أكد زعيم جماعة العدل والإحسان المغربية عبد السلام ياسين أنه لا يعارض الملك الحاكم، وإنما يعارض المُلك" العاض" أي نظام الحُكم. وجاء ذلك في أول كلمة له منذ انطلاق مظاهرات 20 فبراير/ شباط، ونشرت الأربعاء. وقال عبد السلام ياسين في تسجيل صوتي أثناء استقباله لأعضاء مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان مساء الأحد الماضي "نحن لا نعارض الملك، نعارض المُلك العاض أصلا، وهذا التراث البشع وهو أن يأتي صبيٌ ويقال فيه هذا الذي يحكمكم جبار". وأوضح ياسين في التسجيل الذي نشرته صحيفة لكم الإلكترونية "أقول للناس ولكل الذين سيسمعون هذا المسجل: ما ينفعك أخي وأختي جميعا هو ما قدمتموه في الآخرة، والذي ينفع عند الله من عمل صالح ما كان على سنة رسول الله تربية وتنظيما، وزحفا على من قبحه الرسول وسماه مُلكا عاضا، وجبرية التوريث تخلف الملك العاض، وهذا تخلفٌ بميزان الدنيا وبميزان الديمقراطية، وتخلفٌ عن ما يريده الله تعالى لهذه الأمة من فضل على سائر الأمم". وأشاد ياسين بما سماه أداء عناصر الجماعة ضمن حركة 20 فبراير وصمودهم في الميدان "رغم أسباب الهزيمة المحيطة بالكثير من الناس". ويأتي هذا الموقف في وقت تستمر الانتقادات للدستور الجديد الذي جرى الاستفتاء عليه مطلع يوليو/ تموز الحالي، وتمت الموافقة عليه بنسبة 98.5% من مجموع 9.7 ملايين مواطن أدلوا بأصواتهم. وفي هذا السياق، انتقد حقوقيون مغاربة أمس عملية الاستفتاء على الدستور الأخير، معتبرين أن خروقات قانونية خطيرة اعترتها مما أثر على مصداقية وصحة النتائج المعلن عنها. وبدورها اعتبرت حركة 20 فبراير، التي تأسست من مجموعة من الشباب على فيسبوك بداية وتضم تيارات مختلطة علمانية ويسارية وإسلامية، أن الدستور الحالي ممنوح، ورفضت التصويت عليه وشككت في نتائج الاستفتاء.