في سياق التعبئة الشاملة لمواجهة المرحلة الراهنة التي كشفت الوجه الحقيقي للوبي الفساد بالإدارة المحلية لمصنع شركة اسمنت المغرب بآسفي ، عقد عمال المصنع المنضوين تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بآسفي جمعا عاما احتضنه مقر النقابة زوال الأحد 28 شتنبر 2008 . نوه الجمع في بدايته بالأسلوب الحضاري الذي أدار به االمناضل محمد بنجلون أندلسي الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب لقاءات غشت الماضي ، واعتبر الجمع المحاولة النبيلة للكاتب العام مفخرة للعمال و للنقابة مسجلا بالمقابل أن الإدارة ما تزال تنهج سياسة العصا الغليظة في تحد سافر لكل مخططات العهد الجديد. لقد تواصلت لقاءات الحوار لما يقارب شهرا كاملا ، و رغم أن النقابة التزمت بالهدنة الاجتماعية و انضبطت لتعليمات القيادة النقابية في انتظار نتائج الحوار، فان الإدارة كان لها رأي آخر إذ واصلت حملتها القمعية في حق مناضلي الاتحاد العام. و هكذا فمنذ صدور بيان 25 غشت الماضي إلى حدود اليوم صعدت الإدارة من عقوباتها الجائرة التي طالت الإخوة المناضلين الآتية أسمائهم: - حسن جبار عضو المكتب النقابي الذي لم تكتفي الإدارة بتوقيفه لمدة 8 أيام مع اقتطاع من أجره، بل ذهبت إلى حد تحريض أحد الأدناب الموالين لها (يوسف الكراب) للإعتداء عليه جسديا.- حدادية ، اشميمو و هم أعضاء المكتب النقابي الذين عاقبتهم الإدارة بتهمة توزيع بيان 25 غشت الماضي.- بوشعيب الحريري الذي جرى طرده تعسفيا بناءا على تهمة زائفة بالإضافة إلى انذارات تلقاها عدد من العمال المنقبين. و حيا الجمع العام الاستماتة و الصمود اللذين أفصح عنهما مناضلو الاتحاد العام الذين يؤدون يوميا ضريبة النضال في إطار حملة استئصالية تستهدف تصفية العمل النقابي بالمصنع . كما جدد الجمع تشبثه بمضامين بيان 25 غشت الماضي وداعيا المسؤولين في جميع المواقع إلى اتخاذ مواقف شجاعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه . هذا و اعتبر الجمع العام أن مواصلة التنكيل بالعمال موازاة مع انعقاد لقاءات الحوار كان عاملا حاسما في إفشالها ليتضح أن ممارسة الإدارة المحلية التي تحن إلى عهود مضت غير مأسوف عليها ، أدت إلى نسف التفاؤل الذي كان يساور القيادة النقابية في إمكانية التوصل إلى حلول تحافظ على السلم الاجتماعي بالمصنع و ترسي وترسخ دعائمه . وسجل الجمع بامتعاض وأسف إسرار الإدارة المحلية على صب المزيد من الزيت على نار الاحتقانات التي تعرفها الساحة العمالية في الوقت الحالي . وذلك من خلال السعي الواضح لعسكرة المصنع بواسطة عناصر من الحرس الخاص مزودين بالكلاب الشرسة بعضها من النوع الممنوع، وكذلك من خلال استخدام عدد كبير من القرويين تم إمدادهم بالعصي و الزراويط ليتحولوا إلى مليشيات مسلحة تحت إمرة الإدارة ، مما يؤكد عزم هذه الأخيرة الرفع من مستويات تجاوزها للقانون و تحديها للعباد و البلاد . و اثر تدارس آخر المستجدات بشأن ما نص عليه اتفاق 18 مارس الماضي فيما يتعلق بوضعية الإخوة الأربعة المنقلين تعسفيا، كما سجل الجمع تملص الإدارة من تعهداتها كعادتها ، واعتبر أن ما يجري بالمصنع يعد تراجعا عن مكتسبات صريحة للطبقة الشغيلة ، أولها حرية العمل النقابي انتماءا وممارسة ، كما اعتبر ذلك تماديا من الإدارة في الاستهتار بمضامين اتفاق 18 مارس الذي رعته اللجنة الإقليمية للبحث والمصالحة و كان سندا لعمال لحل الإضراب الذي خاضوه لمدة 12 يوما . و إن الجمع العام لعمال مصنع شركة اسمنت المغرب بآسفي و هو يجدد إدانته للتصعيد الهمجي الذي تشهده الحملة الانتقامية المسعورة للإدارة في أوساط العمال النقابيين ، لا يسعه إلا أن يعلن للرأي العام المحلي و الوطني مايلي :1- تشبثه الشديد بتنفيذ مضامين اتفاق 18 مارس الماضي وخاصة ما يتعلق منها بوضعية الإخوة أعضاء المكتب المنقلين تعسفيا، والذي اقر الاتفاق أن عودتهم ستكون يوم24 شتنبر الجاري بدون قيد أو شرط.2- ثقته العالية في السيد والي صاحب الجلالة على جهة دكالة-عبدة وعامل إقليمآسفي وكل مكونات اللجنة الإقليمية للبحث و المصالحة التي رعت الاتفاق المذكور، و دعوة الجميع إلى التجند لفرض احترام القانون على إدارة الشركة التي حطمت رقما قياسيا في التسلط و الاستهتار.3- شجبه المطلق لمواصلة الحملة القمعية البائسة التي تستهدف بها الإدارة مجمل مكونات الجسم النقابي بالمصنع ، وإلحاحه على الاعتراف الفوري بالعمل النقابي تماشيا مع قوانين البلاد ودستورها.4- احتفاظه بحقه الكامل في بلورة كافة الأشكال نضالية التي يراها مناسبة للدفاع عن العمال المناضلين ضد الفساد والشطط الإداري، سيما بعد إفشال الإدارة عمدا للقاءات الحوار مع القيادة النقابية .5- اعتناقه خيار التصعيد النضالي لمواجهة تعنت الإدارة و تحميله المسؤولية لهذه الأخيرة فيما آلت وستؤول إليه الأوضاع بالمصنع ، مع التأكيد على ضرورة العودة إلى طاولة الحوار على قاعدة الملف المطلبي العادل و المشروع للشغيلة الإسمنتية.6- دعوته جميع العمال إلى ضبط النفس والتحلي بالحيطة و الحذر في تعاملهم اليومي مع العناصر الإدارية الفاسدة التي تتحين الفرصة للنيل من مناضلي الاتحاد العام للشغالين بآسفي انتقاما منهم على مواقفهم .7- مناشدته كافة القوى الحية بآسفي وجميع مكونات المجتمع المدني و المنظمات و الهيآت الحقوقية والحزبية والنقابية و ممثلي الصحافة الوطنية إلى النهوض لمساندة العامل الإسمنتي ومواصلة دعم قضيته العادلة إلى أن يتحقق له العدل و الإنصاف.