يقع مسجد الجزولي بحي سيدي بن سليمان بالمدينة العتيقة لمراكش القريب من حي «روض الجنة» المعروف الآن ب»رياض العروس». وهو مسجد ضمن مجموعة معمارية تشتمل على مسجد وضريح وكتاب قرآني وسبيل ومضيفة وحمام تعرف جميعها بزاوية سيدي بن سليمان الجزولي صاحب دلائل الخيرات وأحد رجالات المدينة السبعة. وهو مسجد تصلى فيه الجمعة إلى الآن كما أنه هذا المسجد من المساجد المتوسطة في المدينة، بني في زمن السلطان ابي الحسن المريني عام 715ه /1315 م، ثم زيدت فيه زيادة هامة أيام السلطان الاعرج السعدي لما قام بتأسيس ضريح الشيخ الجزولي في حدود سنة 930ه/ 1523م. ثم رممه المولى اسماعيل وأمر بإقامة الخطبة فيه. وممن جدده سيدي محمد بن عبد الله وكذا السلطان المولى عبد الرحمان. . ويميز هذا الجامع بميزة لا نعلمها موجودة في مسجد بالمغرب كله أو في العالم الإسلامي حيث لا تقام فيه صلاة الجمعة إلا في آخر وقتها وقبيل صلاة العصر، وذلك لإتاحة الفرصة لمن فاتتهم هذه الصلاة العظيمة في مساجدهم القريبة في وقتها المعتاد، لكن عدد المصلين في ذلك التوقيت حسب ما عيانا غير كبير. وفي جانب التخطيط يقول الدكتور عثمان عثمان اسماعيل « يتميز ببعض الخصائص في التخطيط والعمارة على نحو ما نراه فيما بعد في مسجد المواسين وباب دكالة، حيث تسير عقود بلاطاته عمودية على اتجاه القبلة مع وجود أسكوب، مستعرض أمام حائط المحراب». والمسجد له صومعة قصيرة جدا ومنبر جديد وجميل ومحراب كتب على جداره ايات من القرآن الكريم ونقش بنقوش من الجبش، وله ايضا بابان أحدهما مرتفع يلزمك بعد الدخول منه النزول في درجات عدة لتصل إلى بيت الصلاة المكون من خمسة بلاطات، إذ تقف عقودها العمودية عند ابتداء أسكوب المحراب المستعرض، بالإضافة إلى اسكوب المحراب يتسع بيت الصلاة لثلاثة اساكيب أخرى. وصحن المسجد مربع المساحة أصغر من بيت الصلاة ، وبه نافورة للوضوء واربع شجيرات تساعد على تلطيف الجو في وقت الحرارة، و تحيط بالصحن مجنبات من رواق واحد شرقا وغربا و شمالا، على أن المجنبة الشمالية لا تفتح بباب رئيسي على محور المحراب كما هي العادة، وإنما تتصل مباشرة بصحن آخر مستطيل أقل عمقا من الصحن الأول ، تحيط به مجنبات من الشرق والغرب ، كما تحيط به من الشمال أيضا، حيث تتصل تلك المجنبة الأخيرة بضريح سيدي ايت سليمان الجزولي، حيث قاعة الدفن الرئيسية. ويتحفظ بعض المراكشيين من الصلاة في هذا المسجد لاتصاله بالضريح على خلاف مساجد أخرى حيث الضريح منفصل عن المسجد، وقد وقفنا على وجود شواهد قبور حديثة موجودة في جنبات هذا الصحن.