يسعى مهرجان أصيلا الثقافي في دورته الحالية التي انطلقت يوم الأحد تحت شعار التوحيد لرأب الصدع وإحلال التفاهم بدل مفهوم "صراع الحضارات" . وهذه السنة يُنظم الحدث الذي انطلق أول مرة قبل 30 عاما تحت شعار "تحالف الحضارات".قال الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلا، محمد بنعيسى، إن مهرجان أصيلا المغربي هو بمثابة فضاء حر للحوار بين الحضارات والثقافات.انطلقت الدورة الثلاثون لمهرجان أصيلا الثقافي يوم الأحد 3 غشت بمشاركة مشاهر الشخصيات من عالم السياسة والديبلوماسية والثقافة والفنون. وفي خلال الثلاثة عقود الأخيرة ساهم الحدث في تعزيز روابط الحوار الثقافي والتبادل والتضامن واحتفى بقيم السلام والتسامح. وينعقد المهرجان في دورته الحالية ما بين 3 و6 غشت تحت شعار "تحالف الحضارات". في كلمته التي وجّهها للمهرجان خلال الافتتاح، وجه الملك محمد السادس الدعوة إلى مؤسسة منتدى أصيلا "للعمل على إقامة دراسة معمقة حول الحضارات العربية والإفريقية والإيببرية وأمريكا اللاتينية والتوصل إلى تقييم شامل حول أوجه الاختلاف التي تقوضها". وقال العاهل إن هذه الدراسات ستقدم "منطلقا من أجل ...إبراز مؤسسة من شأنها تشجيع التحالف بين الحضارات عبر الدراسات المقارنة المعمقة". وأجمع الخُطباء على التأكيد مواءمة الشعار المختار للدورة وشددوا على أهمية "تحالف الحضارات" تلك المبادرة التي أطلقتها الأممالمتحدة عام 2004 لتعزيز الحوار بين الثقافات وتشجيع التفاعل الإيجابي الأمثل بين الحضارات والشعوب. ووصفوا الشباب بكونه، المهندس الحقيقي" لهذا التحالف ودعوا إلى برامج التبادل الجامعي والشبكات الدولية لتبادل الطلاب. وقال مستشار الملك أندري أزولاي إنه "في المغرب تحالف الحضارات ليس بالأمر الجديد. فهذا مفهوم متجدر في ذاكرتنا وتاريخنا وتقاليدنا. إن تقدمنا الوطني وقيمنا تعكسان قدرة المغرب على تفضيل التوحيد بدل الانشقاق والتآزر بدل الإقصاء والتحالفات بدل الصدامات". في غضون ذلك شدد رئيس الوزراء الإسباني خوسي لويس رودريغيس زاباتيرو على أهمية مبادرة الأممالمتحدة لتحالف الحضارات في سد الفجوة بين الثقافات والمعتقدات. وقال في كلمة مكتوبة قدمها وزير خارجيته ميغال أنجيل موراتينوس إن "هذه الانشقاقات ذات دوافع سياسية ولا علاقة لها بأي إمكانية للتعايش على عكس مزاعم الذين يدعمون صدام الحضارات".