مباحثات مغربية بحرينية لتعزيز التعاون في مجالات التنمية الاجتماعية    توقعات أحوال الطقس في العديد من مناطق المملكة اليوم الجمعة    بايتاس: ارتفاع الحد الأدنى للأجر إلى 17 درهما للساعة وكلفة الحوار الاجتماعي تبلغ 20 مليارا في 2025    "ما لم يُروَ في تغطية الصحفيين لزلزال الحوز".. قصصٌ توثيقية تهتم بالإنسان    إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات بميناء طنجة المتوسط وحجز 148 كيلوغراماً من الشيرا    رابطة علماء المغرب: تعديلات مدونة الأسرة تخالف أحكام الشريعة الإسلامية    كربوبي خامس أفضل حكمة بالعالم    بايتاس: مشروع قانون الإضراب أخذ حيزه الكافي في النقاش العمومي    كمية مفرغات الصيد الساحلي والتقليدي تبلغ بميناء المضيق 1776 طنا    وهبي يقدم أمام مجلس الحكومة عرضا في موضوع تفعيل مقترحات مراجعة مدونة الأسرة    وكالة التقنين: إنتاج أزيد من 4000 طن من القنب الهندي خلال 2024.. ولا وجود لأي خرق لأنشطة الزراعة    نجاة مدير منظمة الصحة العالمية بعد قصف إسرائيلي لمطار صنعاء    بايتاس يوضح بشأن "المساهمة الإبرائية" ويُثمن إيجابية نقاش قانون الإضراب    توقيف القاضي العسكري السابق المسؤول عن إعدامات صيدنايا    بورصة الدار البيضاء .. تداولات الإغلاق على وقع الإرتفاع    خلفا لبلغازي.. الحكومة تُعين المهندس "طارق الطالبي" مديرا عاما للطيران المدني    احوال الطقس بالريف.. استمرار الاجواء الباردة وغياب الامطار    السرطان يوقف قصة كفاح "هشام"    قبل مواجهة الرجاء.. نهضة بركان يسترجع لاعبا مهما    "الجبهة المغربية": اعتقال مناهضي التطبيع تضييق على الحريات    في تقريرها السنوي: وكالة بيت مال القدس الشريف نفذت مشاريع بقيمة تفوق 4,2 مليون دولار خلال سنة 2024    ستبقى النساء تلك الصخرة التي تعري زيف الخطاب    جلالة الملك يحل بالإمارات العربية المتحدة    مدرب غلطة سراي: زياش يستعد للرحيل    العسولي: منع التعدد يقوي الأسرة .. وأسباب متعددة وراء العزوف عن الزواج    تحديد فترة الانتقالات الشتوية بالمغرب    نشرة انذارية.. تساقطات ثلجية على المرتفعات بعدد من مناطق المملكة    حصاد سنة 2024.. مبادرات ثقافية تعزز إشعاع المغرب على الخارطة العالمية    "زوجة الأسد تحتضر".. تقرير بريطاني يكشف تدهور حالتها الصحية    330 مليون درهم لتأهيل ثلاث جماعات بإقليم الدريوش    أبناك تفتح الأبواب في نهاية الأسبوع    المحافظة العقارية تحقق نتائج غير مسبوقة وتساهم ب 6 ملايير درهم في ميزانية الدولة    بيت الشعر ينعى محمد عنيبة الحمري    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    الثورة السورية والحكم العطائية..    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحقيق صحفي

لا تخلو طريق هذه الحياة من بصمات عجلاتها القاسية، التي لطالما داست على أهلها وما زالت..إنه ظلم عاشه أجدادهم وورثها أبنائهم..جرح مفتوح لا يستطيع أحد أن يضمده..فقد عاشوا الظلام في عز النهار، ينتظرون اكتمال القمر ليضيء بنوره دربهم..فهم كالكتاب يخبئ في طياته الكثير من العجائب..أمة عرفت الحياة بمأساتها وجهلت التعبير عنها بالقلم..تاريخ بأكمله يجمع الماضي والحاضر في آن واحد..فتكنولوجيا بيوتهم ليست كأي تكنولوجيا..بيوت مهلهلة..أراض عطشى تنتظر من يرويها..أهال جوعى تنتظر من يطعمها..أو هناك من يطعمها ولكن من يوصلها؟؟
"الحفاصي" بكل ألمها وجوعها وظلمتها، انطلقت متسلحة بالأمل والصبر لتصرخ صرختها الكبرى عبر صحافتنا..
