فند رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري ادعاءات رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو بأن الحائط الغربي للمسجد الأقصى هو جزء من السيادة لكيانه المحتل. وقال الشيخ عكرمة في تصريح لصحيفة (الوطن) السعودية «هذا ادعاء باطل لا يقوم على أساس؛ لأن الحائط الغربي هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك وارتباطه بالبراق هو رباط عقيدة وإيمان، ولا نعترف بأية سيادة يهودية عليه». وأعاد صبري للأذهان قرار عصبة الأمم في 1930 الذي أكد أن الحائط الغربي هو وقف إسلامي، فهو للمسلمين وحدهم ولا يملك الصهاينة شيئًا فيه، لكنهم يزورون ولا يعترفون حتى بالقرارات الدولية. وأضاف: أطماع الاحتلال لا تقتصر على الحائط فقط وإنما يخططون للتوجه إلى الأقصى نفسه، ولكنا نقول إن كل تلك المحاولات لن تعطيهم أي حق. وكان الإرهابي «نتنياهو» قد صرح بأن حائط البراق والذي يدعي اليهود بأنه حائط المبكى سيظل للأبد جزءًا لا يتجزأ من «إسرائيل». ووفق الإذاعة العامة العبرية، قال نتنياهو قوله خلال إضاءة شموع «عيد الحانوكاه» قرب الحائط مساء أول أمس: «التصريحات الفلسطينية التى سمعها خلال الأيام الأخيرة بأن الحائط يقع فى منطقة محتلة لا أساس لها من الصحة». وأضاف: «جبل الهيكل تابع للشعب اليهودى منذ 3000 عام»، على حد ادعائه. جدير بالذكر أن حائط البراق يرتبط بالإسراء والمعراج في التاريخ الإسلامي، ومنها جاءت تسمية الحائط بحائط البراق نسبة للدابة التي يؤمن المسلمون أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد ركبها عند إسرائه ليلا من مكة إلى المسجد الأقصى، حيث ربط البراق في حلقة على هذا الحائط، ودخل إلى المسجد حيث صلى بالأنبياء ثم عُرج به إلى السماوات العلا. وقد ورد في الطبقات الكبرى لابن سعد أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام حُمل على البراق حتى انتهى إلى بيت المقدس، فانتهى البراق إلى موقفه الذي كان يقف في مربطه. كما يعتبره المسلمون جزءا مهما من المسجد الأقصى. وتوارث أهل القدس المسلمون عامة أنه يوجد محل يسمى البراق عند باب المسجد الأقصى المدعو باب المغاربة ويجاوره مسجد البراق ملاصقاً الجدار الغربي للحرم القدسي. كما أن هذا الحائط هو أحد جدران المسجد الأقصى الذي يمثل أولى القبلتين وثالث أقدس المساجد عند المسلمين بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينةالمنورة. من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، عزت الرشق، أن مدينة القدس ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين والأمة العربية والإسلامية، معتبرًا تصريح «بنيامين نتنياهو» الذي زعم فيه أن القدس لليهود منذ ثلاثة آلاف عام وستبقى لليهود هي «محاولة يائسة لطمأنة الصهاينة على مصيرهم». وقال الرشق، في تصريح له نشر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «إن تصريحات نتنياهو محاولة يائسة لطمأنة الصهاينة على مصيرهم واستقرار وضعهم بعد أن باتوا قلقين ومهددين جراء ضربات المقاومة التي وصلت تل أبيب.. وقلقين من مواقف شعبنا وقياداته وتأكيدهم على تمسكنا بأرضنا من البحر إلى النهر، وإصرارنا على تحريرها شبرًا شبرًا». وأكد القيادي في حركة «حماس» أن تصريحات رئيس الحكومة الصهيونية «لن تفلح في تزوير حقائق التاريخ والجغرافيا، فالقدس ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين والأمة العربية والإسلامية، وهي جزء من عقيدتنا وعنوان عزة الأمة وكرامتها». وشدد الرشق على أن القدس «ستبقى خالصة لشعبنا، صامدة في وجه المحاولات الصهيونية البائسة التي تحاول النيل منها بالتهويد أو التهجير أو تزييف حقائق التاريخ، ودونها ترخص الأرواح والمهج حتى تحريرها وتخليصها من دنس الاحتلال الصهيوني الغاصب، وعودتها إلى ربوع الحرية والكرامة»، على حد تعبيره.