكر أن القطعة الأرضية التي ينوي مجلس المدينة إقامة المركز على مساحتها مجاورة للعديد من المرافق العمومية مثل المطار الدولي ودار السكة والمعهد الوطني للأشخاص المعاقين ومعهد مولاي رشيد والقطب التقني والحي الخاص بالفيلات.