منحت لجنة التحكيم بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش يوم السبت 8 دجنبر 2012 الجائزة الكبرى للفيلم اللبناني «الصدمة» أو الهجوم، على خلاف توقعات النقاد والجمهور ومخرج الفيلم «زياد دويري» نفسه، وهو الفيلم الذي روج للرواية الصهيونية للأحداث الجارية في فلسطينالمحتلة وحمل عددا من الرسائل السلبية حول المقاومة والمقاومين بل والمواطنين الفلسطينيين. واعتبر عدد من النقاد والفنانين أن لهذا التتويج بعد سياسي أكثر من منه بعد فني بالنظر إلى مستواه السينمائي مقارنة مع باقي الأعمال المعروضة خاصة الفيلم الهندي «هوية»، والفيلم الألماني « يا ولد» والفيلم الكوري «محتوم». وبدا المخرج «زياد دويري» متوترا أكثر من اللازم حيث لم يصدق الأمر ومنح لنفسه وقتا زائدا ليشكر كل طاقم الفيلم ومنهم الممثلين «الإسرائيليين» والجمهور مما أزعج المنظمين ، كما كشف أن الكاتب الجزائري «يسمينة خضرة» الذي اقتبس الفيلم من روايته التي تحمل نفس الاسم أبدى الكثير من التحفظات على الفيلم. وقال دويري في حوار لموقع تونسي إن قطر رفضت عرض الفيلم في مهرجان الدوحة تفاديا لما قد يثيره من مشاكل هي في غنى عنها في هذه الفترة. ودفع دويري عن نفسه تهمة المساواة بين «الضحية والجلاد» مضيفا في جملة تثير الكثير من الاستغراب أنه لم يرد إظهار مشاهد الاحتلال والمجازر بشكل ممل لأن الجميع يعرفها، قبل أن يقول إنه أنهى الفيلم ب»رفض بطل الفيلم التعاون مع الشرطة «الإسرائيلية»، لكنه لم ينتبه حسب النقاد إلى رجوعه إلى حياة الامتيازات التي تمنحها الدولة العبرية للمتجنسين دون أن يكترث لما يقع لزوجته الرافضة للاحتلال وأيضا لشعبه. وخرجت السينما المغربية كعادتها خاوية الوفاض من المهرجان، إذ لم يحرز الفيلمان المشاركان «خيل الله» لمخرجه نبيل عيوش ، و»زيرو» لمخرجه نور الدين الخماري عن أي جائزة أو تنويه، فيما فاز الفيلم القصير «حياة أفضل» لمخرجه الشاب طارق لحمدي لجائزة سينما المدارس، وهو حسب النقاد أقرب إلى فيلم تسجيلي منه إلى فيلم سينمائي، وهو يحكي بكل جرأة عن حلم شاب يهاجر إلى إسبانيا من أجل حياة أفضل، لكنه يكتشف أن العيش في المغرب أفضل.