تعد حرب الغازات السامة التي شهدتها منطقة الريف من أهم الحروب الكيماوية في التاريخ المعاصر، حيث التجأت إليها إسبانيا بمساعدة حلفائها قصد القضاء على مقاومة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي... التي كانت قد حققت انتصارا باهرا على القوات الفرنسية والإسبانية في معركة أنوال سنة 1921م وغيرها من المعارك البطولية،واستعملت الحكومة الإسبانية كل الغازات المحرمة دوليا بسبب الذل المهين وهستيريا الهزيمة ورغبة في رد الاعتبار المعنوي للإمبراطورية الإسبانية بعد أن منيت بعدة هزائم أثرت سلبا على قوة الجيش الإسباني عددا وعدة.
وقد ترتب عن قنابل الريف الكيماوية برا وبحرا وجوا من سنتي 1921م إلى سنة 1927م مقتل الكثير من الريفيين، وتدمير البيئة بشمال المغرب، وتلويث المياه، وتسميم الأجواء، وجرح الكثير من السكان وإعطابهم باسم الحضارة الغربية والمدنية المتقدمة ضد سكان الريف الأصليين العزل الذين كانوا يدافعون عن سيادتهم وبلدهم وكينونتهم ودينهم وعرضهم وشرفهم ضد غزو العداة الذين قدموا إلى الريف من أجل استغلاله واستنزاف خيراته.
وأخيرا وبعد تسعة عقود من وقوع هده الجريمة والكارثة الإنسانية ، فقد قررت الحكومة الإسبانية الاعتراف بجريمتها ضد الريفيين المدنيين ودلك بتقديمها لإعتدار رسمي للمملكة المغربية عن استعمالها للغازات السامة المحضورة دوليا ضد أبناء الريف ما بين 1921 و 1927 من القرن الماضي، جاء هدا القرار على لسان وزيرة الخارجية الإسبانية خيمينيز ثينيداد التي أبلغت نظيرتها المغربية في شخصها الفاسي الفهري على أنها تنوي تقديم تعويض مالي للمتضررين، بناءا على توصيات عدة جمعيات ومنظمات العاملة في المجال، فضلا عن تعويض المستشفيات المتخصصة في علاج الأورام السرطانية والتشوهات الخلقية في كل من مدينتي الحسيمة والناضور.