لازالت التركيبة البشرية لفريق عمل عبد الإله أكرم رئيس المكتب المسير للوداد البيضاوي فرع كرة القدم، تثير الجدل في أوساط الوداديين، خاصة وأن التعديلات البسيطة التي طرأت على التشكيلة لاتختلف كثيرا من حيث مضاعفاتها عما أحدثته لائحة بادو الزاكي قبل ثلاثة أسابيع، حين سقطت من القائمة أسماء وظهرت أسماء أخرى. منذ أن منح منخرطو الوداد البيضاوي الصلاحية المطلقة للرئيس عبد الإله أكرم من أجل تكوين مكتب مسير منسجم، وهو يبحث عن التشكيلة المثالية التي تعزز موقعه وتضمن سيرورة الفريق خلال الموسم الرياضي القادم بأقل الآضرار. استشار الرئيس مع فعاليات ودادية عديدة من أجل جس النبض، وطلب رأي بعض المسيرين القدامى والجدد، على سبيل الاستئناس فقط، بل إنه خلال آخر مباريات الوداد بدوري أحمد النتيفي يجدد الاستشارة مع المقربين ولسان حاله يقول ما خاب من استشار. في نفس اليوم كشف أكرم عن لائحة المكتب المسير، ولم يتردد لحظة في قبول ضغط لوبي بنهيمة والسلاوي، هذا الأخير عمل على إبعاد الناطق الرسمي السابق رمزي برادة، نظرا للخلافات الجوهرية بينهما، قبل أكرم على مضض مطلب بنهيمة الذي كلف بتنفيذه العضو السلاوي، وتبين أن لغة المصالح هي التي تحكمت في تكوين التشكيلة الودادية. إقصاء الناطق الرسمي الأسبق رمزي برادة، تزامن مع حالة الحداد التي كانت تعرفها أسرته، فالرجل فقد قبل أسبوعين والدته، وهو ما يفسر إصرار بنهيمة ومن معه على تحصين المواقع بعيدا عن الوازع الإنساني. لم يتوقف هاتف برادة عن الرنين، وانصب تساؤل الوداديين حول توقيت الإقصاء، الذي ضاعف من حجم معاناة رجل كان يوصف باليد اليمنى لأكرم، رفض رمزي التعليق على الإقصاء، واكتفى بالقول: «لست قلقا لأنني خارج المكتب المسير للوداد، ولكنني غاضب لأن الرئيس لم يكلف نفسه عناء الاتصال بي لإبلاغي بالقرار وتهيئي لقبوله». عزز لوبي بنهيمة مكانته داخل المكتب المسير للفريق، من خلال موقعين استراتيجيين، فادريس الأول المدير العام للخطوط الجوية تقدم خطوة إلى الأمام ونال منصب النائب الأول الذي كان يشغله المستشار الجماعي علي بنجلون، وادريس الثاني مدير ديوان بنهيمة شغل منصب رئيس لجنة التنظيم وهي الحقيبة التي كان يتأبطها حميد حسني وزير خارجية الوداد، كما انضم للمكتب المسير سعيد الناصري رجل الأعمال المتيم بحب الوداد والمحسوب على فصيل بنهيمة. في مثل هذا الموعد من العام الماضي، كان علي بنجلون هو مهندس المكتب المسير للفريق، لكن بنهيمة استرجع ريادته وسحب بساط القرار من أحد نواب عمدة مدينة الدارالبيضاء. وعرفت الحقيبة المالية تغييرا للأدوار، من خلال تناوب في المسؤولية بين نور الدين بنكيران ونائبه عبد القادر القادري، وكان التعديل منتظرا لأن ملامح التناوب ظهرت في الجمع العام الأخير حين تناوب على قراءة التقرير المالي بنكيران والقادري، رغم أن الرئيس تحدث إلى كريم فتح ودعاه إلى شغل منصب أمين المال، إلا أن شروط كريم وصفت بالتعجيزية. لم «يلعب» أكرم كل أوراقه، إذ يحتفظ بثلاثة أسماء في ورقة يدسها في جيبه، وينتظر ردود فعل الوداديين قبل الكشف عما تبقى من تشكيلته التي لا تختلف كثيرا عن تركيبة الزاكي على الأقل من حيث الجدل المترتب عنها.