احتضنت مراكش الأحد الماضي أشغال المؤتمر الإقليمي والجهوي للاتحاد العام للشغالين لجهة مراكش برئاسة الكاتب العام الأخ الأستاذ حميد شباط وتحت شعار: كفاح مستمر من أجل صيانة الوحدة الترابية. وتميز اللقاء بحضور وازن لفعاليات حزبية ونقابية في مقدمتهم عضو اللجنة التنفيذية للحزب الأخ عبدالقادر الكيحل وأمين المكتب التنفيذي للاتحاد الأخ محمد لعبيد ومن المكتب التنفيذي الإخوة محمد كافي الشراط ولطيفة الجدلي وعبدالعزيز العزابي ومحمد اسحيمد. كما عرف اللقاء حضورا مكثفا وحاشدا لممثلي وأعضاء كل المكاتب القطاعية المحلية والإقليمية للاتحاد العام بجهة مراكش تانسيفت الحوز وأيضا مستشارات في جماعة فاس. افتتحت أشغال هذا اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم تلتها كلمة الكاتب الاقليمي للاتحاد بمراكش الأخ عبدالرحمان العرابي رحب في بدايتها بالكاتب العام للاتحاد وأعضاء المكتب التنفيذي ومختلف الحاضرين معتبرا هذا الحضور الوازن والكبير قيمة مضافة لأشغال المؤتمر الاقليمي والجهوي ودعما لمداولاته ونقاشاته للقضايا الراهنة. وقال بأن الاتحاد العام للشغالين يستمد قوته ونجاعته من تماسك بنياته، ومن حكامة تدبير مؤسساته المتميزة بالإبداع وبعد النظر الذي يعطي للعمل النقابي خصوصية النقابة المواطنة الحاملة لرؤى تنموية مندمجة تعمل على تحصين المكتسبات وترسيخ قيم دولة الحق والعدالة الاجتماعية والحكامة المتشبعة بالنزاهة والشفافية. وطالب الأخ عبدالرحمان العرابي بإخراج نتائج الحوار الاجتماعي التي تنتظرها الشغيلة على أساس أن تكون نتائجه ملموسة تتحرر من خلالها الأجور من جمودها، وتقاوم شبح ضعف القدرة الشرائية وكذا الضغط النفسي وكل الضغوطات التي تهدد مندوبي الشغيلة. ودعا في هذا الإطار إلى إلغاء الفصل 288 من القانون الجنائي الذي هدد كل المناضلين النقابيين بالعقوبة الحبسية والتضييق عليهم، وأيضا بالعمل على تسريع وتيرة التوقيع على الاتفاقية الدولية 87 الخاصة بالحريات النقابية. وأشار إلى أن المغرب، وبحكم خصوصياته وتطلعاته التنموية، يجتاز الآن مرحلة جد دقيقة وحساسة تستدعي اليقظة والحذر وبخاصة فيما يتعلق بالوحدة الترابية حيث بروز حساسيات تريد التواجد بالصحراء المغربية على حساب الوحدة الترابية. في مستهل كلمته التوجيهية عبر الأخ حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين عن سعادته لتواجده في مدينة مراكش المناضلة والمجاهدة معبرا عن افتخاره بهذه الجهة وما حققته من نتائج جد إيجابية في مختلف الاستحقاقات الأخيرة، وأيضا لعملها الجاد لحل مشاكل الطبقة العاملة من طرف الكاتب الإقليمي المتميز بكفاحه ونضاله ونظافته. نقلة نوعية ومنهجية جديدة وقال بأن مسيرة الاتحاد العام للشغالين أضحت استثنائية فيما يتعلق بالحركة النقابية باعتبار ذلك امتدادا للمؤتمر التاسع المنعقد في أواخر مارس ومستهل فبراير سنة 2009، وما تحقق من إنجازات في الفترة الموالية سواء على مستوى الاستحقاقات الأخيرة أو على مستوى العمل التنظيمي حيث أصبح الاتحاد العام للشغالين نقابة مؤسسة بامتياز، والسباقة إلى اعتماد نظام الجهوية الموسعة. وأوضح، بهذا الخصوص، بأن الدافع لذلك الوعي بأهمية المشاكل التي يتعرض لها النقابيون والمنخرطون في مختلف الولايات والأقاليم في وقت لم يعد فيه أي دور هام وحاسم للجان الصلح. وضعية مريحة وتوازن مالي وقال بأن الاتحاد العام للشغالين أصبح له توازن مالي وبعد معاناة من أزمات مالية وظروف صعبة مر بها حيث أضحى الآن يتوفر على مقر مركزي بالعاصمة الادارية الرباط تم اقتناؤه بحوالي مليار و 300 