ندد عمال مصنع شركة إسمنت المغرب فرع آسفي، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، بسوء أوضاعهم من خلال ما يصدر عن إدارة المصنع في حق شريحة واسعة، خاصة منهم العمال المناضلون بالاتحاد العام للشغالين، واستنكر العمال في البيان نفسه الأساليب التي تلجأ إليها الإدارة المحلية للمصنع، حيث يسود التمييز بين العمال وهو ما يؤجج صراعات جانبية بينهم. وطالب العمال الإدارة بفتح حوار بشأن مطالب تخصهم واعتبروها «عادلة ولا مناص منها»، ودعوا الإدارة إلى ضرورة الاعتراف بالعمل النقابي مع احترام التمثيلية النقابية للاتحاد العام للشغالين. وأكد البيان نفسه عزم العمال تنفيذ توصيات الجمع العام ل 19 يوليوز الماضي بشأن البرنامج النضالي المزمع بلورته في إطار الرد على ما وصفوه ب «الهجمة المتجددة على مكتسبات العمال وعلى أجورهم وأرزاق أبنائهم»، وطالب العمال الإدارة العامة للشركة بالتدخل وبصورة حاسمة لوقف «نزيف الموارد البشرية الذي يشهده المصنع جراء سياسة التسيير التي تنهجها الإدارة المحلية»، يضيف البيان نفسه. ودعا البيان كافة الأجهزة الوصية من قريب أو بعيد على قطاع التشغيل إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية إزاء الوضع، الذي يتناقض مع مقتضيات مدونة الشغل ويكرس الفوارق بين العمال. وخلص المكتب النقابي لعمال مصنع شركة إسمنت المغرب بآسفي إلى إصدار البيان بعد تدارسه لمستجدات الوضع بالساحة العمالية، حيث وقف على التسيير الإداري الذي لا يستجيب لطموحاتهم، وأنه يضر بمصالح المصنع، بل اعتبروها « تضرب في الصفر كل تضحيات العمال الذين أفنوا زهرة شبابهم في بناء المصنع يوما بعد يوم بصبر وكفاح حتى تبوؤوا المكانة التي صار عليها اليوم كواحد من أهم الوحدات الإنتاجية للشركة الأم». ويضيف البيان أن التسيير الإداري أفضى إلى ظواهر عديدة أهمها «تصب ضد العمل النقابي»، كما أنها «ترفض التعامل الإيجابي مع الملف المطلبي للعمال»، رغم أنها « أصبحت التمثيلية النقابية الوحيدة في المصنع». والأدهى من ذلك، يضيف البيان، هو تهميش رؤساء المصالح عندما يتعلق الأمر بتنقيط « منحة الإنتاج»، حيث يتم حرمان العمال المنتسبين إلى النقابة مما استحقوه من تنقيط، وهو ما يؤثر على أجورهم، في حين يستفيد آخرون «وبكل سخاء» من عدة ترقيات ومناصب، وأضاف البيان نفسه أن العمال الذين قضوا 18 سنة من الخدمة في المصنع يضطرون إلى الانتظار طويلا قبل تدبير وسيلة نقل تعيدهم إلى بيوتهم. وأكد حسن بوطاطا، مسؤول إداري ومسؤول عن مصلحة العمال بفرع آسفي، أن الإدارة لا مانع لديها في الدخول في حوار بناء مع العمال، غير أن ذلك لا يمكن أن يكون في غياب المدير الذي يقضي عطلته السنوية، كما أن الممثل النقابي للعمال هو أيضا في عطلة، وهو ما اعتبره بوطاطا تناقضا في حد ذاته. وأضاف أنه سبق للإدارة أن ضربت مع العمال موعدا لفتح حوار، وأن الموعد الذي تم تحديده لم يحن بعد، إذ اتفق على ما بعد شهر غشت الجاري. وقال بوطاطا إن الإدارة لا تحارب النقابة، لأن العمل النقابي حق دستوري للجميع، وأن كل ما جاء في البيان مجرد تشويش على الإدارة، وأن ما تعترض عليه إدارة الشركة هو العشوائية، وليس شيئا آخر. فيما نفى بوطاطا أن تكون الإدارة تنهج سياسة التحيز إلى عمال على حساب آخرين، أو أنها تحرم أحدا من «منحة الإنتاج» التي تحدث عنها العمال في البيان نفسه.