انتزع الفيلم اللبناني "الهجوم"، لمخرجه زياد دويري الجائزة الكبرى (النجمة الذهبية) للدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش المخرج اللبناني المتوج رفقة الممثلة الهندية شوبرا ورئيس لجنة التحكيم (سوري) والذي اختتمت فعالياته، مساء أول أمس السبت، بقصر المؤتمرات، في حفل كبير، حضره العديد من نجوم السينما العالمية وشخصيات من عوالم الثقافة والفن والإعلام. وعادت جائزة لجنة التحكيم، التي ترأسها المخرج البريطاني، جون بورمان، مناصفة للفيلم الإيراني "طابور"، ثاني أفلام المخرج وحيد فاكيليفار، والفيلم الدانماركي "اختطاف" لتوبياس ليندهولم، أما جائزة أحسن دور نسائي، فعادت إلى الممثلة الإستونية إلينا رينولد، في فيلم "جمع الفطر". وآلت جائزة أحسن دور رجالي للممثل الدنماركي، سورين مالينك، في فيلم "اختطاف"، في حين خرجت السينما المغربية خالية الوفاض من مهرجان مراكش الدولي للسينما، بعد أن عقد الأمل على الفيلمين "يا خيل الله" لنبيل عيوش، و"زيرو" لنورالدين لخماري. وسلمت النجمة الهندية كبريا شوبرا النجمة الذهبية لزياد الدويري، الذي عبر في كلمة ألقاها بالعربية والفرنسية والإنجليزية عن سعادته بهذا الفوز، لأنه "توج فيلما تطلب ست سنوات من العمل الشاق"، موجها شكره إلى جميع العاملين، الذين ساهموا في إنجاز الفيلم، الذي استلهم موضوعه من قصة "العملية"، وهي رواية لياسمينة خضراء، الاسم المستعار للكاتب الجزائري محمد مولسهول. ويحكي فيلم "الهجوم" عن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي كأحد أعقد الصراعات السياسية والإيديولوجية في عالم اليوم٬ من خلال رؤية فكرية، تراهن على تجاوز الخطاب الأخلاقي، إذ تجنب الفيلم الخطاب الأخلاقي المبسط أو الموجه، ليذكر بقدرة السينما على مواجهة الواقع السياسي الصعب، وتكسير الأحكام النمطية التي تغذيه، لتكشف في مجملها عن البعد المأساوي الإنساني لهذا الصراع. وتنافست على الجوائز الأربع للمهرجان الدولي للفيلم في دورته الثانية عشرة، 13 دولة، هي تايوان، وكندا، وفرنسا، ولبنان، وإيران، والولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية، وجمهورية التشيك، والهند وإستونيا، وألمانيا، والهند، والمغرب. وتضمنت لائحة أفلام المسابقة الرسمية ثلاثة أفلام طبعتها الجرأة والإبداعية، ويتعلق الأمر بالفيلم اللبناني "الهجوم"، والإيراني "طابور"، والدانماركي "اختطاف"، وهو ما ميز خصوصية مهرجان مراكش، الذي يسعى إلى اكتشاف وتقديم أعمال سينمائية جديدة. وتوج فيلم "حياة أفضل" لمخرجه طارق لحميدي بجائزة أفضل فيلم مغربي قصير في "سينما المدارس"، التي تمنحها مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وتناول لحميدي، وهو طالب بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، في فيلمه حلم عشرات الشباب، كانوا يقضون يومهم قبالة البحر من أجل العبور إلى الضفة الأخرى، وفاز بمبلغ 300 ألف درهم، وهي منحة خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ستوضع رهن إشارة الفائز من طرف مؤسسة المهرجان لإنتاج فيلمه القصير المقبل. وتهدف مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، من خلال هذه المبادرة، إلى خلق مجال للإبداع السينمائي، ومنح فرصة الإدماج المهني لفائدة السينمائيين المبتدئين، والكشف عن موهبة جديدة من بين طلبة المدارس ومعاهد السينما المغربية. واستقطبت التظاهرة السينمائية السنوية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي أصبحت من المواعيد القارة للفن السابع، على غرار كبريات مهرجانات السينما العالمية منذ انطلاقتها، كفاءات عالية ووجوها عالمية بارزة في الفن السابع. وكرمت الدورة 12 للمهرجان، التي احتفلت بالسينما الهندية، أسماء لامعة في عالم السينما٬ سواء من حيث الإخراج أو التمثيل أو الإنتاج، ويتعلق الأمر بالممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير، والمخرج والممثل الصيني زهانغ ييمو٬ صاحب "المدينة الممنوعة"، والمخرج الأمريكي جوناثان ديم٬ صاحب الفيلم الشهير "صمت الحملان"، و"فيلاديلفيا"، كما شملت قائمة المكرمين المنتج المغربي كريم أبو عبيد، أحد أبرز المنتجين المغاربة وأكثرهم تجربة في الصناعة السينمائية الوطنية. وعاشت المدينة الحمراء، طيلة أسبوع، على إيقاع نبض السينما٬ بين عروض أفلام تنافست على جوائز المهرجان وعروض متنوعة خارج المسابقة، وفقرات تكريم، ودروس في السينما، ولقاءات مفتوحة بين النجوم وجمهور المدينة.