قدم الأخ حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب مجموعة من الملاحظات والتوضيحات بخصوص الحوار الاجتماعي ودور الاتحاد في مسيرة بناء مغرب الديمقراطية والتقدم والرفاه الاجتماعي. وأكد حميد شباط خلال الدورة الخامسة للمجلس الوطني لحزب الاستقلال ،المنعقدة يوم السبت 13 نونبر 2010 بالرباط ، أن مناضلي الاتحاد العام للشغالين بالمغرب هم جنود الوطن ، ومن المدافعين الأساسين على عزة وكرامة المواطنين . وسجل شباط بارتياح ما حققته الحكومة الحالية على مستوى الحوار الاجتماعي، حيث بادرت الحكومة تحت رئاسة الوزير الاول الأستاذ عباس الفاسي شخصيا لأول مرة في تاريخ المغرب، إلى الدعوة للحوار الاجتماعي. وأوضح أن الاتحاد يسجل بأسف شديد أن الحوار الاجتماعي يبقى حبيس الوزارة الأولى ولايمتد إلى العمالات والأقاليم والمؤسسات العمومية، حيث تظل الأبواب موصدة أمام النقابات. وذكر حميد شباط أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بعد مؤتمره التاسع، اتخذ عدة قرارات وتوصيات، من ضمنها العمل من أجل الوصول مع الحركة النقابية إلى ملف مطلبي مشترك، باعتبار أن الفشل في الحوار الاجتماعي يعود بالأساس إلى غياب تنسيق مسبق ومنهجية عمل موحدة وملف مطلبي مشترك متوافق عليه من قبل مختلف النقابات، بل هناك من النقابات من يتخذ مواقف غير مفهومة وغير مقبولة على مستوى المطالب النقابية، فمثلا عندما يتم الحديث عن مشروع قانون النقابات المهنية ومشروع قانون الإضراب اللذين يلح عليهما الاتحاد العام للشغالين يقف طرف نقابي آخر موقفا معارضا لهذا المطلب في غياب أي مبرر مقنع. وأبرز شباط أن مثل هذه الموقف يؤدي إلى عرقلة الحوار الاجتماعي وتحميل الحكومة مسؤولية فشله، مؤكدا أن الاتحاد العام سيعمل جاهداً من أجل النظر في هذه القضايا لأنه مقتنع بأن صدور قانون النقابات المهنية سيمكن الاتحاد العام من احتلال موقع متقدم في الحركة النقابية ، والصف الأول على مستوى الناتج، مشيراً إلى أنه تبوأ المرتبة الثانية بعد الاتحاد المغربي للشغل الذي يستحوذ على 1000 من ممثلي العمال بسبب غياب قانون النقابات المهنية، وهؤلاء يحتلون مواقع داخل المؤسسات العمومية ظلوا يستفيدون منها منذ عهد الحماية واستمر الوضع إلى حد الآن. وتحدث الكاتب العام لاتحاد العالم للشغالين عن إشكالية العمل السياسي والنقابي في المغرب، مشيراً إلى أن أربع نقابات تدافع عن التوجه السياسي النقابي وتنبذ التوجه الإداري النقابي، موضحا أن هناك نوعين من النقابات لا ثالث لهما: فالنقابة إما أن تدافع عن مطالب نقابية اقتصادية واجتماعية وسياسية وإما أن تكون مطالب نقابية تابعة للإدارة، والعمل النقابي الحقيقي هو الذي يمزج بين المطالبة بالخير والكرامة، وليس الخبز والإدارة، وفي هذا الإطار عبر شباط عن اعتزاز الاتحاد العام بنضاله من أجل النهوض بأوضاع الشغيلة ومجموع الشعب المغربي إلى جانب حزب الاستقلال . وانتقل شباط إلى الحديث عن معارك المستقبل داعيا المسؤولين النقابيين إلى العمل جنبا إلى جنب من أجل ربح رهان الاستحقاقات المقبلة، مبرزاً أن المناضلين في الاتحاد العام وفي حزب الاستقلال واعون كل الوعي بخطورة الفصل بين العمل السياسي والعمل النقابي الذي كانت له عواقب وخيمة على البعض، مشيراً إلى أن العمل من أجل تحصين الذات والاستعداد للاستحقاقات المقبلة بدأ منذ سنة 2009 من خلال القرارات التاريخية لمحطة المؤتمر التاسع للاتحاد، وهي قرارات قادرة على مواجهة المؤامرات الظاهرة والخفية للذين يريدون العودة بالمغرب إلى الوراء وتكرار تجارب فاشلة عرفها مغرب ما بعد الاستقلال. وأوضح شباط أن المتزعمين لهذه المؤامرات في إطار »الوافد الجديد« يستهدفون في الواقع حزب الاستقلال، مبرزاً أن الممارسات التي كان يقوم بها وزير الداخلية مع أم الوزارات أصبحت تصرف حاليا عبر حزب سياسي يسعى إلى إدخال المغرب في مشاكل هو في غنى عنها. مؤكدا أن الحركة النقابية قادرة على التصدي لهذا التوجه وإحباط مراميه. وذكر بالإضراب العام ل 14 دجنبر 1990 وبالمواقف النضالية المشرفة للحركة النقابية موضحا أن هذه الأخيرة هي التي انقذت المغرب ومؤسساته من المؤتمرات التي كان يحبكها خصوم الطبقة الشغيلة والشعب المغربي. وأشار إلى أن الاتحاد يستعد لإحياء ذكرى هذا الحدث التاريخي تحت شعار »لكي لا تتكرر الأحداث « ومواصلة النضال من أجل قطع الطريق على الذين يلعبون بالنار ويريدون عرقلة مسلسل الاصلاحات الهيكلية والأوراش الكبرى التي انخرطت فيها بلادنا...