أسيف -فلسطين: شادي عبد الله " أتحمل الإهانات والشتائم من اجل لقمة العيش" هكذا بدأ سامر ناصر (أبو خالد) 42 عاما أب لأربعة أولاد من سكان بلدة عتيل حديثه، ويضيف " استيقظ يوميا الساعة الثانية ما بعد منتصف الليل لاستعد للذهاب إلى عملي داخل الخط الأخضر، فالطريق من بيتي إلى حاجز الطيبة بعيدة ،ولأتفادى أيضا الأزمة التي تحصل بشكل يومي منذ أكثر من سبع سنوات" والمعاناة لا تقف إلى هنا ويكمل أبو سامر بكلماته البسيطة والمريرة" بعد أن أصل الحاجز يكون هناك مئات العمال مصطفون بشكل طابور يشبه طابور انتظار كرت المؤن أمام وكالة الغوث، وهناك تعيش جو من الإذلال وتحمل الشتائم ودفع العمال لبعضهم البعض حتى حصل مع عدة عمال كسور ورضوض، و وصل الحال إلى موت البعض بحالات الاختناق بسبب التدافع و التشابك بالأيدي بين العمال، وبعد أن اجتاز الحاجز انتظر قرابة ساعة أو أكثر لكي يصل مقاول البناء اليهودي المسئول عني وعن العمال الآخرين ويتم اختيار البعض من بين العمال وكأن العامل عندهم مثل السلع المعروضة للبيع، وامضي قرابة ثلاث ساعات للوصول إلى مكان عملي في قيساريا، بمجال تعبيد الشوارع والجو هناك غير ملائم وضار بالصحة ولكني أتحمل كل هذا من اجل جلب المال الممزوج برائحة الموت" والحال لا يختلف كثيرا عند زهير عبده (أبو عماد) من سكان مدينة طولكرم 47 عاما أب لثلاثة أولاد، ويتحدث أبو عماد عن تجربته مع حاجز الطيبة" أنا اعمل منذ 15 عاما داخل الخط الأخضر، ولم يكن الحال قبل بداية الانتفاضة الثانية سيء هكذا بل كنا نعمل بكل سهولة ودون خوف أو معاناة، أما اليوم فالحال أصبح مختلف تماما فاليوم يضعون شروط لأخذ تصاريح العمل فيجب أن يكون الرجل متزوج وعنده ولد أو أكثر، ويجب أن يكون مقاول يهودي مسئول عنه لكي يخرج له التصريح للعمل في الداخل لفترة 6 شهور، وبعدها يجدد العامل التصريح ويحتاج التجديد عدة أيام مما يبقي العامل عاطلا عن العمل حتى تجديد التصريح" ويضيف أبو عماد" أتمنى أن أجد عمل أفضل من العمل في الداخل، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة، فرغم المال الكثير الذي اجنيه فيوميتي تصل إلى 400 شيكل ولكن أبقى غير مرتاح نفسيا، فأنا لا أرى أولادي سوى بضع ساعات فانا اخرج منذ منتصف الليل وأعود بعد الساعة السابعة مساء" أما فتحي عبد القادر51 عاما من سكان قرية كفا كان يقف بالقرب من سيارات قريته للرجوع إلى بيته عند الساعة السادسة مساء وكان بحاله يرثى لها من شدة التعب والإرهاق، ويتحدث عن جزء من معاناة العامل الذي يدخل من خلال حاجز الطيبة" كل يوم نسمع نفس الكلام والصورة تكاد تكرر فزحام ومدافعات وسماع لكلام بذيء وشتائم من الجنود، وأحيانا نضطر لخلع ملابسنا بالكامل وبالإضافة عن آلة الليزر التي نمر من خلالها فهي شديدة الخطورة حسب ما نسمع، و يتعرض بعض العمال إلى رفض امني يحرم من العمل داخل إسرائيل نهائيا كما حصل مع الكثير، مما اضطر البعض إلى العمل من خلال التهريب والدخول عن طرق صعبة ويضطر العامل إلى دفع مبالغ طائلة للعمل في الداخل وإذا تم القبض عليه ينال اشد العقوبات من سجن وتغريم" و يكمل عبد القادر كلامه" ويمنع العامل من النوم داخل إسرائيل لان التصريح التي بحوزته يكون لساعة الرابعة مساء لكل يوم عمل، و يحصل أن بعض العمال يبيتون في العمل داخل ورش العمل أو بين الأشجار وإذا صادفتهم الشرطة الإسرائيلية يسجن ويسحب منه التصريح ويحرم من العمل ويغرم مبالغ طائلة من الأموال" ويذكر أن قرابة 4000 عامل يتوجهون يوميا إلى حاجز الطيبة قرب قرية ارتاح من مختلف محافظات الشمال، و المسئول الأمني عن حاجز الطيبة شركة إسرائيلية أمنية، تعمل بكل قسوة دون التفريق بين رجال وأطفال ونساء وللنساء حصة من العمل داخل الخط الأخضر في مجال الزراعة وخدمة البيوت، ويعاملن بنفس معاملة الرجال من ناحية التفتيش ولانتظار لساعات على الحاجز"