أكد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية٬ أحمد بوكوس٬ اليوم الأربعاء٬ أن ترسيم اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية يعد حدثا تاريخيا يفتح آفاقا غير مسبوقة لصالح صحوة اللغة والثقافة الأمازيغيتين والنهوض بهما ومأسستهما في تكامل مع اللغة العربية. وأوضح بوكوس٬ متحدثا في ندوة صحفية نظمها المعهد٬ بمناسبة تخليده للذكرى الحادية عشر للخطاب الملكي بأجدير٬ أن الدستور الجديد للمملكة "رسم معالم سياسة ثقافية ولغوية أساسها الاعتراف بتنوع اللغات الوطنية والنهوض بها والانفتاح على اللغات الأجنبية٬ في نطاق وحدة وتماسك المجموعة الوطنية"٬ معتبرا أن ترسيم اللغة الأمازيغية يعد "حدثا بارزا ذا أبعاد تاريخية بالنسبة لتراثنا الوطني عامة والأمازيغي خاصة". وأبرز أن "هذا الحدث يعد بالفعل ثمرة تتويج سيرورة تطور سياسي" ساهمت فيه المؤسسات الوطنية والمنظمات السياسية إلى جانب المجتمع المدني والطبقة السياسية والنخبة المثقفة٬ مضيفا أنه يستمد مشروعيته على الخصوص من كل من خطاب العرش لسنة 2001 وخطاب أجدير (2001) وخطاب تاسع مارس 2011". واعتبر بوكوس أنه انطلاقا من إقرار اللغة الأمازيغية لغة رسمية٬ فقد بات من الواجب على مؤسسات الدولة اتخاذ الإجراءات الضرورية لتمكين الأمازيغية من الاستفادة الفعلية من وضعها كلغة رسمية٬ مضيفا في هذا السياق أنه يتعين على السلطة التنفيذية اتخاذ التدابير الضرورية لتقديم اقتراحات للبرلمان بشأن القوانين التنظيمية الملائمة٬ خاصة القانون المتعلق بمأسسة الأمازيغية والقانون المتعلق بإنشاء المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية٬ الذي يتولى تصور وتقنين السياسة الثقافية واللغوية بالبلاد. وأشار إلى أن المعهد سيعمل٬ في إطار المجلس المذكور٬ على ترسيخ المكاسب المحققة منذ 2002 ٬ بحيث سيفتح أوراشا جديدة للتفكير والعمل من أجل الإسهام في تأهيل الأمازيغية لتمكينها من القيام بجميع وظائفها في إطار السياق السياسي والجديد وتشجيع التعابير الثقافية والأمازيغية المختلفة. وقال إن "المعهد يرى أنه من المتعين أن يكون إعمال الوضع الجيد للأمازيغية حافزا للدفع بسيرورة إدماجها في التعليم وفي الإعلام وفي مختلف مناحي ومجالات الحياة العامة"٬ خاصة العدل والصحة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والحكامة الترابية. وأشار إلى أن المعهد تمكن من تحقيق عدة مكاسب لفائدة اللغة الأمازيغية٬ منها تهيئة اللغة وتقعيد الكتابة بحرف تيفناغ والبحث في بيداغوجيا الأمازغية وديداكتيكها والدراسات والأبحاث حول التعابير الثقافية والفنية وإدماج الأمازيغية في منظومة التكنولوجيات الحديثة للإعلام. وأضاف أن هذه المكاسب تشمل أيضا مجالات التعليم والثقافة والشراكة المؤسسية والشراكة مع المجتمع المدني وربط الثقافة بحقوق الانسان والتنمية المستدامة٬ معتبرا أن هذه المكاسب تتطلب "المزيد من الترسيخ والتعميق والتفعيل". وخلص بوكوس إلى القول إن ترسيم الأمازيغية سيسهم في تعميق المسلسل الديمقراطي في المغرب٬ الذي بات بإمكانه٬ حسب رأيه٬ أن "يفتخر بين الأمم بكونه نموذجا للتدبير العادل للتنوع الثقافي واللغوي في المنطقة". يشار إلى أن تنظيم هذه الندوة يندرج ضمن سلسلة أنشطة ثقافية وإعلامية ينظمها المعهد٬ تحت رعاية الملك محمد السادس من 16 إلى 20 أكتوبر الجاري٬ تحت شعار "الأمازيغية الآن"٬ وذلك تخليدا للذكرى الحادية عشر للخطاب الملكي بأجدير.