قال أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أنه لا مناص من الوحدة في التنوع اللغوي لمختلف الفاعلين من أجل المضي قدما بالأمازيغية في ظل المكتسبات التي تحققت منذ خطاب أجدير وبعد تأسيس المعهد الملكي وتعزيز مكانتها في الدستور الجديد، مبرزا الدور الهام للوثيقة الدستورة الحالية التي تسمح لكل المواطنين بالتحكيم للدستور فيما يتعلق بكل مساس بهويتهم الأمازيغية. وقدم بوكوس أول أمس في برنامج "مباشرة معكم"، الذي يقدمه الإعلامي جامع كلحسن على القناة الثانية، أرقاما رسمية حول تدريس الأمازيغية بالمؤسسات التعليمية، وصفها بالمتدنية، إذ ذكر أن نسبة التلاميذ المستفيدين خلال السنة المنصرمة لم تتجاوز 15 في المائة في 5 في المائة من المدارس فقط ولا يدرسها سوى 3 في المائة من الأساتذة. وأضاف أن وزير التربية الوطنية وعد بتوسيع نسبة الاستفادة إلى مليون تلميذ خلال الموسم الدراسي الجاري. ومن جهتها دعت سعاد الشيخي عضو المكتب التنفيذي لجمعية تمازيغت لكل المغاربة إلى انخراط كل الفاعلين في الورش الوطني المرتبط بالنقاش الجاري حول المقتضيات التنظيمية لترسيم اللغة الأمازيغية، ونبهت إلى ضرورة تجنب منطق الاحتكار والتفرد في الدفاع عن الثقافة واللغة الأمازيغيتين، مؤكدة على أن الهوية الأمازيغية ملك لكل المغاربة بدون استثناء. وثمنت الشيخي خلال مشاركتها في نفس البرنامج المكتسبات التي حققتها الأمازيغية منذ الخطاب الملكي بأجدير، وما بعد ترسيمها في الدستور كلغة رسمية، وانطلاق التنزيل الفعلي على مستوى التواصل في جل مرافق الحياة العامة بالأمازيغية خاصة في المناطق الناطقة بالأمازيغية. وأشارت الشيخي في مناقشة موضوع الحلقة الأخيرة من البرنامج المقدمة تحت عنوان: "أي موقع للأمازيغية في الدستور؟" إلى اهتمام المؤسستين الحكومية والتشريعية بالأمازيغية، وأن المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية سيعزز دور الأمازيغية في الحياة العامة للمواطنين، مذكرة بكون أغلب الوزراء المشكلين في الحكومة الحالية من أصول أمازيغية. وشددت على تأييدها المطالبة بالتعجيل بتوفير الإمكانيات اللوجيستيكة المرتبطة باستعمال اللغة الأمازيغية تحت قبة البرلمان، بغية تمكين نواب الأمة من الشروع في طرح تساؤلاتهم بالأمازيغية وتمكين المواطنين الذين لا يتحدثون سوى الأمازيغية من متابعة اجتماعات المؤسسة التشريعية. وأجمع جل المتدخلين في نفس البرنامج الذي استضاف أيضا كلا من البرلمانية فاطمة تباعمرانت و الناشط الأمازيغي أحمد أرحموش ورشيد الحاحي ، أستاذ باحث، على انخراط جميع المؤسسات والأفراد في تفعيل أجراءة التواصل بالأمازيغية في جميع مرافق الحياة العامة للمواطن. وفي خبر ذي صلة بموضوع الأمازيغية، قال بوكوس في ندوة صحفية نظمها المعهد أول أمس الأربعاء، بمناسبة إحياء ذكرى خطاب أجدير، أن الدستور الجديد للمملكة رسم معالم سياسة ثقافية ولغوية أساسها الاعتراف بتنوع اللغات الوطنية والنهوض بها والانفتاح على اللغات الأجنبية، في نطاق وحدة وتماسك المجموعة الوطنية، معتبرا أن ترسيم اللغة الأمازيغية يعد حدثا بارزا ذا أبعاد تاريخية بالنسبة لتراثنا الوطني عامة والأمازيغي خاصة. وأبرز المتحدث أن "هذا الحدث يعد بالفعل ثمرة تتويج سيرورة تطور سياسي" ساهمت فيه المؤسسات الوطنية والمنظمات السياسية إلى جانب المجتمع المدني والطبقة السياسية والنخبة المثقفة".