افتتحت اليوم الثلاثاء بالرباط الدورة الخامسة للمنتدى-المعرض للبيئة والتنمية المستدامة (إيكوريسمو) الذي تنظمه وزارة السياحة والصناعة التقليدية على مدى يومين. ويهدف هذا المعرض-المنتدى إلى تقديم حلول عملية وملموسة لمهنيي قطاع الفندقة والمطعمة حول الإشكاليات المرتبطة بقضايا التنمية المستدامة بما في ذلك المحافظة على البيئة. ويشكل هذا اللقاء فضاء لربط الاتصال بين مهنيي قطاع الفندقة والسياحة، ومقدمي الحلول البيئية، وفرصة للتواصل وتبادل التجارب الناجحة في مجال البيئة والتنمية المستدامة للسياحة، وذلك في إطار أوراش وندوات تتطرق لإشكالية التهيئة والتدبير المستدامين للمواقع والمؤسسات السياحية. وينعقد هذا المعرض-المنتدى بمساهمة العديد من الشركاء المؤسساتيين والخواص، من بينهم الفيدرالية الوطنية للسياحة ،ومؤسسة محمد السادس للمحافظة على البيئة، ووكالة تنمية الطاقات المتجددة والفعالية الطاقية، والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ومؤسسة (أليونس) للتنمية المستدامة ،ومؤسسة القرض الفلاحي. ويناقش المشاركون في هذا اللقاء مواضيع تتعلق على الخصوص بالتدبير المستدام والمسؤول للمواقع السياحية، والنجاعة والفعالية الطاقية في قطاع السياحة، وتثمين ومعالجة النفايات. وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد ياسر الزناكي وزير السياحة والصناعة التقليدية، أن المغرب اختار الانخراط في دينامية للتنمية المستدامة لقطاع السياحة،مشيرا إلى الاستراتيجات القطاعية الطموحة على المدى المتوسط. وأبرز السيد الزناكي أن هذا المنتدى واللقاءات والأوراش التي تتخلله تهدف إلى إبراز انخراط قطاع السياحة من أجل تنمية مستدامة، وطرح الإشكالات والأوراش التي يمكن فتحها بغية تعزيز موقع وجهة المغرب على مستوى الديمومة. وقال "إن الأمر يتعلق باستثمار مكتسبات رؤية 2010 التي مكنت من وضع أسس تنمية مستدامة، وكذا إقامة هذا المحور كموضوع أساسي لرؤية 2020 التي نعمل على إعدادها حاليا". من جهتها، أبرزت السيدة أمينة بنخضرة، وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، أن هذا اللقاء يأتي في إطار الدينامية الشاملة التي يعرفها المغرب والأوراش الإصلاحية والبرامج الكبرى التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرامية إلى حماية البيئة والحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي وضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والمندمجة. وأشارت السيدة بنخضرة إلى أن السياسة الحكومية في مجال البيئة تتمحور حول العديد من البرامج وعلى الخصوص البرنامج الوطني للصرف الصحي، والبرنامج الوطني لتدبير النفايات المنزلية والمشابهة، وبرنامج محاربة التلوث الصناعي، وبرنامج تهيئة الفضاءات الترفيهية في الغابات. وأضافت أن مجهودات كبيرة تبذل لمواكبة هذه البرامج من أجل تعزيز الإطار التشريعي والتنظيمي، وإقامة مراصد جهوية للبيئة وآليات مبتكرة للتمويل، وعلى الخصوص من خلال وسائل التنمية النظيفة. من جانبها، أبرزت السيدة مريم بن صالح شقرون ، مندوبة يوم الأرض ، أن الدور الأساسي للأيام التي يحتفل فيها بيوم الأرض تعتبر نقطة انطلاق لترسيخ الاهتمام بالبيئة. وأكدت السيد بن صالح على "أهمية إدماج تربية الأطفال والصحة الثقافية في المقاربة البيئية، بغية الاحتفال بيوم الأرض بشكل يومي من خلال أعمال وتدابير بسيطة". أما السيد حسن العمراني والي جهة الرباط-سلا-زمور-زعير، فأشار إلى أن الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة يعتبر بمثابة التزام جديد ترغب الجهة من خلاله أن تكون مدينة الرباط في المستوى المطلوب . وأبرز السيد العمراني أن مدينة الرباط تعتبر عاصمة ثقافية كبرى بجامعاتها ومتاحفها والأنشطة الثقافية التي تنظم بها ومنها مهرجاناتها المتعددة، مؤكدا أن المدينة اختارت الانخراط في رؤية تنموية تتضمن انتشار المساحات الخضراء بها . من جهته، أبرز السيد عثمان الشريف العلمي ،رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة، مختلف الأنشطة التي ستقام بالمناسبة من أجل تحسيس السكان والفاعلين والمسؤولين السياسيين وزيادة الوعي بأهمية البيئة. ودعا بالمناسبة إلى إحداث مرصد وطني للسياحة يهدف لضمان احترام البيئة ومراقبة وإصدار حصيلة سنوية للوضع البيئي في مختلف المناطق السياحية. وقد تم خلال حفل افتتاح هذه التظاهرة، توزيع "جوائز المغرب للسياحة المسؤولة" على مجموعة من مهنيي السياحة ، من منظمي ووكالات الأسفار، ومؤسسات الإيواء، والناقلين السياحيين والمرشدين، والجمعيات، والمنظمات الغير الحكومية وآخرين، مغاربة وأجانب، ينجزون مشاريع مرتبطة بتنمية قطاع السياحة والحفاظ على البيئة بالمغرب. ومنحت هذه الجوائز لخمس مشاريع منخرطة في مجال السياحة المسؤولة في أصناف "القيم"، و"التقاليد والثقافة"، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئة"، حيث منحت الجائزة الأولى ل`"متحف الواحات-دار الضيافة الخربات"، بينما منحت الجائزة الثانية لبرنامج "واحات الجنوب"، والثالثة لكل من "نادي روبنسون أكادير"، ومجموعة " تقدم ومواطنة ".