انتخب حميد شباط، أول أمس السبت بالرباط، كاتبا عاما للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بالإجماع، بعدما أغرق المؤتمر الوطني التاسع لهذه المركزية النقابية، المقربة من حزب الاستقلال، بأنصاره وأتباعه من قيادة الحزب، قائد الائتلاف الحكومي، وقواعد واسعة من الطبقة العاملة. وتسابق المؤتمرون لتهنئة زعيمهم الجديد، وسط مخاوف من تحول ثاني أقدم نقابة عمالية بالمغرب، بعد الاتحاد المغربي للشغل، إلى "بوق للحكومة" على عهد شباط، الذي سبق أن انتقد الإضرابات، وقال "ما عندي حرج في ضريب لكحل في لبيض مع الباطرونا". وفرض طوق من الأمن الخاص على شباط، فور الإعلان عن فوزه، بينما فتحت سيارة الإسعاف، خارج قاعة المؤتمر، أبوابها الخلفية لنقل أحد المؤتمرين إلى المستعجلات، تعرض لضرب مبرح، شارك فيه طباخون وأمنيون خواص. وربطت مصادر مطلعة الاعتداء على المؤتمر المذكور ب"احتجاج عدد من المؤتمرين على سوء وجبة الغداء، التي كانت تنبعث من بعضها روائح كريهة، في اختتام المؤتمر". وقال شباط، عقب فوزه بانتخاب قريب من "التعيين" على رأس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب،"هذا تكليف ماشي تشريف، خاصة في هذا الظرف الاقتصادي العصيب"، فيما رأت لمياء العيدي، وهي مؤتمرة من فاس، أن "فوز شباط مؤشر على عهد جديد" لهذه النقابة.وبدا شباط مزهوا بفوز محسوم سلفا، عندما تقدم لمنصب الكاتب العام دون منافس، ما جعل الوزير الاستقلالي، توفيق حجيرة، يقول له قبل إعلان النتائج "مبروك العيد"، بعدما هنأه، أيضا، الوزير الاستقلالي سعد العلمي. أحد المؤتمرين تعرض لضرب مبرح شارك فيه طباخون وأمنيون خواص (كرتوش) أما زوجة الكاتب الاستقلالي، عبد الكريم غلاب، فهمست في أذن زوجة شباط، بعد انتخابه خلفا لمحمد بنجلون الأندلوسي المطاح به، قائلة "تبارك الله عليكم، راه وراء كل رجل عظيم امرأة". وبرزت كلمة ممثل الاتحاد العام للشغالين بإسبانيا بين خطابات الوفود الأجنبية في المؤتمر، حين حرك المؤتمرين بمهاجمته لإسرائيل في حربها الأخيرة على غزة، ونصرته لفلسطين "كدولة مستقلة، عاصمتها القدس" بتعبير النقابي الإسباني.واهتزت قاعة المؤتمر عند تناول ممثل الجزائر الكلمة، بترديد شعارات من قبيل " الصحرا مغربية"، و"المغرب والجزائر .. شعب واحد ماشي اثنين"، فيما تحولت خديجة زومي، مهندسة الانقلاب على الأندلوسي، إلى شاعرة سلام.وكما كان متوقعا، لم تجد التعديلات، التي طالبت اللجنة التحضيرية بإدخالها على القانون الأساسي للنقابة، أدنى رفض، إذ جرت المصادقة عليها بالإجماع، إلى جانب "مشروع برنامج عمل" للاتحاد بعد المؤتمر.وكان عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، انتقد، في افتتاح المؤتمر الوطني التاسع للنقابة، وضعية العمل النقابي بالمغرب، بعدما استقبله المؤتمر بتقبيل اليد.وهاجم الفاسي مركزيات نقابية لم يذكرها بالاسم، رافضا إعطاء حزب الاستقلال والحكومة دروسا في العمل النقابي، حين قال "ما محتاجين حد يعطينا دروس في النضال، والدفاع عن الطبقة العاملة، وتاريخنا النضالي معروف عند المغاربة".