أكد نائب رئيس المفوضية الأوروبية والمفوض المكلف بالمقاولات والصناعة أنطونيو طاجاني أن الاتحاد الأوروبي يعتزم مواصلة دعمه للجهود التي يبذلها المغرب لتحديث اقتصاده وبنياته التحتية، عبر تكثيف التعاون الصناعي والدعم التقني والمالي. وأوضح طاجاني، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة زيارته هذا الأسبوع للمغرب على رأس وفد يضم 50 من رؤساء المقاولات الأوروبية المهتمين بفرص الاستثمار في المملكة، أن الاتحاد، الواعي بالحاجة لإحداث ظروف نمو قادر على امتصاص بطالة الشباب، يعتزم أيضا مضاعفة تعاونه الاقتصادي مع المغرب لصالح التشغيل. وتندرج هذه البعثة الاقتصادية (يومي 26 و27 نونبر الجاري)، التي تضم كذلك ممثلي العديد من منظمات وفدراليات المقاولات، في إطار «البعثات من أجل النمو» وهي مبادرة للمفوضة الأوروبية تروم تشجيع تدويل المقاولات الأوروبية كي تتمكن من الاستفادة من النمو المرتفع السائد في بعض البلدان الصاعدة. ويشكل المغرب أول بلد في الجوار الأوروبي يستفيد من هذه المبادرة، حسب طاجاني الذي اعتبر أن اختيار المملكة لم يكن عشوائيا لأن «المغرب شريك مميز لدى الاتحاد الأوروبي. وفي وقت تتوجه الأنظار نحو بلدان صاعدة بعيدة، لا أزال مقتنعا بأن قربنا من المغرب، سواء على مستوى الجغرافيا أو اللغة أو الثقافة أو الممارسة الإدارية، يظل ميزة كبرى سواء بالنسبة للمملكة أو الاتحاد».وأضاف أن الأرقام تدل على ذلك، إذ إن المستثمرين الأوروبيين يضخون سنويا مليار أورو من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الاقتصاد المغربي، مسجلا أن الاتحاد الأوروبي يعد أهم شريك تجاري للمغرب، حيث إن أزيد من نصف واردات وصادرات المملكة تتم مع الاتحاد. من جهة أخرى، أكد نائب رئيس المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي يولي أهمية كبرى لعلاقات الشراكة والتعاون مع المغرب، مبرزا أن ذلك جسده ارتفاع في ميزانية التعاون (270 مليون أورو في 2012)، مما مكن من تقديم مساعدة تقنية أوسع ودعم برامج الإصلاح المهيكل في عدة مجالات. كما برر طاجاني اختيار المغرب برغبة الاتحاد في النهوض بالاندماج الاقتصادي بين بلدان جنوب المتوسط، خاصة في هذه الظرفية الاقتصادية الصعبة التي تجعل الأسواق جد مجزأة، مما يعيق اقتصاديات الحجم وشراكات الأعمال على الصعيد الإقليمي. وشدد على أن المفوضية الأوروبية، التي تنسق هذا المسار للاندماج الإقليمي بنجاح منذ 17 سنة بتعاون مع البلدان المتوسطية المجاورة والعديد من الشركاء، حريصة على إعطاء هذا التعاون معناه الكامل، مضيفا أن المغرب يقوم بدور محرك في مجال الاندماج جنوب-جنوب. وأوضح المسؤول الأوروبي أن الإجراءات التي تم اتخاذها لهذا الغرض ساهمت في خلق مناخ أعمال أورومتوسطي موحد يشجع ويعزز ظروف الاستثمار في المنطقة، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي ودول الجوار يراهنون على مؤهلاتهم المشتركة وعلى التكامل في ما بينهم لتوطيد مركزها في سياق اقتصاد معولم. وتهدف هذه بالبعثة بالأساس إلى تعزيز تنمية مستدامة وشاملة في كل من المغرب والاتحاد الأوروبي. كما تهدف إلى تحسيس الشركات الأوروبية، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يوفرها المغرب في مختلف القطاعات. وستتيح هذه الزيارة لرجال الأعمال الأوروبيين الفرصة لإقامة اتصالات مع نظرائهم المغاربة من خلال الاتحاد العام لمقاولات المغرب وغيره من المؤسسات الاقتصادية.