دكت المقاومة الفلسطينية، مواقع ومغتصبات الاحتلال الصهيوني، بالقذائف والصواريخ، في رد فعل أولي على المجزرة التي اقترفتها قوات الاحتلال الصهيوني شرق غزة، مساء أول أمس السبت. وقال الموقع الإلكتروني للقناة الصهيونية العاشرة إن «الفلسطينيين أطلقوا 20 صاروخاً من قطاع غزة على إسرائيل سقطت جميع الصواريخ في مناطق مفتوحة ولم تسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية». وأوضح الموقع الإلكتروني أن أكثر من ثمانية صواريخ فلسطينية سقطت تجاه مدن أسدود وعسقلان وبئر السبع جنوب الكيان الصهيوني، فيما سقطت 10 صواريخ في مناطق بمستوطنتي سديروت، ونيتوفيت، ومنطقة النقب الغربي. وأعلنت أجنحة عسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية في بيان مشترك، صباح أمس الأحد، مسؤوليتها عن قصف مستوطنات ومواقع الاحتلال الصهيوني المحاذية لقطاع غزة، رداً على العدوان الصهيوني الذي أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات. وقالت الفصائل في بيانها المشترك: «في كل يوم تسطر المقاومة الفلسطينية المتوحدة في خندق الجهاد ضد العدو المغتصب ملحمة جديدة من الصمود والمواجهة والدفاع عن شعبها وأرضها، فهي الحصن المتين الذي تتحطم أمامه كل أطماع وأوهام المحتل الجبان». وبينت أن هذا القصف يأتي «رداً على المجزرة البشعة والجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال مساء (أول) أمس السبت شرق حي الشجاعية، والتي استهدفت المدنيين الآمنين في بيوتهم، ورداً على العدوان المتواصل ضد أهلنا وشعبنا». وحذرت الاحتلال من التمادي في عدوانه، مؤكدة أن المقاومة على أهبة الاستعداد، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تصعيد أو عدوان، وعلى الاحتلال أن يعي رسالة المقاومة جيدًا. وقال البيان «إن فصائل المقاومة تقف اليوم موحّدة في وجه هذا العدوان الغاشم، وستبقى تدافع عن شعبها وتقوم بواجبها المقدّس في مقاومة المحتل المجرم». والأجنحة العسكرية المشتركة في البيان هي، كتائب القسام، وكتائب حماة الأقصى، وكتائب الناصر صلاح الدين، وكتائب المجاهدين، وألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب الأنصار». حكومة «هنية» والمقاومة تحذران من جانبها، أدانت الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية، التصعيد الصهيوني «الآثم» على قطاع غزة، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل للجم العدوان. وقالت الحكومة، في بيانٍ مساء أول أمس، إنها «تدين العدوان المتجدد والمستمر على شعبنا في قطاع غزة، وتحمل حكومة العدو الصهيوني مسئولية وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف المواطنين الآمنين». بدورها، نددت فصائل المقاومة بعدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، وحملته المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان، مشددة على حق المقاومة في الرد والدفاع عن شعبنا. وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن «المقاومة ملتزمة بالدفاع عن أبناء شعبنا، والرد على جرائم العدو المتكررة ضد أهلنا وأرضنا». وقالت حركة الجهاد، في بيانٍ نشره «المركز الفلسطيني للإعلام»: «العدو يتحمل كامل المسؤولية عن التصعيد الدموي الخطير الذي طال المواطنين العزل شرق مدينتي غزة وخان يونس» مشددة على أن «ما يسوقه من مبررات تأتي في سياق التضليل الذي يمارسه قادته وجيشه المجرم»، وطالبت قوى المقاومة بوحدة الموقف إزاء هذا العدوان الغاشم، الذي سيدفع العدو ثمنه غالياً. من جهته، قال محمد البريم «أبو مجاهد» الناطق باسم لجان المقاومة، إن العدو الصهيوني المجرم يتعمد إصابة المدنيين بقصفه الهمجي الذي تعرضت له منازل المواطنين وبيت عزاء شرق مدينة غزة هذا المساء. وأكد « أبو مجاهد» في بيانٍ إن هذه المجزرة التي تجري فصولها الآن تحتاج إلى رد موحد ومزلزل من فصائل المقاومة الفلسطينية لردعه ووقف عدوانه ضد أبناء شعبنا الفلسطيني. بدوره، أكد الناطق الإعلامى لحركة المقاومة الشعبية في فلسطين إنه حان الوقت ليدفع الاحتلال فاتورة الدم، وعلى المقاومة إطلاق نيرانها ردا على مجازر العدو والتى كان آخرها مجرزة الشجاعية. «حماس» تندد من جهته، أكد فوزي برهوم، الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن التصعيد الصهيوني واستهداف المدنيين أمر خطير جدا ولا يمكن السكوت عليه، ويجب أن يوضع له حد، مشددا على أن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة «لن تسمح على الإطلاق بفرض أي معادلات إسرائيلية على شعبنا». وقال برهوم، في تصريح صحفي تعقيبا على العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، إن «مقاومتنا للاحتلال وللجنود الصهاينة الذين يقتلون أبناءنا مشروعة». كما حمل «حكومة الاحتلال المسئولية الكاملة عن كل تبعات وتداعيات هذا التصعيد، ولن نسمح بأن يكون الدم الفلسطيني ثمنًا لتحقيق مكاسب انتخابية وسياسية إسرائيلية». بدوره، حمّل الدكتور سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة «حماس» الاحتلال الصهيوني، التداعيات الكاملة عن استهداف المدنيين في قطاع غزة. وقال أبو زهري، في تصريحٍ خاصٍ مساء أول أمس، إن التصعيد الصهيوني على أطراف القطاع الذي تمثل في استهداف المدنيين وأسفر عن استشهاد عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير من المواطنين هو تصعيد خطير. وحذر الاحتلال من مغبة الاستمرار في هذا العدوان، مؤكداً على حق المقاومة في الرد وتوفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني في مواجهة هذا العدوان، وقال «الاحتلال باستهداف المدنيين يتحمل كامل المسئولية عن التداعيات المترتبة على هذا الاستهداف». في السياق ذاته، أكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني «مشير المصري» أن التصعيد الصهيوني المستمر ضد قطاع غزة يأتي في إطار المزايدة الانتخابية في (إسرائيل)، مشدداً على أن المقاومة ستدافع عن الشعب الفلسطيني بكل قوة، «وسيشرب العدو من نفس الكأس الذي يسقي منه الشعب الفلسطيني». وتعقيباً على تصريحات زعيم حزب «كاديما» الإسرائيلي «شاؤول موفاز» والتي دعا خلالها حكومته لمنح الجيش الصهيوني حرية العمل واغتيال قادة فصائل المقاومة بغزة، قال المصري إن: «قادة المقاومة في الميدان ولا يمكن أن يتراجعوا إزاء تصريحات العدو». ولفت القيادي في حماس في تصريحات إذاعية صباح أمس إلى أن استهداف قادة المقاومة الفلسطينية لا يضعفها، «بل إن دماءهم تشكل وقوداً لاستمرار المقاومة»، وأضاف: «المقاومة قادرة على تلقين العدو دروساً مؤلمة». ودعا المصري قادة المقاومة وكافة أبناء الشعب الفلسطيني لأخذ الحيطة والحذر خلال التصعيد الإسرائيلي على غزة، مشيراً إلى أن «المقاومة تدير الميدان بحنكة وحكمة في ردها الموحد على العدوان الإسرائيلي، وتستخدم تكتيكا عسكريا جديدا في العمل المشترك».