تعتبر ثانوية القدس بالشماعية، وجهة وقبلة لتلاميذ مجموعة من المؤسسات الإعدادية على طول وعرض منطقة أحمر، التي تشكل نسبة مهمة من إقليمآسفي.غير أن الثانوية الوحيدة بالشماعية، تعيش مشاكل متعددة، ولم تنفع الوصفات العلاجية التي استعملتها النيابة الإقليمية، في إصلاح الوضع الذي يزداد سوء موسما بعد آخر. واعتقد العديد من المواطنين، أن تكليف أستاذ (رغم أنه لم يسبق له أن مارس العمل الإداري بالمرة) على رأس الطاقم الإداري للمؤسسة، سيساعد على حل العديد من هذه المشاكل، غير أن كل تلك الآمال والأحلام سرعان ما أُجهضت، بعدما تبين أن المدير الجديد، الذي يعشق وضع الشاشية تيمنا (بتشي غيفارا) أزال عباءة النضال، وركب قطار الانتهازية، وأزاح القطار عن السكة. ودون الرجوع إلى فضائح الموسم الدراسي الماضي، والتي يستحق عليها مدير الثانوية، جائزة خاصة، يتشرف النائب الإقليمي الذي يعتبر مخرج هذه المسرحية بتسليمها للسيد المدير سكر زيادة، سنكتفي بالعديد من التجاوزات التي عرفها الموسم الدراسي الحالي.فتحمل المدير المسؤولية لهذا الموسم ، يأتي رغبة منه في توفير مبلغ الكراء واستهلاك الماء والكهرباء، وتوظيف ذلك في إتمام بناء منزله بمدينة آسفي، وهروبا من ما قد يتعرض له من تهميش قاتل من طرف أساتذة وإداريي ثانوية الإدريسي بآسفي، والذين لقنوه درسا في معنى النضال والتملق والانتهازية والركوب على المبادئ، بما في ذلك محسوبون على النقابة التي ينتمي إليها، وأقصد الكنفدرالية الديمقراطية للشغل.بعد مجيء المدير، خلال هذا الموسم، دشن حربه الضروس بطرد أزيد من 50 تلميذا وتلميذة، بدعوى استنفاذ سنوات الدراسة، دون أن يشفع لبعضهم حسن سلوكهم ومواظبتهم في منحهم فرصة متابعة دراستهم، ليقدم بذلك المدير، معنى لشعار ضمان حق أبناء الشعب في الدراسة، وكذا حملاته الجوفاء الموجهة ضد الحكومة وأجهزة الدولة بدعوى تشريد أبناء الشعب، وحرمانهم من حق التمدرس. (ماذا نعتبر هذا الطرد؟... ولله في خلقه شؤون؟؟؟!!!).بعد ذلك، قام بطرد كل المخالفين والرافضين التحملق حوله وحول حاشيته على الموائد المعلومة في الليالي التي تضيئها الشموع، فكان جزاء عبد المنعيم الحطاب، (الطرد) إلى إعدادية 30 يوليوز، دون أي مبرر قانوني في وقت تعاني المؤسسة من الخصاص.ولكون جلسات هزيع الليل، لها تأثير خصاص، وتثير الشفقة والتضامن بين مؤنسي وحدتهم بقارورات ماء معدني خاص جدا، فقد قرر سعادة المدير السوبرمان، منح منصب حارس عام من درجة مفترس (عفوا ، فارس) لأستاذ لمادة اللغة الفرنسية، في وقت تعاني المؤسسة من خصاص خطير في مادة اللغة الفرنسية.هكذا يتأكد المرء أن ليس المسؤولين بأجهزة الدولة من يمارسون الانتهازية، وإنما أشباه مناضلين هم الآخرون يمارسون الانتهازية المفضوحة، ويساومون في كل شيء، ومستعدون لبيع كل شيء، ولو كانت ضمائرهم أو أشياء أخرى يخجل المرء من ذكرها.وللتأكيد أكثر، على أنه يود تعويص سنوات الحرمان، ويعشق السلطة أكثر من أي مخزني أو (دوزيام حلوف) ، فإنه عمد إلى توسيع مكتبه بإدارة المؤسسة، خارقا بذلك القانون، الذي يفترض ترخيص موقع من طرف وزير التربية الوطنية.بالأمس أعاب نفس المدير، بعدما كان يدعي أنه مناضلا (قبل انكشاف حقيقته وخسته ووضاعته)، على الحاج الويسكي، لجوئه إلى توسيع مكاتب البلدية، على حساب ما تحتاجه المدينة من إصلاحات هيكلية، ليقوم هو الآخر بنفس الفعل، دون حشمة أو حياء، وبذلك يكون الويسكي محقا، حينما قال ذات مرة (هذاك اللي بارك تيغوت، كون أعطيناه مسؤولية مدرسة، كون باع حتى السبورات و الطوابل...)هذا غيض من فيض، وصورة من صور انتهازيون، يستحق أبناء الشعب أن يدرسوهم في الثانويات والجامعات كي لا يخرجوا نسخا طبق الأصل لهم. أما الحديث عن الفضيحة الجنسية للسوبرمان مع تلميذة بالثانوية خلال الموسم الماضي، واقتسامه الفراش معها، فيمكن تخليدها في كتاب "مناضل انتهازي يعشق الخلفية العريضة". بقلم هشام ر عن الزميلة الحمرية