وصف الكاتب الصحفي المصري الكبير محمد حسنين هيكل ما يحدث مع الرئيس السوداني بالابتزاز والإرهاب، معتبرا أن مذكرة اعتقاله هي إهانة للعرب جميعا، ورأى أن القمة العرابية المقبلة في الدوحة "سترتكب خطأ تاريخيا واستراتيجيا بشعا إذا واصلت سياسة العداء لإيران".وقال في حديث لقناة الجزيرة الفضائية إن الأنظمة في العالم العربي لن تستطيع مساندة البشير، معتبرا أن مذكرة الاعتقال هي "جريمة تقصير أكثر منها هى جريمة ارتكبها السودان"، مضيفا أن "اسرائيل تنبهت ولكننا لم نتبه، لسنا مجرمين لكننا مقصرين، إسرائيل تذهب وتحاول أن تحقق وتفتح بنفسها تجاوزات جنودها في غزة لتجنب مذكرة مماثلة، الثابت علينا أننا مقصرين في حق أنفسنا، الحكومة السودانية لم تهتم بالتحقيق ولا توجد أمة عربية سألتها ماذا فعلت، عندنا سوء فهم لقوانين العالم وحقوق الإنسان". وتعليقا على تولي حكومة متطرفة زمام الأمور في إسرائيل، اعتبر هيكل أن "السلام انتهى أمره، ليس المهم شكل الحكومة وإنما برنامجها، اتفاق نتنياهو- ليبرمان قائم على أساس تصفية حركة حماس وتوسيع الاستيطان وإغلاق موضوع القدس، هذا البرنامج أنهى ما سمي بعملية السلام، ويجب على العرب عدم الالتفاف إليها والبدء بوضع توصيف للوضع والقيام بوقفة تأمل وتفهم أحوال العالم ووضع خريطة تصرف والرجوع إلى النفس".وأكد في هذا الصدد أنه "لا يوجد دول اعتدال أو ممانعة في العالم العربي وإنما ما يوجد هو عدم قدرة على رؤية الواقع كما هو، لأن الأنظمة في العالم العربي عندها مشكلة في علاقتها مع العصر والقوة والشرعية"، واستبعد حصول مصالحة شاملة في قمة الدوحة "لأن لكل واحد من الزعماء العرب غطاء مختلف وليس مجرد خلافات في التوجهات" .وأضاف "لا معتدل انتصر ولا ممانعة انتصرت، الكل في ورطة، يجب على العالم العربي أن يطل على أوضاعه ويعي أنه في عالم قلق، الباب الإسرائيلي مسدود، الباب الأميركي لا مسدود ولا مفتوح لأنه في أزمة، الباب الإيراني مسدود، وباب المصالحة العربية مفتوح ولكن فيه مشكلة".وفيما يتعلق بأميركا، أوضح هيكل أنها في حالة أزمة اضطرتها أن تأتي برجل خارج عن السياق في البيت الأبيض، مشددا على أن الباب الأميركي ليس جاهزا للعرب ولن يفعل لهم شيئا بل إنه يحتاج لأموالهم لحل أزمته المالية.ورأى هيكل أن "قمة الدوحة سترتكب خطأ تاريخيا واستراتيجيا بشعا إذا واصلت سياسة العداء لإيران"، وأضاف "عيب ما نفعله مع إيران إنه جريمة تاريخية".ومضى قائلا "إيران ليست عدوا وإنما هي جار موجود في المنطقة، قد تكون بيننا وبينه تناقضات ولكنها عرضية، خلاف العرب هو مع نظام الثورة الإسلامية وليس الشيعة، إيران ليست حركة صهيونية وناس جايين من خارج المنطقة، أنا أمام شعب مسلم موجود وله تاريخ، يجب أن نفرق بين إيران كسياسة وإيران التاريخية المسلمة".وخلص إلى المطالبة بكسب صداقة إيران لا عدائها، وذكر في هذا الصدد برسالة أوباما الأخيرة لطهران.(الخيمة)