حذرت وسائل إعلام موريتانية يرشح انتماؤها للمعارضة الرئيس محمد ولد عبد العزيز من خطورة الاستجابة لدراسة الجدوى التي مولها الجانب الجزائري وتهم فكرة إنشاء طريق تربط بين مخيمات تندوف في الجزائر ودول الجنوب وذلك بما يحتمل من نتائج عكسية للاستجابة المفترضة للدراسة على النظام الموريتاني باعتبار الخطوة قد تعكر العلاقات مع المغرب، بحسب الصحف. وكذب عزيز رباح وزير التجهيز والنقل في تصريح ل «التجديد» ما أوردته بعض الصحف الجزائرية من ادعاءات تفيد بأن رئيس الجمهورية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز، أخبر رباح، أن ما يتم تداوله من حديث حول طريق تربط شوم الموريتانية بتندوف في الجزائر لا يعني أبدا أن الطريق سيتم تشييده، وأن دراسة الجدوى الممولة من طرف الجزائر لا يتجاوز هذا المستوى. وأكد رباح في ذات التصريح للجريدة أن الرئيس الموريتاني أكد بدوره على ضرورة تعزيز التعاون بين المغرب وموريتانيا وبين كل دول المغرب العربي، وقال رباح أيضا أن الجزائر وأي دولة هي حرة في اتخاذ المبادرات التي راها مناسبة مردفا أن أي مشروع يمكن ان يقوي العلاقات بين أعضاء الاتحاد المغاربية والدول الإفريقية لا يمكن إلا أن يرحب به. في هذا السياق قال سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة فاس، إن منطقة الساحل والصحراء أصبحت فضاء لحرب دبلوماسية غير معلنة بين المغرب والجزائر لتعزيز نفوذهما في المنطقة، حيث تحاول الجزائر دائما أن تقصي المغرب من هذا الفضاء الحيوي الذي شكل على مدار التاريخ عمقا استراتيجيا للمغرب. وأكد الصديقي في تصريح ل»التجديد» أن مشروع بناء هذا الطريق يدخل ضمن هذا الصراع الخفي لاسيما وأن المغرب لا يستطيع أن يشق طريقا مماثلا يربطه بدول الجنوب في ظل الجمود الذي تشهده قضية الصحراء. من الناحية السيادية لا يطرح هذا الطريق أي إشكال قانوني ما دام سيبنى على أرض جزائرية يعترف بها المغرب، لكن من الناحية الجيوستراتيجية يعد هذا المشروع مسا مباشرا بمصالح المغرب السياسية والاقتصادية. ولذلك فالوسيلة الوحيدة التي يمكن للمغرب أن يعرقل بها هذا المشروع هو إقناع موريتانيا، وباقي دول المنطقة، بعدم التعاون مع الجزائر في إنجاز هذا الطريق، حسب الصديقي، مضيفا أن موريتانيا هي مفتاح نجاح أو فشل هذا المشروع، وأن القادة الموريتانيين واعون بخطورة هذا المشروع على المصالح المغربية، ويعرفون أن أي مجازفة في الموافقة عليه سيشكل تحولا في العلاقة بين المغرب والنظام الموريتاني الحالي، كما أن المضي في إنجازه ستكون له تداعيات كبيرة على العلاقات الثنائية بين البلدين. وأوضح الصديقي أن الوضع غير المستقر في منطقة الساحل والصحراء قد لا تشجع دول المنطقة للتعاون مع الجزائر لإنجاز هذا المشروع، لكن الأهم من هذا كله هو ما تفعله الدبلوماسية المغربية وما تقدمه من مبادرات، وليس فقط السعي لإفشال ما يبادر به خصومها. تجدر الإشارة إلى أن عزيز رباح وزير النقل والتجهيز قام بزيارة لموريتانيا الأسبوع الماضي. وتم خلالها التوقيع على إتفاقية تعاون في مجال النقل بين موريتانيا والمملكة المغربية. وتشمل هذه الإتفاقية مختلف مجالات النقل البري والجوي والبحري إضافة إلى التكوين وتبادل المعلومات المرتبطة بالنقل. ويذكر أن وزير التجهيز والنقل الموريتاني تسلم الأسبوع الماضي من دراسة جدوى لطريق تربط تندوف في الجزائر والتي تسعى الجزائر من خلالها لفك عزلتها الجنوبية وفتح حدودها على الفضاء الغرب إفريقي، في إطار المنافسة السياسية والإقتصادية الشرسة بينها وبين المغرب.