مليون سنتيم. وهنأ بالمناسبة منخرطي الاتحاد بما قدموه من دعم مادي، كيفما كان نوعه وحجمه، مشيرا إلى قوة هذه النقابة في تضامن منخرطيها، وأشار في ذات السياق إلى خلق جمعية للشؤون الاجتماعية على المستوى الوطني وبعد تخصيص نسبة واجب الانخراطات، تصور واضح للحوار الاجتماعي وأشار الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين الأخ حميد شباط إلى إعداد كتيب يتضمن تصور الاتحاد للحوار الاجتماعي موضحا بأن الحديث عن هذا الموضوع يعني الحديث عن طبيعة التحالفات النقابية والتي انطلقت أولى خطواتها بعد استحقاقات 2 أكتوبر 2009. وقال بأن الاتصال كان مع الكنفدرالية الديمقراطية للشغل أخذا بعين الاعتبار التاريخ المشترك والتنسيق مع هذا التنظيم النقابي، حيث كان الإضراب التاريخي لرابع عشر من شهر دجنبر من سنة 1990 حيث شاهد على هذا التنسيق. وانطلاقا من اعتبار العمل المشترك هو السبيل الوحيد للحفاظ على المكتسبات يوضح الأخ حميد شباط كان العمل على بعث رسالة إلى المركزية النقابية للكنفدرالية ثم برسالة ثانية لمختلف المركزيات النقابية الأخرى والتي كانت مقبلة على الإضراب بتاريخ 3 مارس 2010 حيث الاقتراح عليها تأجيل هذا الإضراب بالنظر لما لهذا التاريخ من رمزية في تاريخ الشعب المغربي، مؤكدا إبداء الاستعداد للدخول في عملية تنسيق معها مشروطة بالاتفاق والتنسيق بخصوص ملف مطلبي مشترك. وأوضح، في هذا الإطار، بأن إرادة الأستاذ عباس الفاسي الوزير الأول والأمين العام لحزب الاستقلال هي إرادة قوية لإنجاح الحوار الاجتماعي مشيرا إلى أن هذا الحوار هو جزء لا يتجزأ، إلا أنه يضيف يسجل كلما كان النزول في الهرم الاداري مفهوما آخر له. وقال بأن الحوار الاجتماعي في نظر الاتحاد العام للشغالين ينبغي ألا يكون موسميا أو لقاء سنويا مع الوزير الأول بل حوارا يوميا بين مختلف القطاعات سواء منها العام أو الخاص أو شبه العام مؤكدا أنه لإنجاز حوار اجتماعي هادف لابد من اجتماع للمركزيات النقابية لتهييء جدول أعمال ومنهجية للحوار. وأوضح بهذا الخصوص بأن الاختلاف في الجزئيات هو أمر مستحب، لكن للأسف يضيف هناك اختلاف في الجوهر والضرورة تفرض وجود قانون للنقابات المهنية. وأوضح، بهذا الصدد، بأن الحكومة جاءت بمشروع يعتبره الاتحاد العام للشغالين مشروعا متطورا ومتوازنا مشيرا إلى أن مركزيات نقابية ترفضه وهذا موطن الخلاف الذي عطل الحوار الاجتماعي. إفراغ الإضراب من مفهومه ومعناه الحقيقي وتحدث عن معنى الإضراب باعتباره فيما مضى، وأيام صولة وقوة الحركة النقابية، له قدسيته وقوته وفاعليته ولا يستعمل كثيرا على خلاف لما هو عليه الآن حيث يلاحظ أنه يعمل على تشتيت الحركة النقابية لدرجة أن الاضراب أضحى اليوم عبارة عن عطلة للجميع ولا يسمح الخروج باستنتاج حقيقي لواقع الحال. وقال بأن هذا الوضع دفع بالعديد من العائلات المغربية أن تقصد التعليم الخصوصي والمصحات الخاصة مؤكدا أن مخلفات كل ذلك يهدد الطبقات المتوسطة والفقيرة، ويهدد مستقبلها في التعليم وفي الصحة وحتى في المحاكم وعلى مستوى الجماعات المحلية. وقال بأن الاتحاد العام، كنقابة وطنية لا يشجع هذا الواقع، وكان له رأي بهذا الخصوص يتمثل في إقرار إضراب وطني عام وفي يوم واحد لحل كل المشاكل موضحا بأن هذا القرار كان الاتفاق عليه بالإجماع في المجلس العام والذي حدد تاريخ 14 دجنبر 2010. وأوضح بأن الأحداث الأخيرة التي عرفتها مدينة العيون فرضت تأجيل هذا الإضراب على اعتبار أن نقابة الاتحاد العام هي نقابة مواطنة ووطنية هدفها الاستقرار. وأكد بهذا الخصوص بأن الوضعية التي تعيشها الوحدة