شكل المؤتمر الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بسلا ،المنعقد أخيرا تحت شعار «تعبئة الطاقات لصيانة الحقوق و المكتسبات»فرصة هامة لتلاقي مناضلي الاتحاد ومناقشتهم للوضع النقابي بهذه المدينة، وترتيب البيت الداخلي للاتحاد بضخ دماء وكفاءات جديدة للاضطلاع بمهمة الدفاع عن حقوق الطبقة الشغيلة وصون حقوقهم ، في سياق التحول الذي يعيشه الاتحاد بعد مؤتمره العام الأخير، والذي أكد على ضرورة فتح صفحة جديدة في عمر الاتحاد تتميز بالتواصل و الشفافية و النزاهة و الحوار. وقد ترأس المؤتمر الأخ حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بحضور خديجة الزومي الكاتبة الوطنية للجهة الشمالية الغربية،و محمد الحنصالي الكاتب الجهوي ، ومحمد اسحيمد الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم ، وابرهيم زيدوح الكاتب العام للجامعة الوطنية للفلاحة ،و عبد القادر الكيحل عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ،وعدد من مناضلي الاتحاد الذين غصت بهم قاعة الجماعة الحضرية بسلا. في بداية تدخله أعرب الأخ حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب عن سعادته بترؤس المؤتمر الاقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بسلا، والتي كان لمناضليها في صفوف الاتحاد الأثر الكبير في نجاح المؤتمر العام للنقابة الذي أشر على بداية مرحلة جديدة في العمل النقابي، في سياق مخطط برنامج يروم الانتقال من نقابة الشخص إلى نقابة المؤسسات اعتمادا على الجهوية الموسعة، حيث تم وضع أربع جهات على صعيد البلاد يرأس كل واحدة منها كاتب وطني له اختصاصات موسعة بجهته، أهمها دعم المكاتب المحلية لجعلها تضطلع بأدوارها على أحسن وجه. وأضاف الأخ شباط ان الاتحاد العام دخل مرحلة جديدة سيمتها التكوين والحوار والشفافية والوضوح، كمرحلة طموحة لبناء عمل نقابي حقيقي، وهو ما كان له الأثر في حصول النقابة على نتائج جد طيبة في الانتخابات المهنية الأخيرة. ضرورة الرفع في الأجور بنسبة 20 في المائة وبخصوص الحوار الاجتماعي مع الحكومة، أوضح الأخ الكاتب العام ان الاتحاد العام اقترح عليها في اطار حرصه على السلم الاجتماعي للطبقة الشغيلة الزيادة في الأجور بنسبة 20 في المائة، مراعاة للارتفاع الحاصل في المعيشة وغلاء الأسعار. الاضراب حق دستوري لايجب تمييعه وذكر بان المؤتمر العام للاتحاد الأخير طالب بتنظيم الاضراب كحق دستوري لايجب تمييعه بكثرة استعماله، وهو مايتطلب، يضيف الأخ شباط تقنينه وضبطه لاعطاء العمل النقابي قيمته التي يستحقها، وتتخذه فقط المركزيات النقابية الكبرى كآلية لتحقيق مطالب الشغيلة. وشدد الأخ حميد شباط على دعم الحكومة والتي يرأسها الأستاذ عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال، والذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس وزيرا أول تنفيذا للمنهجية الديمقراطية بعد حصول الحزب على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية، حكومة جعلت من تحرير الأرض والفرد مرتكزين لعملها الدؤوب تماشيا مع أهداف ومضامين وثيقة 11 يناير 1944. أهمية استغلال الطاقات والكفاءات لنجاح العمل النقابي وحث مناضلي الاتحاد بمدينة سلا على مزيد من العطاء ورص الصفوف، واستغلال الروح الجديدة التي تعمل بها النقابة المبنية على قوة برامجها ووحدة كلمتها وخارطة طريقها المتفق عليها، ومؤكدا على استغلال الطاقات والكفاءات التي تحظى بها المدينة في العمل النقابي وكذلك