أكد مصدر رفيع بوزارة الخارجية السودانية عدم مشاركة الرئيس عمر البشير في قمة الدوحة التي تنطلق غداً، وقال ان علي عثمان محمد طه – نائب رئيس الجمهورية – سيرأس وفد السودان المشارك في القمة.وقال المصدر ان عدم مشاركة البشير في القمة "ليس خوفاً من قرار المحكمة الجنائية الدولية وانما بسبب تصدر قرار الجنائية بحق الرئيس أجندة القمة"، مما استدعى ان يترك الرئيس للمؤتمرين حرية التشاور والتداول حول القرار واعلان الموقف العربي المناسب بشأنه. ويأتي اعتذار البشير في الوقت الذي كشفت فيه تقارير صحفية اليوم الأحد عن نقاشات حامية دارت أمس خلال اجتماع وزراء الخارجية في الدوحة بشأن مذكرة اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير.. فقد هدد السودان خلال الجلسة المغلقة للاجتماع، بالانسحاب من الجامعة العربية، اذا لم تتخذ قمة الدوحة موقفاً حازماً حيال مذكرة اعتقال الرئيس السوداني من قبل المحكمة الجنائية الدولية. وزاد من سخونة المناقشات إفشال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم آل ثاني، مشروع قرار رفعه المندوبون الدائمون يقضي بعقد قمة عربية في الخرطوم تضامناً مع السودان، مكتفياً باقتراح زيارة القادة العرب اذا رغبوا للسودان، وهو ما أثار حفيظة وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية، علي كرتي. وجاء في مشروع القرار الذي اقترحته قطر: "عبر القادة العرب عن دعمهم وتضامنهم مع السودان في مواجهة قرار الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية في حق الرئيس السوداني، الذي يهدف الى النيل من قيادته الشرعية، وأكدوا رفضهم للقرار الذي من شأنه أن يؤثر على وحدة السودان وأمنه واستقراره وسيادته، وكذلك على جهود إحلال السلام، بما في ذلك المساعي القائمة في إطار المبادرة العربية الافريقية ومساعي دولة قطر في هذا الشأن". وأضاف القرار: "طالب القادة بإلغاء الإجراءات المتخذة من قبل المحكمة الجنائية الدولية، ودعوا الى تقييم الموقف العربي من المحكمة، وعدم تجاوب الدول العربية مع إجراءاتها في حق الرئيس السوداني، وأكدوا إتاحة الفرصة أمام القضاء السوداني المستقل والمؤهل والراغب في تحقيق العدالة الناجزة في دارفور". وأثار الاقتراح القطري رداً عنيفاً من قبل الوزير السوداني، وقال كرتي: "أريد ان اذكركم أن قرارات مجلس الأمن الدولي بحق السودان لم تكن سوى حبر على ورق، فقرار 1141 الخاص بحصار السودان، وطرد الدبلوماسيين من الدول التي يقيمون فيها وقرار 1706 الخاص بنشر قوات دولية لها صلاحية الشرطة والقضاء والمتابعة، أسألكم أين هذه القرارات؟ لذلك نفضل في السودان أن يبقى رئيسنا مطارداً من المحكمة ومجلس الأمن ولن نطلب من مجلس الأمن وقف القرار، واذا اردتم أن تقفوا معنا نقول مرحباً، واذا لم يعجبكم موقفنا فلا نحملكم شيئا فوق طاقتكم، فهذه منزلقات لا نقبل بها ولا نقبل بأي قرار، فإلغاء ورفض القرار والتعامل معه هو المطلوب ولن نقبل باقل من ذلك". مخاوف من إختطاف طائرة البشير كان مسئولون سودانيون حذروا من قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي باختطاف طائرة الرئيس السوداني عمر البشير وهي في طريقها إلى الدوحة في حال قرر المشاركة في القمة العربية المقرر انعقادها هناك بعد غد الاثنين. وتوقع قطبي المهدي القيادي البارز بالمؤتمر الوطني الحاكم، ان تقوم إسرائيل باختطاف طائرة البشير أو أية تصرفات عدوانية آجلة او عاجلة وذلك على خلفية الإعتداء الإسرائيلي على شرق البلاد. وأضاف ان التجارب اوضحت ان الدول المعادية للسودان لا تحترم القوانين الدولية ولا السلوك الاخلاقي في علاقات الشعوب. واوضح ان الرأي الغالب في الاوساط الشعبية والدول الصديقة هو عدم مشاركة الرئيس في قمة الدوحة ، وذلك من خلال متابعتي لردود الافعال . وقال ان الرئيس البشير ليس مضطراً للمشاركة في قمة دوحة العرب ، وقطع بان السودان سيشكل حضوراً فاعلاً في القمة . وتابع ان مشاركة البشير من عدمها تخضع لحسابات وموازنات سياسية وأمنية، وان قرار المشاركة في يد اللجنة الحكومية التي تم تشكيلها لذات الغرض. وتابع المهدي، ان الموقف العام في السودان هو ان يشارك الرئيس ، ولكن لابد من التحسب لأية حركة بلطجة اسرائيلية تهدد حياة الرئيس . ورغم صدور فتوى شرعية في الخرطوم تقضي بجواز منع الرئيس من السفر، إلا أن البشير فاجأ المراقبين بسفره إلى إريتريا ثم مصر وأخيرا ليبيا. يذكر ان هيئة علماء السودان افتت الاسبوع الماضي بعدم جواز سفر الرئيس السوداني عمر البشير إلى قطر لحضور قمة الدوحة في ظل الظروف الحالية "التي يتربص بها أعداء الله والوطن بسيادته". وكانت المحكمة الجنائية الدولية اصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني، واتهمته بعدة جرائم حرب ضد حركات التمرد في إقليم دارفور. واستشهدت الفتوى بمنع أول خليفة