لكي لا تشتد أثار الأزمة الاقتصادية العالمية وتنعكس على القطاع السياحي عموما، وفاس خصوصا، تسعى وزارة السياحة إلى تفعيل المخطط الاستعجالي (C.A.P) 2009 ، ذلك ما أكده وزير السياحة محمد السعيدي خلال الاجتماع الذي ترأسه بولاية فاس يوم 23/01/2009، هذا الاجتماع الذي حضره المهنيون السياحيون وترأسه والي فاس، وأضاف قائلا : مما لا شك فيه أن مخطط 2010 والذي يهدف إلى استقطاب 10 ملايين سائح قد حقق قفزة نوعية، رغم أننا لن نصل إلى تحقيقه، نظرا للأزمة العالمية، وللمنافسة القوية الدولية في هذا القطاع، الشيء الذي يلزمنا المحافظة على مكتسباتنا في هذا الميدان، وللمزيد من الإبداع والجودة في كل ما يتعلق بالسياحة من فنادق ومطاعم ودور الضيافة واستقبال، علما بأن صناعتنا التقليدية تتطور باستمرار. وقد أعطى الوزير بعض المؤشرات حول تطور القطاع السياحي بالمغرب، حيث انتقلت مداخيل العملة الصعبة من 20 إلى 40 مليار درهم، كما ارتفع الاستثمار من 3 ملايير درهم سنة 2007 إلى 12 مليار درهم. وخلص السيد الوزير في عرضه إلى تطور السياحة الفاسية بفضل تعبئة كل الفاعلين والمهنيين، لينوه بأعمال المجلس الجهوي للسياحة بفاس، باعتباره نموذجا في مجال التسيير. السيد مدير المكتب الوطني للسياحة أعطى عرضا مركزا حول المخطط الاستعجالي الجهوي ((C.A.P 2009 والذي تبلغ قيمته 26,5 مليون درهم خلال هذه السنة، مؤكدا أن فاس ومراكش وأكادير تظل الأقطاب السياحية الأولى بالمغرب، وأن وزارة السياحة تسعى إلى البحث عن أسواق جديدة في أمريكا وألمانيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى الاهتمام بالسياحة الداخلية. والي فاس أكد أن المشاريع السياحية ستظل منطلقة في إطار المخطط الجهوي للسياحة، والدعاية لفاس شيء إيجابي في الأسواق العالمية، يبقى على الجميع التعبئة لرفع التحديات في المجال السياحي، خاصة وأن الطاقة الإيوائية بفاس متوسطة، ثم استعرض بعض المشاكل وفي طليعتها التحايل على السواح وابتزازهم ، والزيادات في الأسعار، وتصنيف الفنادق، وكذا مشكل الجودة !! من جهته اعتبر السيد ادريس فصيح رئيس المجلس الجهوي للسياحة أن وضع برنامج استعجالي للتخفيف من الأزمة السياحية، يتطلب تنظيم أسابيع ثقافية خارج المغرب بهدف استقطاب زبناء جدد وكذا الاهتمام بالمعارض الدولية ومواكبتها، مشيرا إلى أن انعقاد المؤتمر الدولي للروطاري، ومؤتمر الطريقة الصوفية التيجانية من أهم العوامل في جلب السواح لفاس. وتناولت المناقشة خلال هذا الاجتماع كثيرا من القضايا الهامة، وفي طليعتها مشكل الجبايات الجماعية التي عرفت نقلة صاروخية، مما يؤثر على مهنيي القطاع ، بالإضافة إلى مشكل انعدام المراحيض العصرية في الممرات السياحية، والأعمدة المدعمة للأسوار والدور الآيلة للسقوط، وهما عنصران يشكلان خطورة على السياحة الفاسية، ويتركان انطباعا سيئا عند السواح، سيما وأننا فقدنا تنظيم معرض دولي هام بطنجة بسبب انعدام المراحيض، كما تطرق المتدخلون إلى مشكل السياحة الثقافية بفاس، وعدم الاهتمام بالأعلام والشخصيات التي عاشت بفاس، كعالم الاجتماع ابن خلدون . ؤأكدت ردود والي فاس أنه على المهنيين فتح نقاش مع مجلس فاس حول الزيادات، للوصول إلى حل يرضي الجميع. وحول الدور والأسوار الآيلة للسقوط، فالمشكل في طريق الحل. حيث ستنطلق عملية إزالة الأعمدة وإصلاح الدور، إلا أن هناك مشاكل قانونية تعترض مسطرة الإصلاحات . مشكل المراحيض، تولى الإجابة عنه السيد فؤاد السرغيني مدير وكالة التخفيض من الكثافة وإنقاذ فاس، الذي أشار إلى أن مصلحته قامت بإصلاح مجموعة من المراحيض في الممرات السياحية، إلا أنها لا ترقى إلى المتطلبات العصرية التي يتطلبها السوق السياحي، ليضيف أنه يضع رهن إشارة المجلس الجهوي للسياحة قطعة هامة يمكن استخدامها لهذا الغرض ولأغراض أخرى . واختتم اللقاء بتوقيع اتفاقية شراكة بين المكتب الوطني للسياحة واللجنة الجهوية للسياحة بفاس