إسرائيل تسعى لتنفيذ مخططها في ظل انشغال العالم العربي بأوضاعه الداخلية وصل المخطط الإسرائيلي لتقسيم الحرم القدسي الشريف بين الإسرائيليين والمسلمين الى درجة متقدمة وذلك في ظل تقديم عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف ارييه الداد الخميس اقتراحا للكنيست لتقسيم المسجد الأقصى والسماح لليهود بالصلاة فيه في أيام معينة ويمنع فيها المسلمون من دخوله. ووفقاً لمشروع القانون المعروض على الكنيست الاسرائيلي، فإنه «يتم تحديد أيام منفصلة للزيارة لليهود وللمسلمين، وان يكون المكان مفتوحاً فقط إما للمسلمين وإما لليهود». وجاء ذلك الاقتراح المقدم للكنيست الإسرائيلي بعد أيام من إعلان رئيس الائتلاف الحكومي الإسرائيلي عضو الكنيست زئيب الكين من الليكود انه سيعمل على دخول اليهود فقط إلى باحة المسجد الأقصى في أيام محددة، كما هو متبع في الحرم الإبراهيمي في الخليل. وذكرت صحيفة «مكور ريشون» الاستيطانية أن زئيب الكين من الليكود، اعلن في اجتماع مغلق انه سيعمل على دخول اليهود فقط إلى باحة المسجد الأقصى في أيام محددة. وقالت صحيفة المستوطنين أن الكين، سيبذل جهودا كبيرة من اجل السماح بدخول اليهود فقط في أيام محددة وسيمنع المسلمين من الدخول في تلك الأيام للمسجد الأقصى المبارك. هذا وكانت دراسة ميدانية أعدتها مؤسسة الأقصى للوقف والتراث خلصت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول فرض أمر واقع في المسجد الأقصى ويقضي بتواجد يهودي بشكل يومي فيه وعلى عدة محاور أولها : اقتحام المستوطنين وجولاتهم شبه اليومية حيث يتخللها أداء صلوات وطقوس تلمودية ثانياً : اقتحام الجنود بلباسهم العسكري وجولاتهم الاستكشافية والإرشادية والمحور الثالث اقتحامات لمجموعات المخابرات وجولاتهم بين أبنية المسجد الأقصى. واعتبرت وزارة العدل بحكومة غزة المقالة، أن حكومة الاحتلال تستغل انشغال العالم بالانتخابات الأمريكية والانشغال بالأحداث الداخلية في الدول العربية لتنفيذ مخططاتها. ودعت الوزارة المجتمع الدولي بالخروج عن «صمته اتجاه جرائم الاحتلال المستمرة من هجمة استيطانية، وتشديد الحصار على غزة، وتهويد المقدسات وانتهاك ابسط حقوق الإنسان». وكانت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حذرت مؤخرا مما جاء على لسان عضو الكنيست الإسرائيلية زئيب الكين، بأنه سيعمل على دخول اليهود فقط إلى باحات المسجد الأقصى في أيام محددة، كما هو متبع في الحرم الإبراهيمي في الخليل، مانعا المسلمين من دخوله في هذه الأيام. وأعلنت الهيئة في بيان صحفي أن الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك قد دخلا المرحلة النهائية من عملية تقسيم بين المسلمين واليهود، على غرار ما حصل في الحرم الإبراهيمي، محذرة من مغبة هذا المخطط التهويدي الذي سيمكن اليهود والمستوطنين المتطرفين من أداء صلواتهم وشعائرهم التلمودية على مرأى العالم دون حسيب أو رقيب. وأشارت إلى أن منع المسلمين من دخول الأقصى خلال أيام محددة، ما هو إلا خطوة على تهويد الأقصى، وحصره على اليهود فقط، وسلخ المسلمين والمصلين عنه. وأكدت أن الاقتحامات اليومية التي تزايدت وتيرتها خلال الفترة الماضية، هي بداية لوجود يهودي استيطاني في المسجد الأقصى لتنفيذ مخططات «خبيثة»، تملأ أدراج الحكومة الإسرائيلية، وتستهدف المقدسات في القدس الشريف، وعلى رأسها المسجد الأقصى. من جهته قال الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى: « إن إسرائيل وبشكل عملي بدأت بتنفيذ خطة التوقيت الزمني في المسجد الأقصى كما هو الحال في الحرم الإبراهيمي من خلال إفراغ المسجد الأقصى من المصلين والسماح لليهود والمتطرفين بعد ذلك باقتحامه، محذرا من أن الأقصى في أخطر أوضاعه، مناشداً كافة المؤسسات والدول المعنية التدخل الفوري والسريع لإنقاذ المسجد الأقصى من «جريمة بشعة» تخطط بحقه. ومن ناحيته قال رئيس المحكمة العليا الشرعية الفلسطينية رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الشيخ يوسف ادعيس إن الاحتلال الإسرائيلي بدأ بتطبيق أولى خطوات تقسيم المسجد الأقصى المبارك، على غرار ما حصل في الحرم الإبراهيمي، وذلك ردا على التصريحات التي أطلقها رئيس الائتلاف الإسرائيلي زئيب الكين مؤخرا والتي أعلن فيها عن نية حكومة الاحتلال السماح لليهود بدخول باحات المسجد الأقصى المبارك في أيام محددة، ومنع المسلمين من دخوله في هذه الأيام. وطالب ادعيس منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية بعقد قمة عربية إسلامية عاجلة، لمواجهة وإفشال المخططات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك. وكانت جامعة الدول العربية حذرت مطلع الأسبوع الجاري من تعرض المسجد الأقصى لما وصفته بأخطر مرحلة من التهويد في عهد الاحتلال الإسرائيلي. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي في تصريحات له إن إسرائيل تستغل الظروف التي تحيط العالم العربي والإسلامي لتغيير الواقع في المسجد الأقصى. وجاء التصريح عقب ما تردد من معلومات عن طرح عضو الكنيست الإسرائيلية زئيب الكين، بأنه سيعمل على دخول اليهود فقط إلى باحات المسجد الأقصى في أيام محددة، كما هو متبع في الحرم الإبراهيمي في الخليل، مانعا المسلمين من دخوله في هذه الأيام. وأشار بن حلي إلى أن الأمين العام للجامعة العربية سيطرح خلال مشاركته في القمة الإسلامية والتي ستحمل اسم التضامن الإسلامي، ما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات إسرائيلية يومية والتأكيد على تحمل الدول الإسلامية والعربية لمسؤولياتها.