دعا مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إلى دعم المجهودات المبذولة في مجال الأمازيغية، ودعا إلى تعزيز الإجراءات التي ستجعل القانون التنظيمي لترسيم الأمازيغية أداة قوية لإدماجها لغة وثقافة، مبرزا الدور الذي ستلعبه دفاتر التحملات الجديدة في تعزيزها في وسائل الإعلام العمومي، وفقا للدستور الذي أقر المبادئ الأساسية في مشروع تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، باعتبارها رصيدا مشتركا لكل المغاربة.ودعا الخلفي خلال كلمة له أمس بالرباط في اليوم الدراسي الذي نظمه مجلس المستشارين حول تدبير اللغات وتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في ضوء الدستور، (دعا) إلى حرص مؤسسات الإعلام العمومي على تعميم الأمازيغية لغة وثقافة في مختلف مجالات الحياة مؤكدا على أن عليها ان تكون فاعلة في هذا المجال وأن تنعكس برامجها على مختلف المجالات بمتابة رافعة، من خلال متابعة الحراك الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وأن لا تحصر في مناطق جغرافية دون غيرها. وأضاف الخلفي، خلال اليوم الدراسي الذي حضره كل من رئيس مجلس النواب والمستشارين إلى حانب فعاليات أمازيغية وسياسية، أن مسألة الأمازيغية، «كما جاء بذلك الفصل الخامس من الدستور، هي ثقافة وليست فقط لغة، الشيء الذي يقتضي، يضيف الخلفي، مقاربة تشاركية ويستدعي تجاوز الفروقات والتميزات السياسية والحزبية والإيديولوجية». وذكر وزير الاتصال بالمكتسبات الهامة التي راكمتها الأمازيغية خلال الفترة المنصرمة، " بفضل حراك الايجابي للحركة الثقافية الأمازيغية والتفاعل الايجابي للدولة، خاصة مع خطاب أجدير". ودعا لحسن الداودي وزير التعليم العالي إلى حوار وطني حول الأمازيغية، في إطار مقاربة تشاركية، مشددا على ضرورة التواصل مع المجتمع المدني في مختلف مناطق المغرب من أجل بلورة سياسة تساعد على إنجاح تجربة تدريس الأمازيغية، بمساهمة جميع القطاعات الحكومية. واقترح تطوير دور المخيمات الصيفية التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة، في إطار مقاربة تمكن أبناء المدن من تلقي أبجديات اللغة الأمازيغية في إطار التلاقح والتواصل خلال فترات التخييم التي اقترح، الداودي أن تنظم في المناطق الجبلية الأمازيغية.ومن جهته قدم مولاي يوسف الوزاني، ممثل وزارة التربية الوطنية في كلمته، حول واقع الأمازيغية في التعليم العمومي معطيات تتعلق بحصيلة تدريس الأمازيغية، و بلغ عدد المتعلمين خلال الموسم المنصرم 517ألف و 835 تلميذا وتلميذة مقابل 24069 في بداية التجربة قبل عشر سنوات، وبلغ عدد المؤسسات التعليمية التي تدرس فيها الأمازيغية 4486 مؤسسة تضم 19994 قسما بمعدل 4 أقسام في كل مؤسسة. و أكد المتحدث أن 4935 أستاذا أطرهم ما مجموعه 35 مفتشا ومفتشة، منهم 385 متخصصا تفرغوا خلال الموسم الدراسي 2011/2012 لتدريس الأمازيغية، فيما عملت وزارة التربية الوطنية في مختلف الأكاديميات الجهوية على تكوين. وعلى مستوى النوعي ذكر بعدد من المحطات والإجراءات همت الترسانة القانونية التي أنجزتها الوزارة في إطار تفعيل الأمازيغية في المنظومة التربوية، منها إصدار مذكرات تأطيرية سواء على مستوى الديداكتيك وبيداغوجية التدريس أوفيما يتعلق بتنظيم المراقبة التربوية في الأمازيغية وكذلك إصدار الكتب المدرسية في مستويات التعليم الابتدائي الستة.وذكر المتحدث أن الوزارة تمكنت لحد الآن من تكوين 14000 استاذا و600 مدير و300 مفتش، بغية تسريع وثيرة تدريس الأمازيغية، بالاظافة إلى أن المراكز الجهوية للتربية والتكوين التي شرعت في تأطير الأساتذة في الأمازيغية، تعمل خلال الموسم الجاري في كل من مكناس ومراكش وأكادير في تكوين أساتذة متخصصين سيتفرغون بعد تخرجهم في تدريس الأمازيغية. وفيما يخص الصعوبات التي واجهت الأمازيغية في الفترة المنصرمة، قال الوزاني، أن قلة الأطر المؤهلة وإسناد تدريس الأمازيغية لأطر يدرسون مواد أخرى وعدم استقرارهم في المؤسسات التي شرعوا في تدريس الأمازيغية فيها، كلها حالت دون وصول الوزارة إلى النتائج المنشودة، الشيء الذي يعيق إدماجها في السلك الإعدادي قبل تعميمها في الابتدائي.