الترابية تفرض على كل النقابيين تقوية الجبهة الداخلية للبلاد وفي نفس الوقت الحرص على المطالب. لقاءات الإعداد للحوار الاجتماعي وأشار إلى أن الاتحاد العام عقد عدة لقاءات مع مركزيات الفيدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد الوطني للشغل والاتحاد المغربي للشغل موضحا بأن العمل بدأ لتهيي ملف مطلبي مشترك، وبعد أن وضعت الحكومة مشروع قانون النقابات المهنية لدى الأمانة العامة حيث يتضمن عدة خاصيات تضمن التواجد والحرية النقابية فارق في النظام والسياسة وتحدث الأخ حميد شباط عن الوضع في تونس ونتائج السياسة التي اعتمدتها في عهد ولى والمبنية على سياسة الحزب الوحيد والنقابة الوحيدة والرأي الوحيد مشيرا إلى النهج المعتمد بالجزائر والقائم على القوة العسكرية ومخابراتها التي تقبض الأمور بيد من حديد غير أن الوضع بها غير مستقر. وأكد في هذا الإطار بأن الحل الوحيد لتنمية دول المغرب العربي هو العمل على تحقيق مغرب عربي للشعوب خال من المشاكل. وتحدث عن الفرق القائم بين المغرب والنظامين السالف ذكرهما مشيرا إلى أن المغرب يختلف باعتماده التعددية الحزبية والتعددية النقابية فضلا عن الحرية في التجمع والاعتصام والتعبير عن الرأي بكل وضوح داخل المركزيات النقابية والحزبية وحتى لدى المجتمع المدني. الوافد الجديد خلال تناوله الشق السياسي تحدث الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين عن الاختلاف القائم بين حزب الاستقلال، باعتباره حزب وطني منبثق من الشعب المغربي ورحم الحركة الوطنية، والوافد الجديد الذي بنى سياسته على سياسة الرئيس التونسي المخلوع وعلى السياسة الجزائرية المتجهة في العمق نحو إقرار الحزب الوحيد والنقابة الوحيدة، والامبراطورية الوحيدة مشيرا إلى أن ذلك يهدد استقرار البلاد ويذهب للتراجع عن الديمقراطية. وذكر بالمناسبة بالتاريخ الحافل لحزب الاستقلال في الدفاع والعمل على تحرير الأرض المغربية والوحدة الترابية وعلى الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.. مشيرا إلى أهمية وثيقة 11 يناير ومختلف مواقف الزعيم الراحل علال الفاسي القائل بالاستقلال الكامل للمغرب وكل مناطقه بالصحراء الشرقية والصحراء الغربية وسبتة ومليلية التي سيظل المغرب يطالب بها. وقال بأن حزب الاستقلال ونقابة الاتحاد العام للشغالين أصحاب حق فيما يخص مسألة وحدة الصحراء والوحدة الترابية مشيرا إلى أن نضالهما من أجل ذلك سيستمر عن قناعة وفي توجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائل: المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها. مزيد من الصبر والصمود لتحقيق المكاسب وخلال حديثه عن الوضع النقابي والسياسي طالب من كل نقابيي ومنخرطي الاتحاد العام المزيد من الصمود والصبر لتحقيق المزيد من المكاسب مشيرا إلى أن الحكومة الحالية، التي افرزتها صناديق الاقتراع والمنهجية الديمقراطية، وبالقياس لما تم الحصول عليه من طرف الحكومات السابقة يظهر الفارق الكبير. وقال بأن الحكومة الحالية قدمت خلال 3 سنوات الأخيرة غلافا ماليا بقيمة 19 مليار درهم في مقابل 13 مليار درهم قدمها وزيران أولان خلال 10 سنوات الماضية. خطورة الحزب الاداري الوافد وتطرق للدور الذي كانت تلعبه وتقوم به الأحزاب الادارية موضحا أنها كانت تخلق أساسا لدعم ومساندة عمل الحكومات المتعاقبة. لكن الفرق والاستثناء اليوم يضيف يسجل في عهد هذه الحكومة الوطنية التي يرأسها حزب الاستقلال حيث تشكيل حزب إداري من رحم الإدارة المغربية وفي مكاتب الولاة والعمال والباشوات والقياد، هدفه معاكسة ومعارضة