كشف قياديان في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، الفلسطينيتين عن وجود تنسيق عال بين الحركتين، على مختف المستويات، وخاصة السياسية والعسكرية، مستشهدان بتعاونهما خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الشهر الماضي. وقالا في تصريحات ل»وكالة الأناضول للأنباء» إن «قيادة التنظيمين بحثتا مسألة الاندماج الكلي بين التنظيمين، لكن صعوبات تحقيق ذلك في هذه المرحلة دفعتهما إلى تأجيل هذا الطرح، واستبداله بالتنسيق عال المستوى في كافة المجالات وخاصة السياسية والعسكرية». وتعتبر الحركتان نفسيهما، حركتي «تحرر وطني»، مقاومتين، تعتمدان النهج الإسلامي. وتأسست حركة حماس في دجنبر عام 1987، لكن جذورها تعود لجماعة الإخوان المسلمين، التي أسسها حسن البنا في مصر عام 1928. أما حركة الجهاد فتأسست عام 1980 على يد فتحي الشقاقي، الذي انضم لجماعة الإخوان أثناء دراسته في مصر، ثم انشق عنها وأسس حركة الجهاد الإسلامي. وسادت خلافات بين الحركتين حول عدة قضايا، منها قضية «فلسطين في المشروع الإسلامي»، حيث اعتمدت جماعة الإخوان في البداية على التربية وإعداد الكوادر التي ستحمل السلاح قبل أن تحمله ضد الاحتلال الإسرائيلي، فيما طالبت حركة الجهاد بانتهاج العمل المسلح بشكل فوري، حسبما تقول العديد من الدراسات التاريخية. كما نشأت بينهما كذلك خلافات حول المنهج وآلية العمل والموقف من الأنظمة العربية. وأيدت حركة الجهاد الإسلامي الثورة الإسلامية في إيران، وما تزال تحتفظ بعلاقات مميزة مع طهران، وحزب الله. صلاح البردويل، القيادي البارز في حركة حماس بقطاع غزة، قال إن التنسيق بين الحركتين بدأ على «شكل حوار لم ينقطع من فترة كبيرة، وأدى هذا الحوار إلى تنسيق ميداني وعسكري عالي المستوى». وأضاف البردويل ل»وكالة الأناضول للانباء» في قطاع غزة، إن «التنسيق بين الجهاد الإسلامي وحماس أدى إلى تطور العلاقات بينهما، ليمتد إلى المستوى الأمني والتنظيمي». وكشف البردويل أن الجناحين المسلحين للحركتين، نسقا جهودهما بشكل كبير، خلال الهجوم الصهيوني على قطاع غزة الشهر الماضي. وتابع:» شاهدنا علاقات جيدة بين الحركتين، هذه العلاقات آتت أكلها، على الجبهة العسكرية، في العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع». أما على صعيد التنسيق السياسي بين الحركتين، فقد أظهر كلٌّ من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، و أمين عام حركة الجهاد الإسلامي رمضان شلّح، توافقاً سياسياً في مصر، عند إعلان وقف العدوان الصهيوني على غزة، في نهاية شهر نونبر المنصرم، حسب البردويل. وشدد البردويل على أن «التنسيق السياسي بين الحركتين في القاهرة، أدى إلى تقوية موقف المقاومة ودعم شروطها في الاتفاق». ونفى البردويل أن يكون الاندماج بين الحركتين وارداً في هذه المرحلة، موضحاً أن الجماعتين «اتخذتا قرارا بالتنسيق الواسع فيما بينهما، مع استمرار التشاور». من جهته، اتفق خضر حبيب، عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، مع ما ذهب إليه البردويل، قائلاً «التنسيق بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي جاء على أعلى المستويات في كافة الأصعدة الميدانية والسياسية والعسكرية والأمنية». وأضاف ل»وكالة الأناضول للأنباء» بالقول: «الحركتان تتطلعان إلى وحدة الحركة الإسلامية في فلسطين، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل في سبيل تحقيقه». وكشف عن وجود «توافق مع حركة حماس حول تشكيل لجانٍ مشتركة في كل الميادين بين الحركتين»، معتبراً أن هذه الخطوة «بداية للوحدة والاندماج بين الحركتين». وأكد حبيب أن فكرة الاندماج بين حماس والجهاد الإسلامي قد طرحت من قبل، لكن هذه الفكرة اقتضت البدء بالتنسيق على كل المستويات لخلق أرضية مناسبة للاندماج بين الحركتين، لتحقيق أهداف الجهاد والمقاومة، وهو تحرير فلسطين، حسب قوله.