يعكف باحثون وفاعلون اقتصاديون ومسؤولون مغاربة وإسبان، في ندوة يومي الخميس والجمعة، على بحث سبل بناء مستقبل اقتصادي مشترك وتطوير العلاقات المتميزة بين البلدين. ويسعى هذا اللقاء، الذي تنظمه مجلة "إيكونومي إي أنتربريز" بشراكة مع المعهد الأوربي للمتوسط، إلى إلقاء الضوء على مجموع الفرص الاقتصادية التي يمكن للبلدين اغتنامها من أجل كتابة تاريخ مشترك يخدم علاقات الوحدة بين أوروبا وإفريقيا. وأبرز رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب محمد حوراني، خلال افتتاح هذا اللقاء، أهمية العلاقات الاقتصادية القائمة بين البلدين، على اعتبار أن مدريد تعتبر الشريك الاقتصادي الثاني للرباط، وأن الاستثمارات الإسبانية تشهد نموا سريعا في مختلف جهات المملكة المغربية. وأضاف أنه من المنتظر أن يتم تعزيز هذه النتائج مستقبلا في أفق الإصلاحات الكبرى التي انخرط فيها المغرب، والتي تهم مختلف القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنمية المجالية، مما يتطلب تحقيق معدل نمو قوي وخلق مجموعة من فرص الاستثمار والتنمية المشتركة لفائدة المقاولات المغربية والإسبانية. من جهته، سجل رئيس لجنة المتوسط بالاتحاد العام للتنظيمات المقاولاتية بإسبانيا خوان كانالس، أهمية التقارب بين الهيئات الاجتماعية والاقتصادية في البلدين، وكذا التعريف بفرص الاستثمار والتعاون من أجل تعزيز رأسمال الثقة الذي تحظى به السوق المغربية لدى شركائها. كما دعا إلى التركيز على التعاون في القطاعات الواعدة والمهن المستقبلية من قبيل الطاقات المتجددة والنقل واللوجستيك، معتبرا أن المقاولات الإسبانية تتوفر على خبرة كبيرة في المجال وبإمكانها مواكبة الإرادة الاقتصادية التي أبداها المغرب من أجل تطوير تلك القطاعات، مما سيسهم في تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين. بدوره، أعرب رئيس اللجنة التنفيذية للمعهد الأوربي للمتوسط، سينين فلورينسا، عن أمله في أن تشكل مدينة طنجة ملتقى دائما للفاعلين الاقتصاديين المغاربة والإسبان من أجل إغناء النقاش والتفكير في سبل تطوير العلاقات الاقتصادية، والتعاون على مستوى الفضاء الأورو - متوسطي عموما. كما أشار، من جهة أخرى، إلى أهمية الوضع المتقدم الذي يحظى به المغرب في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، باعتباره آلية لتسريع وتيرة الاندماج الاقتصادي والشراكة بالمنطقة الأورو - متوسطية. ومن المنتظر أن يتطرق المشاركون في هذا اللقاء إلى مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، من بينها على الخصوص، آفاق العلاقات الاقتصادية المغربية الإسبانية، وسبل تعزيز علاقات الجوار، ورهانات العولمة على التعاون العابر للحدود.