أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد بوسعيد , اليوم الخميس , بالدار البيضاء أن حماية البيئة وتحقيق التنمية السياحية المستدامة, يشكلان خيارا استراتيجيا بالنسبة للمغرب.وقال بوسعيد خلال افتتاح اليوم الوطني للسياحة والبيئة الذي نظمته وزارة السياحة والصناعة التقليدية والفدرالية الوطنية للصناعة الفندقية تحت شعار "من أجل سياحة مستدامة ومسؤولة بيئيا", إن حماية البيئة من الأخطار التي تتهددها هو رهان وطني ودولي في آن واحد, وبات من التحديات الكبرى التي يتعين رفعها خاصة فيما يتعلق بالتغيرات المناخية. وشدد أن التدهور البيئي على الصعيد الوطني له ثمن مكلف ومن شأنه أن يساهم في إفقار أجيال المستقبل, معتبرا أنه بالرغم من أن تأثير الصناعة السياحية على البيئة يبقى محدودا مقارنة مع باقي الصناعات إلا أنه من الضروري أخذه في الاعتبار.وألح في هذا السياق على أهمية بذل مزيد من الجهد من أجل سياحة نظيفة, والمساهمة في الحفاظ على الطبيعة التي تشكل "رأسمال السياحة", والتي باتت معرضة لمخاطر التدهور البيئي مما سيسهم في تقليص تدفق السياح على المغرب.وأشار الوزير إلى أن اليوم الوطني الأول للسياحة والبيئة يشكل فرصة لإبراز مدى التزام قطاع السياحة بمبدأ حماية البيئة وتقديم نتائج الدراسة الاقتصادية والبيئية الخاصة بقطاع السياحة.وأضاف أن هذا اليوم يشكل أيضا مناسبة للتفكير في الوسائل الكفيلة بتحسين مستوى حماية البيئة وتعزيز السياحة المستدامة على ضوء عمل اللجنة الوطنية للسياحة التي أحدثت في2006 , مؤكدا بهذا الخصوص أن تنظيم اليوم الوطني للسياحة والبيئة بمشاركة ممثلين عن القطاعين العام والخاص, يعزز الشراكة بين المؤسسات التابعة للطرفين.ومن جانبه, أبرز سفير سويسرا بالرباط السيد كريستيان دينون الذي تولت بلاده مهمة إنجاز الدراسة الاقتصادية والبيئية عبر مؤسسة (إيكوزيس) المتخصصة, الجهود التي تبذلها مختلف المؤسسات المعنية بقطاعي السياحة والبيئة ومختلف القطاعات الاجتماعية في المغرب من أجل تحقيق سياحة مستدامة ومسؤولة بيئيا.وأشاد في هذا الإطار بالتعاون المغربي-السويسري والذي شمل مختلف المجالات وخاصة مجال حماية البيئة.وشدد على أهمية الاستثمار في مجال حماية البيئة لضمان الموازنة , مستقبلا , بين المصالح الاقتصادية وحماية البيئة ومن أجل أن يحافظ المغرب على موقعه كوجهة لاستقطاب مزيد من السياح.ومن جهته أكد رئيس الفدرالية الوطنية للصناعة الفندقية علي غنام التزام الفدرالية بالمساهمة في حماية البيئة عبر قيامهما بعدد من الخطوات في هذا المجال ومنها التحسيس بأهمية التدبير العقلاني للمخلفات واللجوء إلى استعمال الطاقات المتجددة والاقتصاد في استعمال الماء.وأضاف أن الفدرالية تعمل أيضا على تعزيز ثقافة السياحة المستدامة ومكافأة المؤسسات الملتزمة بحسن التدبير اليومي, مبرزا في الوقت نفسه أهمية وغنى برنامج هذا اللقاء, ومشيدا بالشراكة القائمة بين مؤسسات القطاع العام ونظيرتها بالقطاع الخاص المعنية بالقطاع السياحي.وتضمن برنامج اللقاء علاوة على تقديم رئيس مجموعة (إيكوزيس) دافيد ماراضان لنتائج الدراسة الاقتصادية والبيئية الخاصة بقطاع السياحة, ورشات حول "ترشيد استغلال الموارد" و"التدبير البيئي وتدابير المواكبة", إضافة إلى تقديم عدد من العروض وشهادات لمجموعة من المهنيين والخبراء.