السياسي. وفي ختام تدخله وجه حديثه الى المكتب الجديد المنتخب للاتحاد الاقليمي للنقابة بسلا، داعيا إياه إلى الوعي بحجم المسؤولية الملقاة عليه، وضرورة تواصله مع كافة مناضلي الاتحاد والعمل المنظم كسبيل للنجاح والعطاء وتحقيق المطالب. المؤتمر الاقليمي محطة أساسية لطي صفحة الماضي واعتبر الأخ حسن مزون رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي للإتحاد بسلا الإجتماع محطة هامة واستحقاقا أساسيا لطي صفحة الماضي ووحدة الصف النقابي بسلا، والتنبيه إلى الوضعية الإقتصادية للمدينة التي غرقت في النسيان وعدم الإهتمام، وغياب أي برنامج واضح ومشروع واقعي وعقلاني يكون عماده الأساسي تنمية الإستثمارات وتهيئة أرضية سليمة لجلب المستثمرين وتشجيع المقاولات. وأضاف الأستاذ مزون ان اللجنة التحضيرية حرصت على إثارة بعض ما تعاني منه النقابات المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والمتمثلة أساسا في المضايقات اللامشروعة التي تصل إلى حد التهديد في حق مناضلي الإتحاد، وسيادة المحاباة والزبونية والمحسوبية في التعامل مع شغيلة الجماعات بسلا. التصدي لكافة أشكال الحيف ضد الشغيلة وفي الأخير شكر الكاتب العام حميط شباط على دعمه القوي للمؤتمر كي يكون انطلاقة جديدة للعمل الجاد من أجل تقوية الإتحاد الإقليمي ونصرة قضايا الشغيلة المحلية، كما دعا إلى التصدي لكافة أشكال الحيف والظلم الجاثمين على رقاب الشغيلة. بدورها اعتبرت الأستاذة خديجة الزومي الكاتب الجهوية للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بالجهة الشمالية الغربية حضور الكاتب العام للاتحاد للمؤتمر الإقليمي بسلا حضورا أساسيا جاء لإعادة ترتيب البيت النقابي بهذه المدينة بعد سنوات من الفتور. نتائج الانتخابات المهنية الايجابية برهان على تجذر الاتحاد بمدينة سلا وأضافت الأخت الزومي أن النتائج المشجعة التي حصلت عليها نقابات الإتحاد العام للشغالين بالمغرب في الإنتخابات المهنية بمدينة سلا تعبر عن تجذر هذه النقابة العتيدة بالجهة، نتائج تحتم بشكل مستعجل الإسراع ببناء مقر الإتحاد بسلا يليق بمكانتها. وفي سياق حديثها عن العمل النقابي في الفترة الأخيرة حيث مجموعة من النقابات بمدينة سلا التي تواصل دفاعها المستميت على حقوق الطبقة الشغيلة، ومذكرة بمعاناة بعض القطاعات كالصيادلة وعمال شركة فيوليا وحليب سنطرال وغيرها، مؤكداً على حرص الإتحاد العام على دعم هذه القطاعات لتحقيق مطالبها المشروعة، كما أعربت عن دعمها ووقوف الإتحاد العام بكافة مكوناته إلى جانب الأخ د عبدالحكيم الداودي مدير المستشفى الإقليمي بسلا والذي تعرض أخيرا لمجموعة من المضايقات للتأثير عليه وعلى ما يبذله من جهد وعطاء لتحسين الأداء الإستشفائي والإداري بالمستشفى. العمل النقابي يجب أن يرتكز على المصداقية والنزاهة وختمت الأستاذة الزومي تدخلها بتأكيدها على المسؤولية الجمة للعمل النقابي، والذي يجب أن يحظى بالمصداقية والنزاهة وعدم المتاجرة بعرق الأشخاص، وهي الأشياء التي يدعو الإتحاد العام للشغالين بالمغرب مركزيا إلى الإلتزام بها. في ختام المؤتمر انتخب المكتب الإقليمي للإتحاد العام للشغالين بالمغرب بسلا، وعلى رأسه الأخ عبدالرحمان قنديلة ككاتب إقليمي والذي عبر في كلمة مركزة عن سعادته بالثقة التي وضعها فيه مناضلو الإتحاد بمدينة سلا، ومنوها بالعمل الذي قام به المكتب السابق للإتحاد رغم الإكراهات التي واجهته، وبالمجهود الذي قامت به اللجنة التحضيرية لإنجاح المؤتمر.