واصل الاحتلال الصهيوني «تدنيسه» للمسجد الأقصى من خلال الدفع بعشرات المجندين والمجندات من الجيش للتجول في باحاته بعد أن كثف من اقتحاماته للمسجد في الأيام القليلة الماضية، في وقت أقدمت فيه قطعان المستوطنين على شن حرب «اقتلاع» أشجار الزيتون المثمرة في محاولة لتضييق الخناق على أرزاق الفلسطينيين في الضفة المحتلة. واقتحمت مجموعة كبيرة من مجندي ومجندات جيش الاحتلال، في خطوة استفزازية جديدة، باحات المسجد الأقصى المبارك، صباح أمس، إضافة إلى عشرات المغتصبين تحت حماية شرطة الاحتلال. وأفادت مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات بأن «مجموعتين من المغتصبين منذ صباح اليوم (أمس)، اقتحمت المسجد الأقصى، تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال». وأضافت أن «مجموعة كبيرة من مجندي ومجندات جيش الاحتلال دخلوا وتجولوا في باحات المسجد الأقصى خلال جولة إرشادية، بلباسهم العسكري». وجدير بالذكر أن اقتحامات المغتصبين الصهاينة تكررت في الآونة الأخيرة، بسبب الأعياد الصهيونية وهي تتم صباحًا ومساءً. في غضون ذلك، أقدم مستوطنون يهود، الليلة قبل الماضية، على قطع وتخريب 250 شجرة زيتون مثمرة في قرية المغير الواقعة شمال شرق مدينة رام الله بوسط الضفة الغربية. كما اقتلع مستوطنون 80 شجرة زيتون في قرية قريوت جنوب مدينة نابلس، وذلك قبل بدء موسم قطف الزيتون. ووفقاً لسكان القرية فإن مستوطنين من مستوطنة «معاليه ليفونا» القريبة اقتلعوا الأشجار أثناء ليلة أول أمس. ويصل عدد أشجار الزيتون في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى نحو 10 ملايين شجرة وتشكل جزءاً مهماً من الاقتصاد الفلسطيني، حيث يعمل فيها نحو 100 ألف مزارع وتحقق ربحاً بنحو 100 مليون دولار سنوياً. في الأثناء، أكد الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، أن الكيان الصهيوني يستغل حالة الاضطراب في العالم العربي لإتمام عملية تهويد القدس، معتبرًا ذلك «نذير خطر باتجاه المسجد الأقصى المبارك». وأشار إلى أن الاقتحامات المتكررة للأقصى مؤخرا «خير دليل على أن المؤسسة الإسرائيلية لها مشروع وخطة تريد أن تحققها وتعمل من أجلها هذه المرة في تناسق تام وكامل، بين المؤسسة السياسية والأمنية والدينية الإسرائيلية، وهذا كله نذير خطر باتجاه المسجد الأقصى المبارك». وقال: «يبدو أن المؤسسة الإسرائيلية تستغل تماما لتنفيذ خطتها حالة الاضطراب التي يعيشه العالم العربي في ظل ما يحدث من انشغال كل واحد من أقطار هذا الوطن بمشاكله وهمومه، كما هو الحال في مصر وليبيا وتونس والأردن وكل الوطن». وشدد الخطيب على أن التصعيد الصهيوني بالداخل الفلسطيني وفي محيط القدس تحديدا متقدم جدا، مؤكدا أنه لا يهتم بردود الأفعال الباهتة، ولكنها تعطيه مزيدًا من الإصرار على الذهاب باتجاه تحقيق مشروعها الاستيطاني التهويدي في القدس. ونقلت «وكالة الأناضول للأنباء» عن الخطيب تأكيده على أن التصعيد الأخير في قطاع غزة استمرار لنهج صهيوني قائم بالفعل، وأن التطورات التي يشهدها القطاع على الصعيد العسكري لا تغيب عن بال القيادة الصهيونية لحظة واحدة، وكأنها تفكر أن التطورات التي حدثت في ليبيا أفادت غزة تسليحا. وأضاف أن «المؤسسة الإسرائيلية يبدو أنها تفكر في محاولة ما يمكن أن يسمى بعملية تقليم أظافر لغزة، تحديدا في ظل التطورات الإيجابية التي حدثت في ظل قيادة مصرية جديدة تعيش حالة من التفهم للواقع الغزاوي»، مشيرا إلى أنها تريد أن تشغل مجتمعها الداخلي عن ظروفها الاقتصادية الصعبة بتصعيد في تقديري حتى لو كان نسبيا، لكن يمكن أن يكون فعليا في قطاع غزة، لكنه يرى أن ذلك التصعيد ضد غزة لن يمر بهدوء كما حدث في عدوان 2008، بسبب تغير الواقع العربي، فالشعوب العربية يمكن أن تكون عنصرًا ضاغطًا وتحرك حكوماتها لاتخاذ مواقف قد لا تريدها.