بلغ عدد السياح الوافدين على المغرب 7.4 مليون سائح، خلال سنة2007، وذلك بزيادة 13 في المائة مقارنة مع سنة 2006، وهو ما أدى إلى ارتفاع المداخيل السياحية إلى 59 مليار درهم أي بزيادة بلغت 12 في المائة مقارنة مع سنة 2006. كما أن عدد الليالي السياحية عرف ارتفاعا قدره 3 في المائة، حيث تم تسجيل 17 مليون ليلة سياحية بالفنادق المصنفة. وقال وزير السياحة والصناعة التقليدية، خلال ندوة صحافية عقدها أول أمس الثلاثاء بالرباط خصصت لعرض حصيلة النشاط السياحي خلال السنة الماضية، إن السياح الفرنسيين ما زالوا في مقدمة السياح الوافدين على المغرب بما مجموعه 2.85 مليون مسافر (زائد 9 في المائة)، يليهم السياح الإسبان الذين بلغوا 1.6 مليون سائح (زائد 14 في المائة)، ثم البلجيكيون ب431 ألف سائح (زائد11 في المائة) والبريطانيون ب419 ألفا (زائد 29 في المائة) والإيطاليون ب370 ألفا (زائد 12 في المائة) والهولنديون ب361 ألفا (زائد 16 في المائة) والألمان ب296 ألفا (زائد 14 في المائة). وقد استفادت غالبية الوجهات السياحية بالمملكة، بدرجات متفاوتة، من ارتفاع عدد المبيتات السياحية، باستثناء ورزازات (ناقص3 في المائة) وأكادير التي تشهد استقرارا في عدد المبيتات السياحية. أما باقي المدن، فقد عرفت بدورها ارتفاعا في عدد المبيتات، فالدارالبيضاء عرف زيادة بلغت 9 في المائة، فاس 8 في المائة، الرباط 5 في المائة، مراكش 5 في المائة، وطنجة 3 في المائة. وعن سبب عقد هذه الندوة الصحفية في هذا التوقيت بالذات، أوضح محمد بوسعيد أنها تتزامن مع 100 يوم من تنصيب الحكومة وهي فرصة لتمتين وتثمين العلاقة مع الصحافة للإخبار وإعطاء المعلومة حول المكتسبات التي تم تحقيقها في إطار رؤية 2010 وكذا عرض الحصيلة السياحية الفارطة وتقديم الأرقام والمؤشرات الدالة على وضعية القطاع. وأكد بوسعيد على أن قطاع السياحة أصبح أكبر بوابة للاستثمار والتشغيل ببلادنا وقاطرة للنمو الاقتصادي، إذ يمثل حاليا 8 في المائة من الناتج الوطني الخام بصفة مباشرة و12 في المائة بصفة مباشرة وغير مباشرة. وأضاف بوسعيد أن كل غرفة فندقية جديدة تمكن من خلق منصب شغل مباشر قار و4 مناصب أخرى غير مباشرة، وبالتالي فالسياحة، حسب بوسعيد، أصبحت تمثل أكبر صناعة وطنية. وأكد وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد بوسعيد على أنه لا يجب أن نرى في السياحة «عداء من الخارج» فهي تلاقح حضاري هام لا يجب أن نلصق بها المعاملات المشينة لبعض السياح والذين يشكلون أقلية. وأعلن وزير السياحة والصناعة التقليدية أنه تم في إطار الإجراءات المبرمجة خلال السنوات الخمس المقبلة تحديد خمس أولويات تتمثل في إنهاء الأوراش المتقدمة من رؤية 2010 ،التكوين، المهن السياحية، والجودة والمحيط السياحي، ورؤية 2020. وبخصوص إنهاء الأوراش المتقدمة من رؤية 2010، أكد بوسعيد أن الهدف من هذا الورش هو مضاعفة ثلاث مرات الطاقة الإيوائية القابلة للتسويق حسب المعايير الدولية، وذلك بهدف تحقيق توازن العرض المغربي عبر توجيهه للمنتوج الأكثر طلبا على الصعيد العالمي وهو المنتوج الشاطئي. وأضاف أنه تم في إطار «امتداد المخطط الأزرق» تحديد مناطق سياحية جديدة سيتم تفويتها إلى فاعلين في القطاع عن طريق الإعلان عن طلب عروض، موضحا أن قطاع السياحة يعتزم كذلك مواكبة وفتح محطات شاطئية جديدة «كارلا إيريس» و«الداخلة». أما بخصوص برنامج «مدائن»، فتضمن برنامج عمل 2008 -2012 توقيع وانطلاقة برامج التنمية الجهوية السياحية لكل من طنجة، وتطوان- تامودا باي، وورزازات- زاكورة، والرباط، ومكناس. وفي ما يتعلق ببرنامج «بلادي»، أبرز محمد بوسعيد أنه من المنتظر افتتاح المحطات الأولى لهذا البرنامج بطنجة- تطوان، الرباط- سلا- الغرب، الدارالبيضاء الكبرى، والشرق، ومراكش. أما في ما يخص التكوين، قال الوزير إن العمل على مطابقة التكوين لحاجيات القطاع يعد من أولويات برنامج العمل 2008 - 2012 بهدف تكوين 50 ألف خريج في أفق سنة 2012، موضحا أنه تمت سنة 2007 مضاعفة عدد الخريجين ثلاث مرات بالمقارنة مع سنة2001. وبخصوص الجودة والمحيط السياحي، أكد بوسعيد على ضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات من أجل حماية البيئة، واحترام القيم والتقاليد والحفاظ على الموروث الثقافي. وفي هذا الصدد قال الوزير إن للسياحة أثرا بيئيا ويجب التقليل من هذا الأثر للمحافظة على الطبيعة، مضيفا أن أكبر تلوث يعرفه المغرب هو تلوث البطالة. ويتمثل برنامج عمل الوزارة للحفاظ على البيئة إنعاش برنامج «المفتاح الأخضر»، إعطاء جوائز ووضع علامة الجودة للسياحة المسؤولة، إضافة إلى تحسيس الفاعلين بأهمية اقتصاد الماء والطاقة. أما الأولوية الخامسة والمتمثلة في «رؤية 2020»، فستبنى على إعداد رؤية استباقية لإستراتيجية قطاع السياحة في أفق سنة 2020 لتنمية القطاع خلال العشرية 2010 - 2020 من خلال وضع مخطط تهيئة جهوي وبرامج عمل وطنية وجهوية.