للمسلمين أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، من مغادرة المدينةالمنورة إبان حروب الردة في ذلك الوقت. وكان البشير قد أكد أكثر من مرة تصميمه على الذهاب والمشاركة فى قمة الدوحة. وقال "أن المقصود من وراء قرار المحكمة الجنائية الدولية هو إشاعة الفوضى السياسية فى السودان وتقييد حركته وتحجيم دور السودان الإقليمى فى مساندة قضايا أمته العربية والإسلامية وقضايا قارته الأفريقية". وأتهم البشير المحكمة الجنائية الدولية بأنها تسعى إلى خلق جوانتامو جديد لأفريقيا من خلال قراراتها وأحكامها الجائرة التى تستهدف العديد من القادة الأفارقة. ووجه البشير إنتقادات للمحكمة بإذدواجية المعايير والتغاضى عن محاكمة مجرمى الحرب الحقيقيين فى واشنطن وتل أبيب. ونوه البشير إلى الدور الإسرائيلى فى صناعة وإنتاج أزمة دارفور وقال : إن السودان يعاقب بسبب مواقفه فى رفض الوجود الصهيونى ووجود القوات الأجنبية فى المنطقة ودعمه لحركات التحرير وحقها فى الكفاح المسلح لإستعادة حقوقها الشرعية وتحرير أوطانها من الإحتلال الإستعمارى. وقال الرئيس السودانى : إن بلاده ماضية فى طريقها لتحقيق السلام والتنمية فى السودان وأن بلاده لن تتوانى عن فضح وتحطيم المحكمة الجنائية الدولية ودورها المشبوه والمسخر لخدمة المصالح الإستعمارية. وقال البشير إن قرار المحكمة الجنائية الدولية الصادر ضد بلاده هو "قرار سياسى وليس قرارا يستند إلى حيثيات قانونية.. لأن القضية بالأساس جرى تسييسها لحساب مصالح الغرب والصهاينة والأمريكان". إسرائيل دمرت قافلتي صواريخ بالسودان من ناحية اخرى، ذكرت صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية اليوم أن إسرائيل استخدمت طائرات حديثة بدون طيار من طراز "هرمس 450" مسيّرة عن بعد بواسطة الاقمار الصناعية خلال مهاجمتها لقافلتين إيرانيتين في صحراء السودان كانتا محملتين بصواريخ من طراز فجر 3 لتهريبها الى قطاع غزة. واضافت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأحد، ان تل ابيب والمفاعل النووي في ديمونا يقعان في مدى هذه الصواريخ في حالة إطلاقها من القطاع. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن 50 مهربا سودانيا قتلوا في الغارة على القافلتين المذكورتين بالاضافة الى مرافقيهم الإيرانيين وتم تدمير جميع الشاحنات التي كانت محملة بصواريخ الفجر 3. ونسبت الصحيفة الى مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إنه وقع الاختيار على هذه الطائرات لمهاجمة القافلتين الإيرانيتين في صحراء السودان لتقليل المخاطر، علما بأن الحديث يدور عن أهداف متحرّكة لا يمكن تحديد الساعة الدقيقة لمهاجمتها وباستطاعة الطائرات بدون طيار التحليق في الجو مدة 24 ساعة. وزعمت الصحيفة، أنه تم تفكيك صواريخ الفجر المحملة على متن الشاحنات ليتسنى تهريبها عبر الانفاق تحت الارض بين سيناء وقطاع غزة على ان تتم اعادة تركيبها في القطاع من قبل خبراء في حركة حماس تم تأهيلهم وتدريبهم في سوريا وإيران. وتضيف الصحيفة ان حراس الثورة الإيرانيين كانوا العقل المدبر وراء محاولة تهريب صواريخ الفجر الى قطاع غزة وان عددا منهم كانوا وصلوا الى ميناء بور سودان حيث اجروا اتصالا مع مهربين سودانيين محليين لهذا الغرض. وذكرت أيضا أن عملاء سريين من جهاز الموساد الإسرائيلي رصدوا القافلتين في صحراء السودان الى الشمال الغربي من بور سودان. وما زالت إسرائيل تلتزم جانب الصمت ازاء الانباء التي ترددت مؤخرا في الصحف الاجنبية عن الغارات الجوية في صحراء السودان في شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط الماضيين. وتأتي تلك التسريبات في الوقت الذي خيم فيه الارتباك على تصريحات المسئولين السودانيين حيال الغارتين الاجنبيتين على الأراضي السودانية، وتضاربت التصريحات الرسمية بشأن عدد القتلى، وهوية منفذي الهجومين وأسبابهما ودوافعهما. ففي الوقت الذي قالت فيه وزارة الخارجية السودانية انها متأكدة أن واشنطن ليست متورطة فيهما، اتهم الناطق باسم الحكومة السودانية واشنطن بالقيام بإبادة جماعية. وكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية علي صديق أن غارتين استهدفتا مهربين في شمال السودان، وليس غارة واحدة كما افادت التقارير الصحافية، مشيراً الى أن بلاده تلقت نفياً أميركياً صريحاً لشن هاتين الغارتين، وأن بلاده لا تملك أي دليل على أن إسرائيل قامت بهذين الهجومين، رغم أنه رجح أن يكون الأمر له علاقة بتل ابيب. وقال صديق أن "عمليتي قصف وقعتا الاولى في نهاية يناير والثانية في منتصف فبراير"، ضد قافلتين لمهربين في منطقة صحراوية شمال ميناء بورسودان (شمال شرق السودان) بالقرب من الحدود المصرية. وأضاف أن السودان يجمع الأدلة من موقع الهجمات، وأن القوافل التي تعرضت للهجمات من المرجح أن تكون لتهريب البضائع لا السلاح.