إنها قرية تقع شرق مدينة طولكرم، وهي تابعة في إدارتها إلى بلدية كفر اللبد، لا يوجد بها من يديرها من مجلس أو بلدية، لم يزرها أي شخصية مهمة أو اعتبارية وكأنها منسية، أو أنها لا تقع على خريطة هذا العالم، عدد سكانها لا يزيد عن مائتين شخص، تضم مدرسة ابتدائية واحدة ومسجد صغير وبقالة واحدة، مواصلاتها مقطوعة، وصلتها الماء والكهرباء قبل عام أو عامين، بيوتها بدائية تفتقر للأساسيات، وضعها المادي صعب جدا، فمصدر رزق سكانها الأساسي الزراعة البسيطة كالزعتر، وتربية الأغنام والأبقار، حيث يستيقظون في ساعات من الصباح الباكر لجمع الحليب والبيض وإطعام الماشية لتصبح جاهزة إما للبيع أو الغذاء.

أوضاع معيشية صعبة
رشاد صادق خليل"أبو نبيل" يبلغ من العمر 54 عاما، يعمل في بيت بلاستيكي للزراعة وفي تنظيف الأراضي، يقول"إن وضع القرية صعب جدا، فلا يوجد هنا من يسأل بنا،فقريتنا بدائية لا تمتلك الأشياء الأساسية، فمثلا لا يوجد صيدليات ولا عيادات أو مراكز صحية، ووضع النفايات لدينا سيئ جدا، حيث أن سيارات النفايات التابعة لبلدية كفر اللبد لا تأتي إلا مرة واحدة في الأسبوع مما يؤدي إلى تراكم الأوساخ أمام المنازل".
وبالنسبة للوضع قبل سنتين قبل وصولهم الكهرباء فيقول"كنا نستخدم كشافات الإضاءة وماتورات الكهرباء، وإشعال النيران على الحطب لإنارة بيوتنا، أما بالنسبة للمواصلات، فإنها صعبة للغاية فلا تصل السيارات للقرية ونضطر لدفع 50 شيقل أجرة مواصلات عندما نريد التسوق في المدينة"طولكرم"، ولا يوجد في القرية إلا خمس سيارات خاصة قديمات جدا، كما لا يوجد محطات وقود".
ويضيف"أن أهالي القرية لا يسعون للأفضل وراضون بحالهم الذي اعتادوا عليه، ويتكاسلون أو يخافون من تقديم طلبات للصحة ولبلدية كفر اللبد لتحسين حالهم،هذا عدا أن البناء في القرية أيضا يكلف الكثير، فأجرة العامل في اليوم الواحد تساوي 50 شيقل، وهذا يشكل عبئا كبيرا لساكن الحفاصي".

"سيما" ابنة أبو نبيل، طالبة في الصف التاسع تدرس في كفر اللبد، تصف يومها الدراسي وتقول"أستيقظ كل يوم الساعة الخامسة والنصف للاستعداد للذهاب للمدرسة، حيث نتجمع أنا ورفيقاتي من القرية ونذهب مشيا على الأقدام مسافة تستهلك ساعة، أما بالنسبة لرفاقنا الذكور فيستخدمون الدواب كالحمير للوصول للمدرسة، وذلك لأن أجرة طلب السيارة تكلف يوميا 30 شيقل".

وتأمل" سيما" أن يكون لديها حاسوب وبيت جميل، وأن يتحسن حالها للأفضل كباقي رفيقاتها من المدينة.
