ذكر تقرير السنوي لجمعية النهوض بصناعة الخزف ،معاناة الصناع التقليدين بأسفي حيث حصرها قي مجموعة من المشاكل وفي مقدمتها احتكار أصحاب الشكارة لهذه الصناعة، فهؤلاء لا يكتفون بسرقة عرقهم و مجهوداتهم و ابتكاراتهم الفنية، بل حتى أصواتهم ليدعوا أنهم خير من يمثلهم، ولا يرون طلعتهم البهية إلا في إحدى الحسنيين، عند أبواب الانتخابات و عندما يحل مسؤول رفيع المستوى للجلوس إلى جانبه في المنصة،و بدون حياء، لا يتوانوا عن الإعلان أن الصناع يعيشون في بحبوحة و أنهم راضون مطمئنون على حالهم و مستقبلهم في حين أن الواقع قاسي و مر، واعتبر التقرير الذي توصلت الجريدة بنسخة منه معاناة هذه السنة أي في ظل الأزمة الاقتصادية قد تضاعفت بشكل كبير و مثير و خطير، فالمنتوج من جهة قد تأثر بدوره بالأزمة الاقتصادية العالمية ، فضعف الإقبال على الإنتاج وتقلص عدد الزوار الأجانب وهكذا احترق الصناع التقليدين بنار الأزمة . ووقف التقرير على البنية التحتية التي يشتغل فيها الصناع وصفها بالكارثية فالأوراش تفتقر إلى ادني شروط العمل والحماية والوقاية فلا ماء و لا كهرباء و لا طرق معبدة و لا تجهيزات متوفرة رغم الوعود مند سنين بل الظريف يقول التقرير عند زيارة كل مسؤول سامي في القطاع يعدهم بالخير واليمن و بأيام مشرقة ومستقبل زاهر وكان آخر هذه الوعود زيارة كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية (أنس بيرو) يوم 9 يونيو 2008 و الذي وعد بدوره بتحسين أوضاع الصناع، غير أن هؤلاء لا زالوا ينتظرون الذي يأتي و الذي قد لا يأتي، و اشار التقرير نفسه إلى اللقاء الذي ساد مع الوزير قد عرف تشنج و غضب الصناع، حيث أرغموه على زيارة هضبة الشعبة، و قد أذهله ما رأى و اندهش لما سمع.وهنا لابد من تسجيل أن الأمطار التي عرفتها المدينة على غرار باقي المناطق المنكوبة بسبب الفيضانات قد ضاعفت من معاناة الصناع. حيث عرفت جل المحلات و الأوراش الصناعية، سواء بالهضبة أو تل الخزف أو سيدي عبد الرحمان قد هدمت بعضها، و لحقت بالأخرى أضرار مادية كبيرة. و للأسف، يقول التقرير لا مسؤول كلف نفسه مواساة المتضررين و لو بكلمة، حتى من اتجه إلى الغرفة الصناعية فقد وجد معاملة فضة من طرف الإدارة، علما أن غرفة الصناعة التقليدية تم إحداثها لتكون في خدمة الصناع لا العكس و أن تعاملهم معاملة حسنة، لا أن تخلق بينهم القلاقل، و أن توحد سومة البطائق لا أن تخضع لمزاج الإدارة (مرة 50 درهم و مرة 70 درهم) و في هذا الشأن لقد سبق للجمعية أن نادت بضرورة تخليق الإدارة و جعلها في خدمة الصناع لأن السيد المدير و رئيسه لديهم أساليب خاصة. و أعلن التقرير للرأي العام أن خطر القنابل الموقوتة المتمثلة في استعمال قارورات الغاز من الحجم الكبير في تل الخزف عوض الغاز المخصص لازال قائما و أن هذه القارورات تشكل خطورة كبيرة على الصناع و على الساكنة المجاورة، و طالبت الجمعية بحل هذا المشكل و المتمثل في نقص ثمن الغاز المخصص للأفرنة، و لكن لا حياة لمن تنادي. كما طالبت الجمعية كذلك بإعادة النظر في ارتفاع أثمنة المواد الأولية المستعملة في الأواني الخزفية، و لكن صيحتها ذهبت مع أدراج الرياح، كما طالب التقرير بضرورة الاعتناء بالصانع التقليدي عبر إعطائه حقوقه ف التغطية الصحة و الضمان الاجتماعي و في التقاعد، لكن جل عده المطالب لا زالت في حالة شرود. غير أن هذه المطالب لا زالت تشكل لهم أكبر هاجس بل لكل الصناع من ألفه إلى ياءه. وختم التقرير بنداء أن القطاع في حجمه الحالي يحتاج إلى من يمثله تمثيلية حقيقية.