الحكومة. وتساءل، في هذا السياق، لماذا البام في هذا الوقت بالذات وبهذه الصفة والى أين يتجه في وقت أخذ فيها المغرب صورة إيجابية وحصل على وضع متقدم لدى أوربا نظرا لنهجه وتطبيقه للديمقراطية ولحقوق الانسان ومنذ اعتلاء العرش جلالة الملك محمد السادس. كما أن العالم والمحافل الدولية يضيف أيدت مقترح الحكم الذاتي آخذا بعين الاعتبار قوة المغرب التي أضحت بداخل أندية الديمقراطية. وقال بأن هذا الوافد الجديد لما جاء أفسد العملية الديمقراطية من خلال تجميع نقابات مستقلة صغيرة ضغطت بقوة لتنظيم اضرابات متتالية لالشيء إلا لكون الحكومة يترأسها حزب وطني هو حزب الاستقلال. وأوضح بأنه لايمكن التلاعب بالمصالح العليا لهذا الوطن من أجل ربح سياسوي ضعيف جدا مؤكدا أن التراجع في مجال الديمقراطية يعد أمرا مرفوضا. وقال بأنه لايمكن لأي جهة أن تأتي وتنشأ امبراطورية أخرى غير الامبراطورية الشريفة ملفتا النظر للصورة السائدة والملحوظة اليوم، والتي تغضب الله عز وجل، حيث أصبح الناس يروا «التراكتور» ويتم الانحناء والركوع له. وأكد بأن الوافد الجديد يعد فيروسا أصاب كل المغاربة يهدد استقرار البلاد مشيرا، في هذا الصدد، الى أنه يتجه الى فرض الحماية على المراكشيين من خلال الإساءة الى المؤسسة الملكية التي عليها إجماع، وقوله بأنه حزب الملك. واستغرب، في ذات السياق من طبيعة التحالفات المنجزة اليوم في مراكش بين الأصالة والمعاصرة ومن اعتبرهم بالأمس بالمفسدين وغير الصالحين لتدبير شؤون المدينة وهو جاء لتنظيف وانقاذ مراكش منهم مشيرا الى أن هذه صورة واضحة لواقع خطير. وأضاف قائلا: «ليس هناك نفاق في السياسة، وليست هناك مصلحة انتخابوية، وهنا تكمن قوة حزب الاستقلال كحزب وطني لم يخلق من أجل الانتخابات أو من أجل أن يكون في الحكومة أو في البرلمان، بل هو من أجل إسعاد هذا الشعب وخدمة الوطن، وهو متواجد في الحكومة من أجل خدمة برنامج صاحب الجلالة. وإذا كان تواجدنا في الحكومة يقلق الشعب المغربي، ولايمضي في التوجه الملكي فنحن مستعدون لتقديم استقالتنا من الحكومة..». رص الصفوف واتخاد كامل الحذر ودعا الأطر النقابية وباقي الشغيلة للبقاء موحدين متراصي الصفوف، واتخاذ كامل الحذر من القادم الجديد وهذا الفيروس الذي يمكن أن يدخل ويتسلل الى صفوف الاتحاد مشيرا إلى أن هذا الوافد الجديد جاء من أجل التشتيت والتفرقة التي هي ليست في مصلحة البلاد. وقال بأن المغرب هو قوي بأحزاب ونقابات قوية، وبشعب ملتف حول المقدسات. وحث الجميع، في كلمته، على البقاء متضامنين ومتماسكين للحفاظ على المكتسبات وتحقيق المطالب وفي إطار نقابة الاتحاد العام التي عرفت تطورا ملحوظا وملموسا، وأكدت مصداقيتها وقوتها المستمدة من قوة حزب الاستقلال الذي حاول «التراكتور» اعتمادا على عدة وسائل تشتيته لكنه لم يفلح في ذلك لأن حزب الاستقلال متكامل بمختلف هيئاته وتنظيماته. وقال بأن الاتحاد العام للشغالين قام منذ اليوم الأول بالتحذير من هذا الوافد الجديد باعتباره فيروسا هدد الديمقراطية وله خطره على استقرار البلاد مشيرا في هذا الصدد الى تورطه في أحداث وعملية إحراق العيون حيث كانت إرادته كسر قوة حزب الاستقلال. وفيما يخص ملف الوحدة الترابية دعا الأخ حميد شباط الى ضرورة وضع استراتيجية واضحة تفسح المجال أمام الجميع لاتخاذ المبادرات وتدبير هذا الملف من منظور الواجب الوطني. الشق الثاني من أشغال المؤتمر الاقليمي والجهوي لجهة مراكش تانسيفت الحوز انكب خلاله المؤتمرون من ممثلي المكاتب القطاعية المحلية والاقليمية للاتحاد على انتخاب أعضاء المكتبين الاقليمي والجهوي.