ما تزال عدد من الأحياء الشعبية المغربية تحيي عادات «الشعالة» وزمزم» على الرغم من التحذيرات المتواصلة من المختصين بالنظر إلى ما تسببه من حوادث ومخاطر على الصحة و السكان، ففي ليلة العاشر من محرم يجمع أطفال الحي ما توفر من أعواد يابسة وأوراق وعجلات مطاطية يشعلون فيها النيران ويتحلقون حولها ويقفزون بالتناوب مستعرضين مهاراتهم في القفز فوق اللهب المتعالي، وهو ما تسبب على مدى السنوات الماضية في إصابة عدد من المواطنين بحرائق متفاوتة الخطورة، ورغم أن التعليمات الأمنية تذهب في اتجاه التدخل لمنع إحداث حرائق في إطارات السيارات، لما يمكن أن تسببه مثل هذه الحرائق العشوائية من خسائر مباشرة في ملك الغير، إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار هذه الاحتفالية النارية. بوعزة الخراطي رئيس جمعية حماية المستهلك حذر من تجاهل السلطات لمثل هذه الحرائق وعدم جديتها في منع إضرامها، خاصة تلك التي يتم تكون وسط الأحياء السكنية وبالقرب من المحلات التجارية حيث تتحول السماء إلى كتلة من الدخان الممزوج برائحة المطاط المحترق، ودعا الخراطي عناصر الوقاية المدنية لأن يكونوا على أهبة الاستعداد لمنع حدوث أي انتشار للهب ولحماية أملاك المواطنين كما دعا عناصر الأمن إلى القيام بعمل استباقي لمنع عمليات إشعال الحرائق. وبعد أن كانت احتفالية «زمزم» مرتبطة بتراشق الأطفال والكبار بالماء يوم العاشر من محرم، اكتسى طبيعة مختلفة أساسها ترهيب الناس وتخويفهم ومناسبة للإذاية والانتقام، فلم يعد الشباب والأطفال يتراشقون بالماء فقط، بل تطور الأمر اليوم إلى التراشق بالبيض في محيط المدارس، وأحيانا رش الآخرين بماء جافيل وماء النار وهو ما أخرج احتفالية عاشوراء من معناها ورمزيتها التاريخية إلى شكل من أشكال العنف، وبالتالي صار لزاما على الدولة التدخل لوضع حد لمثل هذه الممارسات.