اعربت جمعية العمال المهاجرين المغاربة في اسبانيا الجمعة عن اسفها لطرد طالبة من اصل مغربي من ثانوية عامة بمنطقة مدريد لانها ترتدي الحجاب الاسلامي.وقال رئيس الجمعية كمال رمواني ان "منذ عدة اسابيع لم تتمكن نجوى ملحة من التوجه الى الفصل في الثانوية وهذا انتهاك لحقها الاساسي في التربية الذي يضمنه الدستور الاسباني ويعلو على قانون الثانوية الداخلي".وفي اسبانيا تبت المؤسسات التعليمية عامة حالة بحالة في قضية ارتداء الحجاب الذي يعتبر ظاهرة نادرة نسبيا. واوضحت ادارة الثانوية في بيان ان البند 32 من القانون الداخلي يمنع "استعمال القبعات واي لباس اخر يغطي الراس". واوضح رمواني "اعربنا عن رفضنا لهذا القرار" للسلطات الاقليمية و"اذا لم نحصل على نتيجة فاننا سنستعمل كافة الوسائل كي تعود (الفتاة) مجددا الى فصلها".وكانت نجوى الملهى أخريف تتابع دراستها في الصف الأول من التعليم الثانوي ولم تكن ترتدي الحجاب من قبل، بعد أن نصحها والدها بالتريث حتى حصولها على الباكلويا، لكنها قررت بداية شهر فبراير الماضي تغيير طريقتها في اللباس ظننا منها أن ذلك يدخل في إطار الحرية الشخصية، ولم يخطر أبدا ببالها أن إدارة المعهد العمومي الذي تدرس فيه ستفصلها عن الدراسة بسبب زيها.وفي تصريح لموقع "ندلس برس"، قال والد الفتاة، السيد محمد الملهى الزايدي، أن إدارة معهد كاميلو خوسي ثيلا قررت، وفي خطوة تعد سابقة من نوعها في إسبانيا، عزل ابنته عن باقي زملاءها في الفصل ووضعها في فصل انفرادي بينما زملاءها يتابعون الدراسة في فصل آخر.وقد خاض زملاء نجوى في الفصل عدة احتجاجات عبر ارتدائهم لقبعات وكوفيات حتى يتم إرجاع زميلتهم أو فصلهم جميعا عن الدراسة، لكن إدارة المعهد لم تكترث لهذه الحركة الاحتجاجية وتمادت في عقابها للفتاة المغربية التي تعتبر من بين أنجب التلاميذ في المعهد المذكور والمتواجد في بلدية بوثويلو دي ألاركون التابعة لمنطقة مدريد. بينما اعربت السلطات الاقليمية عن تضامنها مع ادارة الثانوية مؤكدة على "ضرورة تطبيق القانون" واقرت في آن واحد انه سيتم تدارس اقتراحات لتعديله الاسبوع المقبل.وبالرغم من قرار المعهد حرمانها من حضور الدروس إلا أن نجوى مصممة على مواصلة الدراسة إذ أنها تراجع في بيتها كل المقررات والدروس التي يمدها بها زملاءها بعد خروجهم من الفصل، كما ذكر لنا والدها.وقد وجه السيد الملهى الزايدي عدة مراسلات للمسؤولين عن قطاع التعليم بمنطقة مدريد لكن بدون جدوى، كما أن الكاتب العام للمفوضية الإسلامية بإسبانيا، السيد رياج ططري راسل إدارة المعهد مطالبا إياها بالتراجع عن هذا القرار المجحف لكن دون نتيجة.وكدليل إثبات لإمعانها في حيفها ضد نجوى وأسرتها، رفضت إدارة المعهد نشر الصور التي تظهر فيها الفتاة المغربية وهي ترتدي الحجاب رفقة زملائها في فريق الهوكي المدرسي على صفحات النشرة الداخلية للمعهد، بالرغم من أن الفريق فاز في البطولة المدرسية لرياضة الهوكي بمشاركة الطالبة المغربية التي تهوى هذا الصنف الرياضي.ويناشد والد الفتاة، والذي يرأس في نفس الوقت الجمعية الإسلامية ببلدية بوثويلو دي ألاركون، السلطات الدبلوماسية المغربية ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة القاطنين بالخارج للتدخل من أجل إنصافه، خاصة وأن ابنته بدأت تصاب بالانهيار العصبي من جراء هذا الحيف الذي طالها.