أما المواطن عبد الله خطاب "أبو رائد" يبلغ من العمر تقريبا سبعون عاما، حيث يجد صعوبة في تذكر اسمه بالتحديد، يقول"لدي خمس إناث وأربعة ذكور، ابن واحد متزوج، أما بناتي فغير متزوجات رغم أنهن كبيرات في العمر، ويرجع السبب إلى صعوبة الوضع المادي لشباب القرية".
ويضيف"كما ترون أنا أسكن في بيت غير مؤهل للسكن،أشبه"بالبركس" لا نوافذ ولا بلاط ولا دهان،كما لا يوجد أيضا به حتى حمام، ونضطر لقضاء حاجاتنا في الخلاء".


ولا يختلف حال أبو رائد خطاب عن كمال خطاب"أبو عماد"، فلديه خمسة ذكور وست إناث، يقول"إن المعيشة هنا صعبة للغاية، فلا يوجد تواصل مع سكان القرى المجاورة لصعوبة المواصلات، فطلب تكسي واحد يكلف 25 شيقل".
ويضيف"إن المياه هنا سعرها مرتفع جدا وتنقطع أحيانا بشكل متكرر، وكذلك الحال بالنسبة للكهرباء، فكرت الكهرباء يكلف مئة شيقل، ويستهلك في أقل من أسبوع".
وتعلق الحاجة أمينة خطاب"أم نزيه" تبلغ 75 عاما من العمر"أنا أقطن بالقرية منذ 44 عاما، ولا أرى أي تحسن يذكر على حال القرية، حيث أننا مظلومون مضطهدون، لا أحد يسال بنا أو يحاول تحسين وضعنا".
وتضيف"قبل سنتين لم يكن يوجد مسجد في القرية، حيث كنا نعاني من معرفة أوقات الصلاة، وخاصة في رمضان، فكنا ننتظر حتى تظلم الدنيا حتى نستطيع الإفطار، أما المسجد اليوم حسب ما يقول أبنائي، فهو عبارة عن غرفة واحدة طوله 7 أمتار وعرضه كذلك، ويوجد له حمام واحد، لا يصل عدد المصلين به إلى 10 أشخاص، وإمام المسجد لا يأتي إلى الأوقات كلها خاصة بالليل، أما بالنسبة لصلاة الجمعة فيخطب بالناس مدير المدرسة والخطيب بسام برغوش، كما لا يوجد في القرية أي مراكز تحفيظ القرآن أو حتى قراء له وذلك بسبب ارتفاع نسبة الأمية".
وتناشد أمينة كافة الجهات المعنية للنظر بقريتهم وتحسين حالها للأفضل، لأنهم حسب قولها كأنهم يعيشون في منفى.
ويعلق السيد نزيه جبارة، مسئول قسم الجباية والمياه في بلدية كفر اللبد"إن الحفاصي تنقسم لقسمين الحفاصي العليا والسفلى، ونحن نواجه صعوبة كبيرة في جمع الفواتير فكل بيت يبعد عن الآخر كثيرا، هذا عدا أن السكان لا يتعاونون معنا أبدا، فلا يدفعون الفواتير في مواعيدها وفي أغلب الأحيان لا يدفعوها، وذلك بسبب وضعهم المادي والذي لا يتلقون إزاءه أي مساعدة من أي جهة، وفي أغلب الأحيان يقوم السيد حسن خريشة بدفع الفواتير، والذي هو نفسه قام بتوصيل المياه والكهرباء للقرية".
ويضيف "كان يوجد في القرية لجنة مشاريع حيث تم عرض مشروع لتعبيد الشارع من تجمع كفر اللبد، وفي عام 2006 تم تعبيد الشارع، وبالنسبة للكهرباء والماء فوصلتها عام 2008 من خلال مشروع من سلطة الطاقة والمياه بالاتفاق مع بلدية كفر اللبد، حيث كانوا بالسابق يعتمدون على ماتور لإنارة القرية، أما بالنسبة للمياه فكان يوجد بالقرية بئر مياه يقع على الطريق، فكانت النساء تنقل المياه منه على رؤوسهن مسافة ما يقرب الساعة مشيا على الأقدام".
نزيه جبارة مسئول الجباية في البلدية.
