عرف المعرض العالمي للسياحة بالعاصمة الألمانية برلين، الذي اختتم أمس الأحد، تنظيم ندوات لعرض تجارب بعض الدول في مجال مواجهة المشاكل التي تعترض نمو «الصناعة السياحية بالعالم»، حيث اهتم فاعلون من المجموعات الكبرى الخاصة ومسؤولون حكوميون بدول المتوسط، خلال ندوة نظمت في اليوم الثاني من المعرض، بموضوع «السياحة المسؤولة بدول البحر الأبيض المتوسط». وقد اعتبر وزير السياحة المغربي، محمد بوسعيد، في مداخلة خلال هذه الندوة، أن العمل في اتجاه موازنة البحث عن تطوير السياحة لا يجب أن يكون على حساب مجموعة من قيم المحافظة على البيئة والهوية الثقافية والدينية لبلد ما. وأشار إلى أن المغرب وضع ميثاقا حول السياحة المسؤولة، يحدد فيه مجموعة من الخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها، مشددا على أن السياحة المسؤولة بدول البحر الأبيض المتوسط أصبحت هاجسا يؤرق المسؤولين الحكوميين والخواص على السواء، على اعتبار أنه بدون «سياحة مسؤولة» لا يمكن الحديث عن تطوير هذا القطاع الذي يعد حيويا، خصوصا لدول العالم الثالث. وكانت وزارة السياحة أعلنت عن إحداث «لجنة السياحة المسؤولة» التي تهدف إلى «إعطاء رؤية 2010 بعدا نوعيا وإدماجها ضمن منظومة التنمية المستدامة، وكذا الحفاظ على الثقافة والحضارة والتقاليد»، بحيث جاءت في ظل حديث عن انتشار السياحة الجنسية في المغرب والأضرار التي تلحقها بضحاياها بضرورة البلد. وعرض بوسعيد لاستراتيجية المغرب في القطاع السياحي، وذكر بأهداف «رؤية 2010»، حيث أكد أن رهان تحقيق عشرة ملايين سائح أصبح ممكنا مع المعطيات المتوفرة ومع تقوية الموقع التنافسي للمغرب بين دول البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن المغرب استقبل أكثر من سبعة ملايين سائح السنة الماضية. من جانبه، اعتبر «فيليب دو فونتين»، نائب رئيس البنك الأوربي للاستثمار مكلف بمنظمة «فميب» التي تعنى بالعمل على تسهيل آليات الاستثمار بدول البحر الأبيض المتوسط، أن صورة وجهة سياحية معينة بالنسبة إلى السائح الأجنبي أصبحت مرتبطة في الوقت الراهن بمدى احترامها ل«معايير المسؤولية السياحية». وقال إن البيئة والثقافة والدين أسس متينة وخطوط حمراء لا يجب أن تتجاوزها «الصناعة السياحية»، وأضاف قائلا: «دول البحر الأبيض المتوسط ترحب بزوارها بطريقة مختلفة عن باقي دول العالم، لكنها في الوقت ذاته لا تقبل أن يؤثر قطاعها الحيوي على أسسها الأخلاقية والثقافية». ودعا المتحدث نفسه إلى ضرورة تسهيل تنقل الأشخاص والبضائع من دول البحر الأبيض المتوسط غير المنتمية إلى دول الاتحاد الأوربي، واعتبر أن تنمية المنطقة في جميع القطاعات رهينة بفتح الحدود بين دولها. وفي موضوع آخر، أشار «دو فونتين» إلى أن المغرب أصبح ورشا سياحيا مفتوحا يوفر العديد من المؤهلات أمام المستثمرين الخواص من كل الجنسيات، واستعرض عددا من الاستثمارات التي ساهم فيها البنك الأوربي للاستثمار بالمغرب، وأقر بضعف المساهمات الاستثمارية للبنك في القطاع السياحي، مقارنة بالاهتمام بقطاعات أخرى اعتبرها حيوية كالطاقة والنقل والاتصالات والماء والبيئة.. يشار إلى أن المغرب شارك في المعرض العالمي للسياحة المنظم في الفترة الممتدة ما بين الخامس والتاسع من الشهر الجاري برواق تبلغ مساحته 306 أمتار تعرض فيه جهات الدارالبيضاء وفاس ومكناس ومراكش والصويرة منتوجاتها السياحية. وكشفت وثيقة وزعها مسؤولو المكتب الوطني للسياحة على ممثلي وسائل الإعلام، أن المغرب يستهدف جلب 13.5 مليون سائح من السوق الألمانية. والمعرض، الذي يقام على مساحة تقدر ب160 ألف متر مربع، يعرف مشاركة أكثر من مائة ألف من مهنيي القطاع السياحي و80 ألفا من الزوار، وتتم تغطيته من طرف أكثر من ثمانية آلاف صحفي. والمغرب يشارك للمرة الأربعين في هذا المعرض الذي بلغ عدد دوراته إلى حدود اليوم 42 دورة، أي أنه مرت 42 سنة على إقامة هذا المعرض الذي يعد الأضخم عالميا. يذكر أن عدد السياح الوافدين على المغرب بلغ 7.4 ملايين سائح، خلال سنة2007، أي بزيادة13 في المائة مقارنة بسنة 2006، وهو ما أدى إلى ارتفاع المداخيل السياحية، حسب الإحصائيات المؤقتة، إلى 59 مليار درهم (زائد 12في المائة مقارنة بسنة 2006). الزيادة المسجلة في عدد المبيتات الفندقية، على الخصوص، مبيتات غير المقيمين، التي ارتفعت بنسبة3 في المائة لتبلغ حوالي 13.7 مليونا، في حين بلغت مبيتات المقيمين حوالي 3.2 ملايين بارتفاع نسبته 7 في المائة. ويأتي السياح الفرنسيون في مقدمة السياح الوافدين على المغرب بما مجموعه 2.85 مليون مسافر، متبوعين بالسياح الإسبان ب1.6 مليون سائح، ثم البلجيكيين ب431 ألف سائح والبريطانيين ب419 ألفا، والإيطاليين ب370 ألفا، والهولنديين ب361 ألف، والألمان ب296 ألفا زائد 14 في المائة.