حشد الكيان الصهيوني مزيداً من القوات قرب الحدود مع سيناء المصرية. وأعلن ضابط صهيوني كبير، أول أمس، أن كيانه عزز انتشاره العسكري قرب الحدود مع مصر في شبه جزيرة سيناء بعد تعدد الهجمات في الأشهر الأخيرة. فيما رد الكيان على دعوة الرئيس المصري محمد مرسي لتعديل اتفاقية “كامب ديفيد" بالرفض والتجاهل والتهديد المبطّن. ورفض عدد من قادة الكيان أي تعديل في الاتفاقية. ودعا وزير خارجية الكيان أفيغدور ليبرمان القاهرة لعدم “الوقوع في الأوهام". كما طالب الوزير الصهيوني سيلفان شالوم مصر بالالتزام بواجبها بتطبيق اتفاقية “السلام". وذكر جنرال الاحتياط تسفي فوغل، وهو القائد السابق للمنطقة الجنوبية في الجيش الصهيوني للإذاعة العامة، أن «إسرائيل نشرت كتيبة «كراكال» الإضافية قرب الحدود، لأن سيناء أصبحت وكرا للمسلحين». وقال فوغل: «إنه منذ فترة غير طويلة كانت فقط وحدات الاحتياط من الجيش وحرس الحدود تقوم بدوريات هناك خاصة للحد من الأنشطة غير المشروعة لبدو سيناء»، مثل التهريب وعبور المهاجرين الأفارقة، وذلك بعد أن كانت الحدود بين مصر والكيان على مدى أكثر من 30 عاما الأكثر هدوءا لاحتلال بفضل معاهدة السلام الموقعة مع مصر عام 1979. من جهته، أشار وزير التنمية الإقليمية سيلفان شالوم للإذاعة العبرية إلى أن «مصر بدأت بالتحرك ضد المسلحين في سيناء، ولكن ذلك ما زال غير كاف، والإرهاب يهدد المصريين أيضا». في غضون ذلك، أكد خبراء عسكريون مصريون أن الكيان هو المستفيد الأول مما يجري حاليا في منطقة شبه جزيرة سيناء من تردٍ للأوضاع الأمنية، مؤكدين ضرورة تعديل سير العمليات العسكرية المصرية الجارية هناك حاليا، وأن تكون لها أبعاد استراتيجية. وقال الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت مسلم لصحيفة "الخليج" الإماراتية، إن “إسرائيل" هي المستفيد الأول من استمرار تدهور الأوضاع في سيناء، “لما تعمل عليه من دعاية مضادة باضطراب منطقة الحدود، وهو ما جعل بعض الأصوات داخل الحكومة “الإسرائيلية" تنادي بضرورة تدخل القوات “الإسرائيلية" في سيناء، لضبط الأمور هناك، وذلك بدعوى القضاء على الإرهابيين. وشدد على أهمية أن تكون العمليات للقوات المسلحة في سيناء ذات بعد استراتيجي، “بحيث تعمل على اقتلاع جذور الجماعات المسلحة من شبه جزيرة سيناء، وهو الأمر الذي قد يطيل من أمد سير العمليات هناك". بدوره، قال الخبير العسكري اللواء حمدي بخيت، إنه لا ينبغي استقاء ما يدور على الحدود المصرية من وسائل وأجهزة الإعلام الصهيونية، والتي تصور الأمور هناك بأنها أصبحت عصية على الأجهزة المصرية، “في حين أن هناك سيطرة على الأمور من جانب القوات المسلحة والشرطة المدنية، صحيح أن هناك توترا، ولكنه يتم التعامل معه"، لافتا إلى أن الكيان هو المستفيد الأول من تردي الأوضاع في داخل سيناء، “على الرغم من أن تأمين هذه المنطقة يعد أمنا ل"إسرائيل" كما هو أمن في الوقت نفسه لمصر". وحمّل الخبير العسكري، العميد صفوت الزيات، الولاياتالمتحدة كل ما يحدث على الحدود المصرية، مؤكدا أن “أمريكا صدرت الإرهاب إلى العالم بأكمله بسوء إداراتها بدعوى محاربة الإرهاب في العالم"، مشدداً على أهمية “عقد جلسات عمل بين مصر و"إسرائيل" والولاياتالمتحدة لمحاولة الحد من مثل هذه الممارسات". ودعا الزيات خلال حديثه لفضائية “النهار"، إلى ضرورة تعديل سير العمليات في شبه جزيرة سيناء، بعد الحادث الأخير الذي شهدته منطقة الحدود، الجمعة الماضية، قائلا: “إننا أمام عملية طويلة في سيناء قد تصل إلى 5 أو 10 سنوات بعد أن انتشر فيها الفساد أيام النظام السابق، فما يحدث هو نتاج إهمال وتخبط القيادة السياسية والعسكرية للنظام السابق في مصر خلال العقد الماضي". ورأى أن تعديل اتفاقية “كامب ديفيد" لن يكون حلا لاستعادة الأمن في سيناء، “فلا بد من تعديل أسلوب الإدارة العسكرية في سيناء، لأن ما حدث قابل للتكرار"، في إشارة إلى عمليات الجماعات المسلحة على منطقة الحدود. ولفت الزيات إلى أن “هناك منظمات عالمية في مصلحتها حدوث اشتباك بين مصر و"إسرائيل"، مؤكداً أننا أمام عمليات جهادية ومنظمات قادرة على المناورة والمراوغة في مساحة سيناء الضخمة التي تبلغ نحو 60 ألف كيلومتر، مؤكدا أن الاتفاقيات الأمنية تقيد الوجود الأمني المصري.