عناية صحية مفقودة
قد تكون الأشواك طريقا للوصول للورود..ولكن أيعقل أن تكون هذه الأشواك منبتا لولادتها!!
نعم،هذا هو حال أبناء قرية الحفاصي، مسقط رأسهم الأشواك والشوارع..لا مركز صحي يحضنهم، ولا سيارة إسعاف تأخذهم..
صفية مرزوق خطاب"أم عماد" تقول متحسرة:"لا أحد يسأل بنا، المرأة تنجب بالطريق ولا أحد يكترث لأمرها..فأنا كنت حامل بابني الأوسط في الشهر التاسع، وفي أي لحظة متوقع ولادتي، فأتاني ألم الولادة الساعة الثانية بعد منتصف الليل، فاتصل زوجي بسيارة أجرة لتأخذني إلى المشفى ولكن لا أحد يستجيب لطلبه واعتذروا الوصول للقرية في ساعات متأخرة من الليل، فطلب سيارة إسعاف ولكنهم أهملوا طلبه، وعندما ازداد ألمي اضطر زوجي إلى حملي والخروج بي ربما يرى سيارة يأخذني بها،،ومشى بي مسافة ثلث ساعة ولكن دون جدوى، فوضعني على الأرض يستريح، وما دقائق إلا وضعت ابني على حافة الطريق".
وتطالب صفية مرزوق كافة الجهات المعنية بتوفير ولو مركز صحي واحد في القرية، يلبي حاجات صحية أساسية للأطفال دون الحاجة للذهاب لكفر اللبد، حيث تقول:"إن الطفل عندما يمرض يموت قبل أن تصل السيارة لأخذه، هذا عدا عن الأجرة المكلفة جدا".
مأساة جهلوا تعبيرها بالقلم
عرفوا مأساتهم وعاشوها بكل حذافيرها،ولكن جهلوا إيصالها والتعبير عنها بالقلم،في وقت كانوا بأمس الحاجة لمن يقرأها..
"نحن في القرن الواحد والعشرين ومدرسة الحفاصي كل صفين في غرفة" هذا ما قاله مدير المدرسة الأستاذ جهاد عبد اللطيف من كفر الرمان، ويضيف:"مدرسة في غاية السوء، تتكون من ثلاث غرف فقط وحمامين، وتحتوي على ستة معلمين جميعهم ذكور، وهي مدرسة مختلطة، عدد طلابها 24 طالب وطالبة فقط، وتدرس للصف السادس، كما أن غرفة المدير عبارة عن غرفة للمعلمين، وهذه المدرسة تابعة لبلدية كفر اللبد".
وأضاف:"أريد أن أنوه أنه لا يوجد في القرية روضة تأسيسية للأطفال مما نواجه صعوبة عندما يأتوا الأطفال عندنا خام لا يعرفون شيئا، أما بالنسبة للمدرسة في الشتاء فهي حال آخر، حيث تتسرب المياه للصفوف وذلك لملاصقتها للجبل، فتزحف المياه من أسفل الجبل مما يسبب حالة إرباك لنا وللطلاب، كما أن المدرسة لا تمتلك أي تكنولوجيا فلا يوجد بها سوى حاسوب واحد مما يجعل الطلبة أميين في استخدامه، كما لا يوجد للمدرسة ساحات لللعب ولا مقصف لشراء حاجاتهم".

ومن الجدير ذكره أن مدرسة الحفاصي تأسست سنة 1996 بتبرع من المهندس محمود برهوش من كفر اللبد- والذي تبرع بالمسجد أيضا- وكانت عبارة عن غرفة منفردة تجمع ستة صفوف بداخلها ومعلم واحد، ولا يحدها أي أسوار وتقع على تلة لوحدها لا يجاورها أي بناء سكني، هذا عدا أنها تكاد لا تظهر بسبب إحاطتها بالأشجار وحجمها الصغير، واستمر هذا الحال حتى عام 2001،بعد ذلك أصبحت كل صفين في غرفة، وتم إعداد قطعة أرض لبناء مركز صحي بجانبه إلا أن البناء لم يكمل.
