حذر المفتي العام للقدس والديار المقدسة، الشيخ محمد حسين من أن التهويد وصل إلى قلب المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال ماضية في تهويد المسجد بحفر الأنفاق أسفله في ظل تعتيم إعلامي كبير وسرية تامة، داعياً حكومات العالم ومنظماته وهيئاته المعنية بالسلام والإنسان والمقدسات الى العمل على ثني “إسرائيل" عما تخطط له من تهويد للمسجد الأقصى، وطمس هوية مدينة القدس وتشريد أبنائها. وطالب حسين منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالتدخل الفوري والسريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من القدس، والوقوف في وجه آلة الاحتلال التي تغير معالم المدينة المقدسة، واتخاذ القرارات العملية لدرء الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى ومدينة القدس والقضية الفلسطينية. وقال “القدس والأقصى في قلب التهويد ولم تعد تحتمل أكثر، وسلطات الاحتلال “الإسرائيلي" لا تأبه بجميع القرارات الدولية". وأضاف “إن “إسرائيل" بقرارها الأخير تعلن عن تهويد المسجد المبارك على مرأى ومسمع العالم بأسره، غير آبهة بالمجتمع الدولي ولا بقراراته"، محذراً من خطورة ما يشاع عن نية الاحتلال تحويل باحات المسجد الأقصى المبارك إلى ساحات عامة وحدائق تلمودية، كما حذر من خطورة فتح باب “النبي" التاريخي المغلق، الواصل إلى مصلى البراق. وأضاف “سلطات الاحتلال تهدف من وراء فتح باب النبي التاريخي إلى الوصول إلى ساحة البراق وشبكة الأنفاق التي تقع تحت المسجد الأقصى بسهولة ويسر، من دون حسيب ولا رقيب، وهو انتهاك خطر لحرمة المسجد الأقصى، وهي تسعى من وراء ذلك إلى هدم المسجد بعد محاصرته بمعالم يهودية تطغى على إسلاميته". وقال الشيخ محمد حسين إن “المشروع “الإسرائيلي" يهدف إلى تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك ووضع اليد عليهما ولكننا نقول إن هذا ضرب من الخيال، لأن المسجد الأقصى المبارك بساحاته وأروقته وكل جزء فيه هو حق خالص للمسلمين وحدهم، ومدينة القدس ستبقى إسلامية الوجه، عربية الهوية، ولن يسلبها الاحتلال وجهها وهويتها مهما أوغل في الإجرام وتزييف الحقائق. تقويض الأقصى وكانت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات قد حذرت في وقت سابق، الثلاثاء الماضي، من قرار بلدية الاحتلال في القدس القاضي بتحويل باحات المسجد الأقصى إلى حدائق وساحات عامة، وهو ما تعتبره الهيئة انتهاكا خطيرا وجسيما لحرمة المسجد الأقصى، مشيرةً إلى أن التهويد وصل الأقصى المبارك وعلى مرأى العالم. واعتبرت أن كيان الاحتلال، وعلى مدار عشرات السنوات الماضية، عكف على تهويد المسجد الأقصى بحفر الأنفاق أسفله في ظل تعتيم إعلامي كبير وسرية تامة، إلا أنه وبهذا القرار الأخير يعلن تهويد المسجد المبارك علانية وعلى مرأى الجميع غير آبه بالمجتمع الدولي أو الدول العربية والإسلامية وشعوبهما. وأشارت الهيئة إلى أن سلطات الاحتلال الصهيوني تهدف من وراء إعلان باحات الأقصى حدائق وساحات عامة إلى تقويض المسجد ومحاصرته بمعالم يهودية تطغى على عروبته وقدسيته، وبالتالي إلغائها كساحات للمسجد الأقصى، وفتحها باستمرار أمام اليهود. ومن جهته قال الأمين العام للهيئة، حنا عيسى: «إن الحملة الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال والمجموعات الدينية المتطرفة ضد المسجد الأقصى المبارك وباحاته والمصلين داخله، تحمل دلالات واضحة تؤكد ارتفاع الانتهاكات والإجراءات التهويدية الرامية إلى تغيير معالم مدينة القدس العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية». كما أشار عيسى إلى أن المسجد الأقصى تنطبق عليه أحكام اتفاق لاهاي لعام 1899، و1907، كما تنطبق عليه أحكام اتفاق جنيف الرابع 1949، والبروتوكولات التابعة له، بصفته جزءًا من القدسالشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، إضافة إلى انطباق معاهدة لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة لعام 1954 عليه. وأضاف أن المادة 56 من اتفاق لاهاي 1954 نصت على تحريم حجز أو تخريب المنشآت المخصصة للعبادة... والمباني التاريخية، كما نصت المادة 53 من البروتوكول الإضافي الأول والمادة 16 من البروتوكول الإضافي الثاني لاتفاقية جنيف الرابعة 1949، على حظر ارتكاب أي أعمال عدائية موجهة ضد الآثار التاريخية أو الأعمال الفنية وأماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي والروحي للشعب، مؤكدًا أن إسرائيل لا تأبه بجميع هذه القرارات الدولية وتعمل على تنفيذ مخططاتها وأجنداتها التهويدية. كما وأدانت الهيئة الإسلامية المسيحية الاقتحام اليومي للمستوطنين المتطرفين وقوات الاحتلال لساحات المسجد المبارك، مناشدة منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية وكافة الدول والمؤسسات المعنية للتدخل لوقف هذه الجرائم اليومية. من جانب آخر، كشفت مديرية الأوقاف في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربيةالمحتلة قيام سلطات الاحتلال بمنع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي الشريف 50 مرة خلال شهر يوليوز الماضي. وطالب مدير الأوقاف في الخليل زيد الجعبري المؤسسات الحقوقية بالتدخل العاجل لوقف عمليات الانتهاك الديني التي تمارسها حكومة الاحتلال في الحرم الابراهيمي الشريف بمدينة الخليل. ونقلت عنه وكالة “وام" أنه “جدد رفض تقسيم الحرم ما بين المسلمين والمستوطنين وجعله ثكنة عسكرية لجنود الاحتلال يسرحون ويمرحون فيها ويعملون على التنكيل بالمصلين ومنعهم من الوصول الى الحرم من خلال الوجود المكثف لهم إضافة لتفتيشهم المذل على البوابات الحديدية والالكترونية سعياً منهم لتهويد الحرم الإبراهيمي الشريف والحد من وصول المصلين إليه".