لقد تم يوم السبت 09 يوليوز الإعلان على نتائج الحركة الانتقالية الوطنية، أي يوم واحد فقط قبل توقيع محضر نهاية الموسم الدراسي، كما وعدت بذلك وزارة التربية الوطنية، مما اعتبره العديد من نساء ورجال التعليم نقطة إيجابية إضافية تسجل هذه السنة لصالح مديرية الموارد البشرية وتكوين الأطر التي ربحت الرهان رغم الإكراهات العديدة التي تعيشها والمتمثلة أساسا في الكم الكبير للملفات المنكبة على تصفيتها والنقص الملحوظ التي تعاني منه المديرية من جراء عملية المغادرة الطوعية، ناهيك عن الأعداد الكبيرة من نساء ورجال التعليم الذين يترددون يوميا على مصالحها سواء للاستفسار حول وضعياتهم الإدارية والمالية أو للحصول على القرارات الإدارية. ومحاولة منها إعطاء دينامية جديدة لحركية المدرسين على المستوى الجهوي وسعيا منها إلى توحيد المعايير والمقاييس المعتمدة من طرف الأكاديميات الجهوية، ومن أجل تدبير جيد وعقلاني للموارد البشرية، فقد تم مؤخرا إصدار المذكرة رقم 97 المنظمة للحركة الانتقالية الجهوية والتي من المتوقع أن تجرى بعد الإعلان عن نتائج الحركة الوطنية بعد أن يتم تحيين الخرائط التربوية الإقليمية والجهوية قصد إشهار المناصب الشاغرة جهويا وفتحها للتباري في وجه المدرسين الراغبين في الانتقال داخل جهتهم الأصلية. لكن، ورغم الإعلان عن نتائج الحركة الانتقالية الوطنية بشكل مبكر نسبيا هذه السنة، اعتبره العديد من المتتبعين للشأن التعليمي ببلادنا بمن فيهم النقابات التعليمية متأخرا لتزامنه مع التوقيع على محاضر الانصراف حيث لن يتمكن العديد من المدرسين، وخصوصا بالتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي، من المشاركة في الحركة الانتقالية الجهوية بعد أن وقعوا على محضر نهاية الموسم الدراسي قبل موافاتهم بالمذكرة الأكاديمية المنظمة للحركة الانتقالية الجهوية المتضمنة للمناصب الشاغرة، مما اعتبره البعض نوعا من الإقصاء المبكر الذي مارسته الوزارة الوصية التي أخرت شيئا ما إجراء الحركة الجهوية لارتباطها الوثيق بمثيلتها الوطنية التي كان من المفروض أن يتم الإعلان عن نتائجها أسبوعين على الأقل قبل توقيع محضر نهاية السنة الدراسية لسببين اثنين: أولا، تخويل الأكاديميات الجهوية الوقت الكافي لتحيين الخرائط التربوية وإرسال المذكرة المنظمة وإرفاقها بالمناصب الشاغرة إلى المؤسسات التعليمية. ثانيا، تمكين أكبر عدد من المدرسين –غير المستفيدين من الحركة الانتقالية الوطنية- من المشاركة في الحركة الانتقالية الجهوية في أحسن الظروف وقبل أيام من توقيع محضر نهاية السنة الدراسية. إن تفادي التعثرات الناتجة عن تأخر إجراء مختلف العمليات المرتبطة بحركية الأساتذة قد يكون له الأثر النفسي والتربوي الإيجابي في أوساط الشغيلة والتلاميذ وأولياء أمورهم بحيث يساهم بشكل كبير في ضمان بداية دخول مدرسي قار ومنضبط وتوفير كافة الظروف المناسبة لاستقرار الأطر التربوية وتمكينها من الالتحاق بمقرات عملها في آجال معقولة. * خالد جلال