لم تستطع بعد إدارة مصنع اسمنت المغرب بأسفي، أن تمتص غضب شغيلتها التي لازالت تواصل نضالاتها و تشبثها بملفها المطلبي، في إطار تنظيم نقابي تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب . وتعد موجة الاحتجاج التي تجتاح المصنع حاليا، سابقة في تاريخ المصنع الإسمنتي بأسفي طيلة حقبة زمنية مدتها 16 سنة . ليبقى السؤال المطروح و الذي لم تتمكن الإدارة بعد الإجابة عنه ،" لماذا بعد هذه المدة الزمنية من العمل طفت على السطح مشاكل من هذا القبيل ؟ " هذا وقد واصل عمال المصنع نضالهم في سياق الدفاع عن حقوقهم المشروعة، وملفهم المطلبي عبر خط نضالي بدءا بإضراب إنذاري مع حمل الشارة دون التوقف عن العمل بتاريخ 30 يناير 2008 . ثم تنظيم وقفة احتجاجية بمقر النقابة يوم السبت 9 فبراير 2008 دعت من خلالها الشغيلة الإسمنتية إلى وقف التعسفات التي طالت أعضاء المكتب النقابي ، بحيث كانت رسالة واضحة عبرت من خلالها عن عزمها في المضي نحو الدفاع عن حرية العمل النقابي . وحسب بيان صادر عن الهيئة النقابية السالفة الذكر بتاريخ 18/02/2008 توصلت الجريدة بنسخة منه ، نددت برد فعل الإدارة اتجاه العمال النقابيين، كما ألحت على ضرورة سد الفراغ الحاصل على مستوى تمثيلية العمال بالمصنع، خاصة بعد أن قدم البعض استقالاتهم و البعض الأخر سحبت الثقة منهم . كما طالب العمال الإدارة بضرورة الالتزام بوعودها في شأن تنظيم انتخابات جزئية لسد الفراغ فيما يتعلق بتمثيليتهم يضيف البيان نفسه . ومن جهته أكد مدير المصنع السيد محمد بولكيود للجريدة، أن الإدارة على أتم الاستعداد لمناقشة مطالب العمال، و الجلوس مع الجميع على مائدة الحوار، سعيا منها لتحقيق التواصل البناء و الرامي إلى ما من شأنه أن يخدم الصالح العام. كما أنها أبدت رغبتها في تقديم المساعدة لكل من هو في حاجة إليها على جميع المستويات المرتبطة بالعمل، لكن في إطار مشروع، و وفق ما تمليه النصوص القانونية المنظمة للشغل. و أوضح قائلا أنه لا يمكن التفاوض إلا مع مناديب العمال الذين تفرزهم الانتخابات الشرعية، حتى يكتسي الحوار صبغته القانونية. أما فيما يخص الملف المطلبي،يضيف المتحدث أن الأمر في غاية البساطة و أن الإدارة مستعدة لمناقشته، خاصة و أنها تسعى دائما إلى خلق الأجواء الملائمة للعمل و توفير أحسن الظروف .كما أكد المدير ،أن المشكل القائم بين الإدارة و العمال يمكن اختزاله في ضعف التواصل، بمعنى أن الإدارة لم تجد بعد مع من ستتحاور . وفي هذا السياق قد تمت اجتماعات كان من أهمها اجتماع يوم 7/02/2008 بحضور مندوب الشغل و مفتشي الشغل و كذا الكاتب الإقليمي للنقابة و أعضاء المكتب النقابي و ممثلي الادارة : مدير الموارد البشرية بالشركة و مدير مصنع اسمنت أسفي و ورئيس مصلحة العمال بالمصنع . وفيما يتعلق بالتعسفات الإدارية اتجاه العمال صرح المدير أن الإدارة تتعامل بشكل أفقي معتبرة الجميع في المصنع أسرة واحدة ، فقط المصلحة العامة للشركة تقتضي في بعض الأحيان تنقيل بعض الأطر المشهود لهم بالكفاءة إلى نقط عمل ثانية من أجل الرفع من القدرة الإنتاجية للمصنع. و الإدارة من جهتها قد منحتهم تحفيزات مهمة فضلا عن أنها تسعى دائما إلى تحسين جودة خدماتها للعمال في ما يتعلق بالنقل و الصحة والسكن .أما بشأن العمل النقابي فهو حق مشروع و الخلاف أمر طبيعي إلا أن طريقة تدبير الخلاف تظل المشكل الرئيس الذي لا زال عالقا .