دعت جماعة صهيونية إلى اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك بشكل جماعي اليوم الثلاثاء، وأداء بعض الشعائر التلمودية، بمناسبة ما يسمى ب»عيد العرش» العبري. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، أول أمس، إن دعوات الاقتحام وجهتها منظمة يهودية متطرفة تدعى (منهيجوت يهوديت) وهي جناح من حزب الليكود الحاكم، حيث أطلقت على عملية الاقتحام اسم «صعود احتفالي إلى جبل الهيكل»، مشيرة إلى أن الاقتحام سيبدأ في تمام الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم الثلاثاء. وقد حذرت المؤسسة من هذه الدعوات، ودعت إلى تكثيف الوجود والرباط مبكرًا بالأقصى في هذا اليوم، لصد الاقتحام المقرر، وقالت «يجب ألا نتعامل مع المسجد المبارك حسب الظروف والمناسبات والمواسم». وأشارت إلى أن تلك المنظمة حاولت اقتحام الأقصى سابقا، إلا أن الشرطة الصهيونية أحبطت تلك المحاولة لدواعٍ أمنية، لافتة إلى أن الاحتلال يحاول زيادة نسبة الوجود اليومي للصهاينة الذين يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون بعض الشعائر التوراتية والتلمودية. وأكدت مؤسسة الأقصى على أن المسجد الأقصى «حق خالص للمسلمين، ولا حق لغيرهم ولو بذرة تراب واحدة منه». وكانت شرطة الاحتلال قد منعت في وقت سابق فيجلين من الدخول إلى المسجد الأقصى للاحتفال بإنجازه الانتخابي على رئاسة الليكود، خوفًا من ردود الأفعال المعارضة، إلا أن مؤسسة الأقصى رجحت في هذه المرة أن تسمح الشرطة بدخوله، بعد أن استخلصت العبر من المرة السابقة. وقالت «مؤسسة الأقصى» في بيانها الصحفي: «إن المسجد الأقصى يمر في هذه الأيام بمخاطر داهمة، بسبب وجود الاحتلال، وهو الخطر الأساس عليه، حيث تصاعدت الاقتحامات والتدنيسات ومحاولات تأدية شعائر تلمودية مزعومة في الأقصى من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية والجنود بلباسهم العسكري والسياح الأجانب، حيث بلغ عدد المقتحمين من المستوطنين والجماعات اليهودية للمسجد الأقصى منذ بداية العام نحو 4700 مستوطن، ونحو 3250 جنديا بلباسهم العسكري، أي ما مجموعه 8000 مستوطن وجندي، بالإضافة إلى نحو 220 ألف سائح أجنبي دخلوا الأقصى بلباس لا يحترم حرمة الأقصى، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، وفي الوقت نفسه يضع الاحتلال قيودًا مشددة على دخول المصلين للمسجد الأقصى، ويحدد في كثير من الأحيان أعمار من يسمح لهم من دخوله، بل ويمنع أعدادًا من أهل القدس والداخل من دخول الأقصى لفترات متعددة ما بين أسابيع وأشهر وأحيانًا لسنين متواصلة. يشار إلى أن الكيان الصهيوني يسعى بشكل دؤوب إلى نزع المسجد الأقصى من المسلمين، لهدمه وبناء ما يسمى بهيكل سليمان المزعوم مكانه، رغم أن الكثير من الخبراء قد أكدوا أنه لا وجود لهذا الهيكل تحت المسجد الأقصى، وأن ما يمارسه الصهاينة هو تضليل وتزوير.