إذا كانت الأعراف المهنية في جميع القنوات التلفزية العالمية تقتضي قبل تهييء أية شبكة للبرامج لموسم جديد اجتماع جميع المصالح المعنية التي لها علاقة بالموضوع، إضافة إلى الإعداد المسبق لأي موسم في أجل يسمح بمراجعة الشبكة حسب السياسة العامة للقناة قبل الإعلان عنها لاطلاع المشاهدين عليها في أجل مقبول وفي موعد سابق عن بداية دخولها حيز التنفيذ، فإن ما وقع بالقناة الأولى عكس ذلك. ففي الوقت الذي انطلقت المخططات التلفزيونية الجديدة في مجموعة من القنوات فإن القناة الأولى لم تكشف بعد عن شبكة برامجها رسميا والتي أعلنت مصالحها أنها لن تنطلق إلا يوم الإثنين القادم سادس يناير الجاري. وحسب بعض المصادر من داخل القناة فإن حالة التكتم الملقاة على هذه الشبكة تأتي من كون معديها يتخوفون من ردود فعل سلبية من داخل الدار ومن خارجها. فمن جهة ليس هناك أي جديد يذكر من حيث البرامج ومن جهة أخرى تم حذف مجموعة برامج دون إخبار أصحابها أو التشاور معهم لإعداد برامج جديدة. ومن بين هذه البرامج من حقق نسبا مهمة من تفاعل المشاهدين والفعاليات المهتمة من خلال الرسائل والاتصالات المباشرة والهاتفية كبرنامج "الإسلام حضارة" بالإضافة إلى ما أكسبه برنامج "أنغام" لخزانة القناة من ذخيرة فنية رغم ما يمكن أن يقال عنه من باب النقد الموضوعي والملاحظ أن المخطط الجديد (شبكة البرامج لسنة2003 التي توصلنا بنسخة منها) هو نسخة تقريبا طبق الأصل لمخطط السنة الماضية مع تغييرات طفيفة من باب الترتيب الزمني وخاصة الإعادة، ومن الأمور التي أثارت التساؤلات الاحتفاظ ببرامج معينة التي لم تتغير ولم يتغير أصحابها منذ سنوات عديدة رغم تتابع تغير المسؤولين على رأس التلفزة والوزارة الوصية وهي البرامج التي كثيرا ما تعرضت لانتقادات كثيرة باعتبار هواجس الربح السريع لدى الشركات المنتجة دونما اعتبار لجودة المنتوج ومضمونه الثقافي والحضاري. وحذف برامج من المخطط التلفزيوني الجديد دون إضافة برامج جديدة زاد من حالة الفقر التي يلمسها الملاحظ والمتتبع للقناة الأولى، وسيؤدي هذا الوضع إلى توسيع دائرة الأطر الإعلامية والتقنية المعطلة قسرا بالقناة. فإذا كانت الدائرة تشمل إلى حد الآن، أكثر من عشرة من "المغضوب عليهم" إن صح التعبير فإن أكثر من اثني عشر إطارا معرضة رغما عنها للوضع على الرف ابتداء من الإثنين القادم.. ولنا عودة للموضوع. متتبع غيور