ذكرت مصادر أمنية مصرية أن مصر تستعد لاستخدام طائرات حربية ودبابات في سيناء للمرة الأولى منذ حرب 1973 وذلك في إطار حملة “نسر" ضد المتشددين. ويضع وزير الدفاع المصري الجديد عبدالفتاح السيسي اللمسات النهائية للخطط الخاصة بتكثيف نطاق العملية، وقد قام أول أمس بأول زيارة له لسيناء. وقال مصدر أمني إن “السيسي سيشرف على وضع الخطط النهائية لضرب العناصر الإرهابية باستخدام الطائرات وراجمات الصواريخ المتحركة للمرة الأولى منذ بدء العملية". وأضاف آخر أن الجيش يخطط لحصار ومهاجمة جبل الحلال بوسط سيناء باستخدام أسلحة منها دبابات حيث يشتبه أن متشددين يختبئون هناك. وأكد السيسي خلال لقائه مشايخ وعائلات سيناء والقيادات السياسية والشعبية والقيادات الأمنية بشمال شبه الجزيرة، أنه سيتم خلال أيام الإعلان عن أسماء المتهمين والمتورطين في هجوم رفح الإرهابي الذي أسفر عن مقتل 16 جندياً وإصابة 7 آخرين. وأفاد أن الحملة الأمنية لتطهير أرض سيناء من البؤر الإجرامية والإرهابية والقضاء على العناصر المسلحة مستمرة لحين تحقيق أهدافها. في المقابل، أفادت صحيفة «هآرتس» الصهيونية ان مصر قامت مؤخرا بإدخال قوات عسكرية، من تشكيلات مختلفة، إلى مناطق معينة في شبه جزيرة سيناء، دون تنسيق مسبق مع «إسرائيل»، خلافا للاتفاقيات بين مصر والكيان، وإن جزءا من هذه القوات نقل إلى سيناء بموافقة صهيونية، بناء على تفاهمات بين الكيان ومصر، إلا أنه تبين للكيان أن مصر قامت بتحريك قوات من تشكيلات مختلفة داخل شبه جزيرة سيناء دون إبلاغه، وأن الحكومة الصهيونية عرفت بذلك بعد تحريك هذه القوات. وقالت «هآرتس» إن جهات في أجهزة الأمن الصهيونية رفضت التطرق إلى هذا الأمر، لكنها أشارت إلى أن التنسيق الأمني بين الاحتلال ومصر إيجابي وسليم. إلى ذلك، قال عضو الكنيست الصهيوني يورى إيرل، إن «إسرائيل تتصرف كالنعامة وتضع رأسها في الرمال حتى لا ترى المصريين، وهم منذ وقت طويل يخرقون بشكل منهجي اتفاقية كامب ديفيد»، جاء ذلك في أول رد فعل من مسؤول صهيوني على خبر نشر الجيش المصري بطاريات صواريخ مضادة للطائرات شمال سيناء. وبحسب صحيفة «الوطن» المصرية، ربط عدد من المحللين الصهاينة في «راديو صوت إسرائيل» بين القرار المصري بنشر الصواريخ المضادة للطائرات والهجمات الأخيرة التي شنتها جماعة متطرفة تدعى الجبهة السلفية في سيناء، على إيلات يوم الأربعاء الماضي. وقال بعض المحللين إن القيادة المصرية تدرك رغبة بعض الجماعات الإسلامية في استفزاز «إسرائيل» لاستدراجها للإغارة على سيناء أملاً في تطور الموقف إلى مواجهة مفتوحة بين البلدين. يشار أن اتفاقية كامب ديفيد تحظر على مصر إدخال دبابات إلى مناطق معينة داخل شبه جزيرة سيناء. ووفقا لما نشرته الصحيفة فإن إسرائيل قررت حاليا عدم الرد على هذا الإجراء الذي جاء من جانب واحد، وذلك لتفادى على ما يبدو اندلاع مواجهة بين الطرفين .