رغم التحضير التقني المبكر بانتداب المدرب الوطن بادو الزاكي، فإن الترتيب الإداري لا زال يلفه الغموض، بعد أن لاحت في سماء الوداد استقالات وشيكة قد تحول الجمع من محطة عادية إلى لقاء استثنائي يعيد ترتيب البيت الودادي بشكل آخر. وكانت التصريحات غير الرسمية والمتناثرة لمجموعة من أعضاء المكتب المسير التي تحمل وعودا بالاستقالة من تدبير شأن الوداد، قد جعلت الغموض والترقب يسود الوضع داخل الفريق، خاصة وأن الرئيس عبد الإله أكرم قد أعلن عن رغبته في الاستقالة من رئاسة الفريق، مع الوعد بتعيين مدرب كبير على رأس الإدارة التقنية، وهو ما يزكيه اختيار بادو الزاكي، كما وعد بانتداب لاعبين كبار لتعزيز الترسانة البشرية للنادي. وعلى نفس المنوال سار نائبه الأول حسن البرنوسي الذي أعلن في خرجته الإعلامية، عن رغبته في الابتعاد عن غرفة التسيير، وقال إنه لن يشارك في مكتب مسير يرأسه أكرم، معلنا بداية حرب باردة مع الرئيس. وتناسلت الوعود بالاستقالة حيث كشف أمين المال كريم فتح عن رغبته في إنهاء علاقته بالتسيير، وهو القرار الذي أعلنه هشام الملاخ بشكل علني، بينما ظلت نوايا الاستقالة مكتومة في صدور كل من الصغير بوكرين وأنور البغدادي وهشام لخليفي الذي قد تحول ظروفه المهنية دون الاستمرار في مهامه كرئيس للجنة الشبان، وعلي بنونة إضافة لإدريس بنهيمة الذي سقطت عضويته لغيابه عن كل الاجتماعات التي عقدها المكتب المسير للفريق، رغم أنه يشغل منصب رئيس اللجنة التأديبية، أما كريم جلال فقد كان أول من أعلن استقالته من عضوية المكتب المسير للفريق.. ومن المنتظر أن يغيب رمزي برادة الناطق الرسمي للوداد عن أشغال الجمع العام بسبب المرض الذي لازمه، طيلة الموسم الرياضي وحتم عليه دخول المصحة أزيد من ست مرات، بسبب الضغط النفسي والجسدي كما ظل الأرق يلازمه قبل كل مباراة، ولقد نصح الأطباء برادة بالابتعاد عن الكرة خوفا من مضاعفات جديدة على نبضات القلب. على الرغم من اقتراب موعد الجمع العام العادي للوداد البيضاوي فرع كرة القدم، إلا أن الترتيبات المتعلقة بالجمع تسير بشكل بطيء، حيث لم يعقد المكتب المسير اجتماعاته التحضيرية التي يتم خلالها تحديد قرعة الثلث الخارج، والقراءة الأولية للتقريرين الأدبي والمالي، وتمكين المنخرطين من نسخ الوثيقتين قبل أسبوعين عن الجمع، المقرر عقده يوم 17 يوليوز الجاري بقاعة الاجتماعات لمقاطعة أنفا. وكانت المجموعة الوطنية لكرة القدم قد أشرت على سجل منخرطي الوداد برسم الموسم الرياضي 2007/2008 حيث حصر العدد المخول له من طرف الأجهزة الكروية لحضور أشغال الجمع في 165 منخرطا، بينما كان العدد الذي أدى ثمن الانخراط قبل شهرين 113 منخرطا، مما يؤكد وجود تهافت على بطائق الانخراط في الأيام الأخيرة. وقال أحد المنخرطين إن الإنزال أصبح واردا في الجمع المقبل، بعد انضمام 52 منخرطا إلى اللوائح في آخر الموسم الرياضي، واكتفت المجموعة الوطنية لكرة القدم بتفحص السجل والتأكد من احترام المساطر المعمول بها، خاصة في ما يتعلق بتسديد المبلغ بشيك شخصي وتزكية عضوين من المكتب المسير. بينما قالت مصادر مقربة من أمين المال بأن هذا الأخير لا علم له بأسماء المنخرطين، حيث اكتفى بتقديم الرقم للمؤسسة التي تشرف على تدقيق الحسابات التي انتدبها الرئيس للقيام بهذه المهمة قبل الجمع العام.