يلتقي نجوم السينما العالمية، مساء اليوم الجمعة، في قصر المؤتمرات بمراكش، على البساط الأحمر، خلال الافتتاح الرسمي لفعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الثانية عشرة، التي يرأس لجنة تحكيمها المخرج البريطاني جون بورمان شاروخان من ضيوف الدورة 12 وستتحول المدينة الحمراء، على مدى ثمانية أيام، إلى قبلة للسينمائيين ولعشاق الفن السابع. ويواصل المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، استقطاب كبار نجوم السينما العالمية، ليصبح قبلة للسينمائيين وصناع الفن السابع من مختلف بقاع العالم، إذ استطاع أن يستقطب جمهورا واسعا وعريضا، وما زال يجذب أسماء مؤثرة وفاعلة في مسار السينما العالمية. ويشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي، 15 فيلما مطولا، ستتنافس على إحدى جوائز المهرجان (جائزة النجمة الذهبية "الجائزة الكبرى"، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل ممثل وممثلة)، وهي أفلام "لمسة الضوء"، من تايوان، لمخرجه تشانك جونك شي، وسيعرض في حفل الافتتاح، و"اختطاف" للمخرج الدنماركي لتوبياس ليندهولم، و"الهجوم" وهو عمل مشترك بين فرنسا، ولبنان، وقطر، ومصر وبلجيكا، لزياد دويري، و"شاحنة" (كندا)، للمخرج رافاييل أويلي، و"مثل الأسد" (فرنسا)، وهو أول فيلم للمخرج صامويل كولاردي، و"محتوم" (كوريا الجنوبية)، أول فيلم يوقع عليه لي دون كو، و"براعم الزهور" (جمهورية التشيك)، للمخرج زدينيك جيراسكي، و"هوية" (الهند)، ثاني أفلام المخرج كمال ك.م، و"رحلة صيد" (لأرجنتين)، لكارلوس سورين، و"يا خيل الله" وهو عمل مشترك بين المغرب وفرنسا وبلجيكا للمخرج المغربي نبيل عيوش، و"جمع الفطر" (إيستونيا)، أول عمل سينمائي للمخرج توماس هوسار، و"يا ولد!" (ألمانيا)، أول فيلم لليان أولي كيرستر، و"طابور" (إيران)، ثاني أفلام المخرج وحيد فاكيليفار، و"ليلة واحدة"، فيلم مشترك بين الولاياتالمتحدة، والمملكة المتحدة وكوبا، وهو أول أفلام المخرج لوسي ميلوي، و"زيرو" (المغرب)، لنورالدين لخماري، بعد فيلمه التحفة "كازانيغرا". وتتكون لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، التي يرأسها المخرج البريطاني جون بورمان، من كل من الممثلة البريطانية جيما ارتيتون، والممثلة الكندية ماري جوزي كروز، والممثل الإيطالي بيير فرانسيسكو بافينو، والمخرج المغربي الجيلالي فرحاتي، والمخرج الأمريكي جيمس غراي، والمخرج الكوري الجنوبي جوان سو إيل، والممثلة الهندية شارميلا تاغور، والممثل الفرنسي لامبير ويلسون، بينما يرأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة المؤلف والمخرج الفرنسي بنوا جاكو، بالإضافة إلى أربعة أعضاء، هم المخرج وكاتب السيناريو الأرجنتيني خوان سونالاس، والمنتجة والكاتبة الفرنسية سيلفي بيالات، والممثلة الإيطالية شيارا كاسيللي، والفنان التشكيلي المغربي سعد الحسني. ويعرض مهرجان مراكش خلال هذه الدورة 80 فيلما من 21 دولة، إضافة إلى بانوراما خاصة بتكريم السينما الهندية. أما فقرة "نبضة قلب"، التي تدعم من خلالها مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم جودة الإنتاج السينمائي المغربي، فستعرف هذه السنة برمجة فريدة لأفلام مغربية تدنو من النضج، في أعمال مميزة، كفيلم "البايرة" لمحمد عبد الرحمان التازي، و"فيها الملح والسكر وعمرها ما تموت" لعماد وسهيل نوري، و"ملاك" لعبد السلام الكلاعي. أما الأفلام المقدمة خارج المسابقة، فتنشر عبق مخرجيها في أرجاء منتدى اللقاء بالجمهور، إذ يشارك المغرب إلى جانب مجموعة من البلدان بفيلم "الطريق إلى كابول" لإبراهيم شكيري، بينما تستهدف الأفلام القصيرة التنافس في مسابقة "سينما المدارس"، لاكتشاف سينمائيين في بداية المسار. وفي إطار التقليد الذي دأبت عليه مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم، والقاضي بتكريم وجوه سينمائية وطنية ودولية، ستحتفي دورة هذه السنة بالمنتج السينمائي المغربي كريم أبو عبيد، والمخرج الأمريكي جوناثان ديم، الذي أخرج مجموعة من الأفلام الناجحة، على رأسها "فيلادلفيا" و"صمت الحملان"، والنجمة الفرنسية إيزابيل أوبيرت، إحدى الممثلات البارزات في تاريخ السينما الفرنسية، فضلا عن تكريم المخرج الصيني المتميز زهانغ ييمو، صاحب روائع "المدينة الممنوعة" و"زوجات وخليلات" و"السورغو الأحمر". كما سيجري تكريم السينما الهندية إحدى أكثر التجارب حضورا في المشهد السينمائي العالمي، بعد تكريم السينما المغربية سنة 2004، والإسبانية سنة 2005، والإيطالية سنة 2006، والمصرية سنة 2007، والبريطانية سنة 2008، والتايلاندية سنة 2009، والكورية سنة 2010، والمكسيكية سنة 2011. وتواصل هذه الدورة إدماج البعد الإنساني في تقريب فن السينما من الجمهور، باستعمال تقنية الوصف السمعي للأشرطة لفائدة الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر. وتعد هذه التقنية وصفا لفظيا للمشاهد والوقفات والمقاطع المرئية الثابتة أو المتحركة، التي هي خارج نطاق التعليق أو الوصف في الأفلام، دون أن يؤثر ذلك على محتوى النص الأصلي، إذ يشمل الوصف حركات الجسم وتقاسيم الوجه والإضاءة والألوان وبيئة الحدث، بكلمات أو جمل تعبيرية مختصرة، تصل عبر أجهزة استقبال وإرسال خاصة. وحسب عدد من المهتمين بالشأن السينمائي، فإن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي أصبح من بين أهم المهرجانات السينمائية ببلدان البحر الأبيض المتوسط، أكد منذ دورته الأولى حضوره القوي كتظاهرة سينمائية عالمية، بفضل انفتاحه على كل التجارب السينمائية العالمية، ما أكسبه إشعاعا على المستوى الدولي، وأصبح موعدا سينمائيا يحرص الكثيرون من صناع السينما المشاركة فيه. وأضافوا، في تصريحات ل"المغربية"، أن المهرجان أصبح مرجعا سينمائيا بمعايير دولية، ويؤسس لثقافة الاحتراف السينمائي بخصوصيته، ويتيح فرصا للسينمائيين المغاربة للاحتكاك بنجوم وفنانين أجانب، يشكل فرصة للفنانين المغاربة لتأسيس علاقات مهنية وعرض إمكاناتهم للظفر بالمشاركة في الإنتاجات السينمائية العالمية، وفرصة لتطوير النقد السينمائي المغربي، سواء ضمن ندوات المهرجان أو خارجها.