كما تم فتح صف محو الأمية للأعمار ما بين(20-50)عاما في عام 2006 في مباحث اللغة العربية والرياضيات والثقافة العامة، ولكن لم يشهد إقبال كبير من السكان، حيث تم عقد الدورة لمرة واحدة ولم يتم تجديدها بسبب قلة المنتسبين، وكان المسئول عنها جهاد عبد اللطيف، مدير المدرسة.
جاسر الأسود أستاذ في المدرسة من سكان كفر اللبد حاصل على شهادة دبلوم تربية-جامعة القدس المفتوحة-يدرس الصف الأول والثاني كافة المواد عدا اللغة الانجليزية يقول" أواجه صعوبة في تعليم الطلاب،وبالأخص الصف الأول- الذي يحتوي على سبعة طلاب بينهم بنت واحدة- حيث يأتي الطالب"خام" غير متعلم في روضة، لا يعرف شيئا، مما يحتاج إلى تدريب وتعب وجهد كبيران لتأسيسه".
السيدة حنان عطية مرزوق 45 عاما، مستواها التعليمي للصف الثالث فقط،وهي أم لطالب في الصف الأول، تأتي إلى المدرسة يوميا وبيدها حقيبة صغيرة تبيع الطلاب من حاجات في وقت الاستراحة، حيث تقول:"أنا أأتي كل يوم إلى المدرسة وأبيع الطلاب سندويشات وحلوى وموالح من بقالتي، وهي البقالة الوحيدة الموجودة في القرية، ولكن الإقبال عليها ضعيف جدا،وذلك بسبب ضعف إمكانيات القرية المادية، وأنا أتعمد على زيادة سعر السلعة وذلك حتى أعوض فرق أجرة المواصلات إلى طولكرم لشراء الأغراض".
وتضيف"عندما أأتي إلى المدرسة أحضر مع ابني دروس الرياضيات، وذلك حتى أتمكن من تدريسه في البيت".

أما الطالب مصطفى أمير 10 أعوام يقول:" أنا الآن في الصف الخامس ولدي ثلاث أخوات في المدرسة، وأبي يواجه صعوبة في دفع رسومنا المدرسية التي تكلفنا جميعا 200 شيقل، وذلك لأن أبي لا يشتغل إلا بالزعتر، ونحن في العائلة تسعة أفراد، وأتمنى أن يكون لدي حاسوب، كما أطمح أن أصبح في المستقبل طبيبا".
وكذلك الحال بالنسبة للطالبة رفيف عمر خطاب في الصف الثالث تقول"صفنا يحتوي فقط على ثلاثة طالبات، نأخذ كافة المواد عند نفس الأستاذ ونلعب حصة الرياضة في الشارع فلا يوجد في المدرسة ساحة للعب، وأتعب كثيرا عندما أأتي إلى المدرسة وعندما أعود لأن بيتنا بعيد جدا عنها، وأتمنى أن يكون لدي حاسوب وأن أصبح في المستقبل مهندسة".
وبالنسبة للتعليم الجامعي في القرية فإنه ضعيف جدا،فلا يوجد بها إلا ثلاثة طلاب فقط -طالبتان وطالب- وهم: الطالبة آلاء عبد الكريم -سنة ثانية- تدرس محاسبة في جامعة القدس المفتوحة-طولكرم- والطالبة سماح ابراهيم ،الوحيدة في القرية الذي أنهت تعليمها الجامعي من جامعة القدس المفتوحة، والطالب حسني إحسان حسين – سنة أولى- ويدرس الشريعة.
ويرجع السبب الرئيسي لقلة التعليم، صعوبة الوضع المادي والمعيشي،والذي هو أشبه بحال البداوة.
