أعلن الجيش الأمريكي يوم10 مارس 2002 عن سحب 400 من القوات الأمريكية التي تشارك ضمن عملية أناكوندا ضد مقاتلي القاعدة وطالبان في منطقة جرديز بشرق أفغانستان ، وإعادتهم إلي قاعدة باجرام العسكرية في شمال كابول؟ ونقلت بعض المصادر الصحفية عن متحدث عسكري أمريكي - في رده على سؤال عما إذا كان الانسحاب يعني إنهاء مشاركة الولاياتالمتحدة في المعركة الدائرة منذ السبت 2 مارس 2002 قرب جرديز - قوله إنه في هذه المرحلة?? نعم ؟ وأرجع المحللون دوافع هذا القرار المفاجىء إلي مخاوف أمريكا من سقوط مزيد من الخسائر في صفوف قواتها في هذه المنطقة من شرق أفغانستان بعد سقوط العديد من القتلى والجرحى الأمريكيين بسبب المقاومة الشرسة التي يبديها مقاتلو طالبان والقاعدة منذ بدء عملية أناكوندا العسكرية السبت 2 مارس? كما أنه يظهر نية واشنطن الاعتماد بشكل أساسي علي القوات الأفغانية الحليفة لها في القضاء علي مقاتلي القاعدة وطالبان مثلما حدث في بداية الحرب ؟ من جانب آخر أكدت حركة طالبان السبت الماضي أن مقاتليها تمكنوا من نصب كمين للقوات الأمريكية في منطقة الأرجون بولاية باكتيا أثناء مرورها بالمنطقة مما أسفر عن مقتل ستة جنود أمريكيين ? وأعلنت أن مقاتليها تمكنوا أيضا من أسر عدد كبير من القوات الأفغانية الموالية لواشنطن ومعهم ثمانية جنود أمريكيين وذلك في المعارك الضارية التي شهدتها مدينة جرديز خلال الأيام السابقة، مشيرة إلي أن واشنطن تكتمت على هذه الخسائر تماماً ، بل بذلت قصارى جهدها لإقناع العالم بمقتل المئات من مقاتلي الحركة في المنطقة ، مطالبة واشنطن باظهار جثث مقاتليها إن كانت صادقة في ادعاءاتها؟ وأكدت أنها بدأت حرب عصابات ضد القوات الأمريكية وحلفائها ، وذلك بتنفيذ هجمات متعددة في جهات متفرقة من أفغانستان ، مشيرة إلي أنه برغم التعتيم الاعلامي الذي تفرضه القوات الأمريكية على كل ما يجري في الساحة وما تلاقيه من مقاومة وكمائن وغارات خاطفة ، إلا أن تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين التي تركز على خطورة الموقف وطول عمر المعركة وتهيئة الرأي العام الأمريكي لتقبل مزيد من الخسائر البشرية والمادية في المعركة أصدق دليل علي صحة ماتنشره طالبان في هذا الصدد ? وذكر مركز الدراسات والبحوث الإسلامية التابع لحركة طالبان أن مقاتلي الحركة شنوا الأسبوع الماضي هجوماً مباغتاً على المستشفى الصيني في قندهار ، وقاموا بقتل عشرة من القوات التابعة لحاكم المدينة بول أغا كانت موجودة فيه ، وذلك ردا علي مقتل ستة عرب ينتمون للحركة علي أيدي القوات الأمريكية مؤخرا بعد تحصن استمر عدة أسابيع ورفض تام للاستسلام ? كما نصب مقاتلو الحركة كمينا للقوات الأمريكية في منطقة الأرجون بولاية باكتيا وذلك أثناء مرورها بالمنطقة مما أسفر عن مقتل ستة جنود أمريكيين؟ وأضافت الحركة أنها تمكنت أيضا من إسقاط طائرة هيلكوبتر أمريكية جديدة في منطقة أنكور آده بولاية باكتيا قرب الحدود الباكستانية الأفغانية وذلك بعد نجاحها في اسقاط طائرتين أمريكيتين في خوست وجرديز الأسبوع الماضي ، مما أسفر عن مقتل 42 جنديا أمريكيا وليس تسعة جنود كما أعلنت وزارة الدفاع الامريكية ? وأشارت إلي قيام عدد من المتعاطفين معها في مدينتي خوست وقندهار بتفجير محلات للفيديو بعد أن بدأت تنتشر وتبث فسادها بين المواطنين ، كما أصدر القائمون على هذه التفجيرات في خوست بياناً باسم أسر الشهداء ضمنوه شيئا من النصائح والتحذيرات ، ومن ضمن ما جاء فيه أن عشرين سنة من الجهاد والتضحية والمعاناة لا يمكن أن تكون ثمرتها محلات نشر الفساد والمجون والخلاعة بين المواطنين؟ واستنكرت الدعاوى الأمريكية التي تزعم نفور الشعب الأفغاني من حركة طالبان ولعنهم لأيامها ? وأكدت أن عدد المصابين بين القوات المتحالفة أكبر بكثير من الأرقام التي أعلنها البنتاجون ، مشيرة إلى أن الجنود الأمريكيين والكنديين جاؤوا إلى مدينة خوست وكان عددهم لا يقل عن 70 جندياً وعندما وصلوا إلى شمال خوست بما يقرب من 10 كيلو مترات دخلوا في إحدى المساكن الطينية المهجورة كمحطة للراحة والاستطلاع ، إلا أن مقاتلي الحركة أطلقوا عليهم صاروخين من نوع ? صقر 35 ? وعددا من قذائف الهاون أصابت المساكن الطينية بإصابات مباشرة وبالغة مما أدى إلى سقوط عدد كبير منهم ما بين قتيل وجريح ? وكشفت عن أن حجم الخسائر في صفوف القوات الأفغانية التي تقاتل إلى جانب القوات الأمريكية في الجبال يتراوح ما بين 170 و 190 مقاتلا ، مستشهدة بإحصاء أحد العاملين في مستشفى جرديز الذي خصص القسم المغلق منه لقتلى وجرحى القوات الأفغانية؟ وأضافت أن اعتراف أمريكا ببعض تلك الخسائر إنما هو بسبب الضغوط الداخلية التي تواجهها وزارة الدفاع من قبل أعضاء من الكونجرس ، حيث دعا بعضهم في الأسبوع الماضي وزارة الدفاع إلى شفافية أكثر حول ما يدور في أفغانستان ، مطالبين بالإعلان عن موعد انتهاء الحرب ? وأكدت أن الملا محمد عمر ما زال على ثباته ويقينه بالنصر، فهو يُطمئِن المسلمين ويقول لأنصاره إن الجهاد لو لم يكن فرض عين علينا فإن الواقع يحتمه ويفرضه ، فإذا لا مناص منه ولا محيد عنه ، فثقوا بأن النجاة فيه? التجديد+وكالات