لم يشفع فوز فريق الوداد الرياضي بكأس الكؤوس الإفريقية، في إيقاف الإعصار الذي ينتظر المكتب المسير، إعصار ظهرت بوادره الأولى بغانا حين ظهر صراع خفي بين الرئيس نصر الدين الدوبلاوي ومصطفى الحظ الذي يتهيأ لانتزاع رئاسة الوداد، وسحب البساط من تحت أرجل الرجل القوي، وقد تواصلت بوادر الأزمة يوم الأحد الماضي حين دخل اللاعبون ملعب الأب جيكو وهم يحملون الشارة السوداء، احتجاجا على عدم تسلمهم منحة الفوز بالكأس الإفريقية. وحسب مصادر قريبة من المكتب المسير، فإن ما قام به اللاعبون كان منتظرا بسبب الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها الفريق، وكذلك احتجاج بعض أعضاء المكتب على طريقة التسيير وكيفية تدبير مالية الفريق، وكان من نتائج ذلك استقالة أمين المال الذي دخل في صراع خفي مع الدوبلاوي، لعل هذه الاستقالة لم تكن سوى النقطة التي أفاضت الكأس، حيث تصر أطراف أخرى على ضرورة اعتماد سياسة تصحيحية تجنب الفريق أي عثرة، خصوصا وأنه مقبل على مناسبات حاسمة كالكأس الممتازة والبطولة الوطنية وكذلك المنافسات الإفريقية، هذا المنعطف الخطير جعل أصواتا عديدة تنادي بضرورة لم شمل الوداديين، وخلق جو مصالحة مع كل الفعاليات، بما فيها المكتب السابق برئاسة الدكتور عبد المالك السنتيسي، وإعادة أجواء الثقة إلى الوداديين الغاضبين على طريقة عمل الرئيس وأسلوبه. فقد عبر عدد من المنخرطين عن تذمرهم، وحتى اللقب الإفريقي لم يثن هؤلاء عن الاحتجاج، وربما يكون لحمل الشارة علاقة بما يدور في الكواليس، وهو ما أكدته بعض المصادر التي اعتبرت الأمر مناورات من بعض الأطراف التي تحاول وضع الرئيس أمام الأمر الواقع، وهو الذي لم يتردد في أن ينسب كل النجاح الذي حققه الفريق لنفسه، متجاهلا التضحيات التي قدمها باقي الأطراف سواء اللاعبون والإطار التقني والمسيرون الذين قدموا الدعم المادي حتى تبقى الوداد قوية، لذلك فإن هؤلاء يرفضون بشكل قاطع أن يكونوا ظلا للرئيس، ويطالبون باعتماد أسلوب الحوار الديمقراطي، وأن تكون القرارات جماعية لما فيه مصلحة الفريق. فهل هي بداية تحرك براكين الوداد؟ وهل الرافضين لبقاء الدوبلالي يستعدون للجمع العام للإطاحة به؟ أسئلة سيجيب عنها المستقبل القريب، ويبقى الخاسر الأكبر هو النادي والجمهور، الذي يطمح لمعانقة لقب البطولة الذي ضاع منه في الموسم الفارط، وطال انتظاره. محمد والي