الاحتلال لا يترك احد
إلى جانب الوضع المعيشي الصعب والمأساة الذي تعاني منها أهل القرية، إلا أن المأساة الأكبر تركز المستوطنين في الحفاصي العليا، حيث يوجد مستوطنة"أفني حفيتس" والتي صادرت أكثر من مئة دونم من أراضي الحفاصي، كما يوجد مقبرة لهم فيها يدفنون بها موتاهم للتمهيد للاستيلاء على باقي القرية، كما يتعرض سكان الحفاصي لمضايقات من المستوطنين الذين يسرقون الزيتون ويكسرونه، ويمنعون المواطنين من قطفه، كما يمنعون المزارعين من زرع أراضيهم، كما يهاب المواطنين أيضا من رعي أغنامهم بالقرب من المستوطنة، هذا عدا عن الخنازير البرية التي تهاجم القرية مما يشكل خوف عليهم من الخروج ليلا من منازلهم.
ويذكر أن معظم أراضي القرية تم بيعها للمستوطنين من قبل المواطن محمود بكر عام 1982، مما أدى إلى طرد المذكور إلى قرية شوفة.
من المسئول!!
ومن جانبه، تحدث رئيس بلدية كفر اللبد السيد زياد جبعيتي في مقابلة أجريناها معه" تم ضم قرية الحفاصي البالغ عدد سكناها 200 شخص وتضم 30 بيتا إلى بلدية كفر اللبد في شهر تشرين الثاني عام 2010 حيث كان في السابق المسئول عن القرية لجنة مشاريع تأسست قبل نحو عشر سنوات حيث كان يرئسها وائل خطاب من الحفاصي وكانت اللجنة مسئولة عن تأمين الخدمات للقرية ومتابعة ما يلزمها من تطوير من البنية التحتية وتم حل اللجنة بعد ضم القرية إلى بلدية كفر اللبد".
ويكمل الجبعيتي " وبعد أن تم ضم الحفاصي إلى بلدية كفر اللبد أصبحت البلدية مسئولة عن تأمين الماء والكهرباء بتعاون مع سلطة الطاقة والمياه وبعد أن تم ضم الحفاصي إلى كفر اللبد تم تركيب عدادات كهرباء جديدة تعمل بنظام الشحن وتم إعفاء سكان الحفاصي من رسوم الاشتراك و من الديون المتراكمة عليهم التي تبلغ 11500 شيكل من فواتير كهرباء ومياه، وأيضا تم تزويد القرية بمكبات نفايات تعمل سيارات القمامة التابعة لبلدية كفر اللبد على جمعها اسبوعيا".

المواصلات:
" يقع اللوم على سكان الحفاصي نفسها فهم المقصرين بحق أنفسهم" هذا ما قاله الجبعيتي بالنسبة للمواصلات ويتابع" على سكان القرية المبادرة بتنظيم خط مواصلات لأنفسهم من كفر اللبد إلى الحفاصي أو من طولكرم إلى الحفاصي لان الموصلات مشكلة تخصهم هم أنفسهم فعلى سبيل المثال يوجد أشخاص بالقرية يمتلكون سيارات لو إنهم استغلوا الفرصة ونظموا خط مواصلات بينهم وبين كفر اللبد لتحسن الوضع ولكن هم راضون بما هم فيه ولا يسعون للأفضل".
قضية الاستيطان:
يتحدث زياد الجبعيتي عن الاستيطان" تم التعامل مع الاستيطان بكل جدية وأعطتها البلدية اهتمام كبير حيث تم تنظيم مسيرات احتجاجية ضمت أعضاء البلدية وناشطين سلام من الداخل والخارج واستدعاء المحطات الفضائية المحلية حيث تم إزالة خيم استيطانية تقع داخل أراضي قرية الحفاصي بعد الضغوطات من قبل البلدية والجهات المعنية وبالنسبة لمستوطنة افني حيفتس تم إقامتها على ارضي قرية شوفة وجزء من أراضي آل حنون قبل حوالي 40 سنة.
وينهي الجبعيتي المقابلة التي أجريناها معه برؤية مستقبلية للقرية متحدثا " سوف نعمل على تطوير مدرسة القرية بشكل أفضل والعمل على بناء عيادة صحية تكفي احتياجات القرية وتطوير الشوارع من تأهيل وتعبيدها بالشكل الصحيح وتطوير البنية التحتية وسيتم تحويل المشاريع التطويرية من البلدية الى القرية لتصبح بمستوى القرى المجاورة وصالحة للسكن البشري ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.