أظهر استطلاع جديد للرأي أجري على عينة كبيرة من المسلمين الأميركيين في الآونة الأخيرة أن نسبة عالية جدا منهم 87بالمائة تشارك بانتظام في الانتخابات الرئاسية الأميركية وأن نسبة عالية مماثلة منهم 80 بالمائة ستشارك هذا العام في الانتخابات التمهيدية التي تشهدها الولاياتالمتحدة حاليا لاختيار المرشحين الحزبيين النهائيين لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية في شهر نوفمبر القادم. وفي حين أن الاستطلاع أظهر أن حوالي نصف الناخبين المؤهلين من المسلمين الأميركيين يعتبرون أنفسهم منتمين إلى الحزب الديمقراطي، فإن نسبة كبيرة جدا منهم 36 بالمائة يعتبر أنفسهم مستقلين، في حين أكدت أقلية منهم 8 بالمائة أنهم جمهوريون. وكشف الاستطلاع أيضا أن حوالي نصف الأميركيين المسلمين 45 بالمائة لم يتخذوا قرارا نهائيا بعد بشأن من سيصوتون له في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، وهو ما سيجعلهم مجموعة مستهدفة جدا من قبل المرشحين الأميركيين لانتخابات الرئاسة هذا العام.وجاء في الاستطلاع، الذي أجري على ألف من المسلمين الأميركيين لحساب مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في واشنطن ونشرت نتائجه يوم 31 من الشهر المنصرم، أن القضايا الأهم بالنسبة إلى الأميركيين المسلمين في الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية الحالية هي التعليم والحقوق المدنية والرعاية الصحية والوظائف والاقتصاد وعلاقات الولاياتالمتحدة مع الدول الإسلامية. ورغم أن الاقتصاد وحرب العراق يطغيان على قوائم القضايا الأهم بالنسبة إلى الناخبين الأميركيين الجمهوريين والديمقراطيين على التوالي، فقد جاء التعليم أولا بالنسبة إلى المسلمين الأميركيين 89 بالمائة تليها قضية الحقوق المدنية 86 بالمائة والاقتصاد 85 بالمائة الذي تعادل في أهميته مع اهتمام المسلمين الأميركيين بعلاقة الولاياتالمتحدة بالعالم الإسلامي. وكشف الاستطلاع معلومات مهمة تمثل تحديا موثقا للكثير من الصور النمطية التي تُرسم للمسلمين الأميركيين والتعميمات التي تساق عنهم عادة من دون دراسة علمية موثقة ومتمحصة. فقد قال 87 بالمائة منهم إنهم يصوتون بصورة منتظمة، وهي نسبة تزيد بكثير عن نسبة التصويت العامة لدى التيار العام في الولاياتالمتحدة. وفي إشارة قد تكون حتى أهم بالنسبة إلى رأي المسلمين الأميركيين في المرأة ودورها في المجتمع والسياسة، قالت نسبة 93 بالمائة من العينة إنهم "يشعرون أنه ينبغي أن يكون للمرأة دور مساو في إدارة مؤسسات الأعمال، الصناعة والمنظمات الحكومية."وبالنسبة إلى موقفهم بالنسبة إلى العنف، كشفت الدراسة أن نسبة 86 بالمائة من المسلمين الأميركيين يشعرون أن الهجمات ضد المدنيين "لا يمكن تبريرها أبدا." وفي إطار قريب، قال 80 بالمائة من المسلمين الأميركيين إن على القادة المسلمين الأميركيين "دعم جهود السلام والمصالحة" بين الفئات المتقاتلة في العراق.كما كشف الاستطلاع أن المسلمين الأميركيين الذين يعتبرون أنفسهم أكثر "تدينا" من غيرهم من المسلمين الأميركيين يميلون أيضا إلى الاعتقاد أكثر من غيرهم في أن الإسلام والحداثة" غير متضادين.وأظهر الاستطلاع اهتماما استثنائيا بين المسلمين الأميركيين بالعلاقة بين دول العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة، كما أظهر اهتماما متوقعا لديهم أيضا بقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فقد قالت نسبة 75 بالمائة منهم إن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "بطريقة عادلة" سيؤدي إلى "تحسين سمعة أميركا في العالم الإسلامي." وقالت نسبة 76 بالمائةمنهم إن "معاداة أميركا" في العالم الإسلامي هي مشكلة "جدية" كما هي مشكلة "التحامل ضد المسلمين الأميركيين" التي اعتبروها "تهديدا" لهم.ولناحية الاتجاهات الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية، كشف الاستطلاع عن معلومات في غاية الأهمية والإيجابية بالنسبة إلى المسلمين الأميركيين. فقد أظهر الاستطلاع أن 78 بالمائة منهم هم من الفئة العمرية الشابة نسبيا، أي بين 30-54 عاما، وأنهم أكثر "تأمركا" مما يشاع عادة، إذ أن 75 بالمائة منهم إما ولدوا في الولاياتالمتحدة أو أنهم عاشوا فيها أكثر من 20 سنة. ولناجية التعليم بين المسلمين الأميركيين، أظهر الاستطلاع نسبة تعليم عالية جدا، بل هي يقينا تزيد عن المعدل التعليمي لعموم بقية سكان الولاياتالمتحدة أو أي مجموعة إثنية فيها، كما أشارت دراسات مماثلة سابقة. فقد تبين أن 65 بالمائة من المسلمين الأميركيين حاصلة على درجة الدراسة الجامعية الأولى (الإجازة). وبين الاستطلاع أيضا أن 50 بالمائة من المسلمين الأميركيين هم من المهنيين، وأن 43 بالمائة ينتمون إلى الطبقة المتوسطة قياسا ببقية السكان وأنهم "مجتمع مهتم بالأسرة" إذ أن نسبة 77 بالمائة من الجنسين منهم متزوجون.ووجد الاستطلاع أن نسبة عالية جدا من المسلمين الأميركيين 38 بالمائة فضلت عدم تعريف نفسها على أنها "سنية أو شيعية" بل إنها "مسلمة فقط."أما بالنسبة إلى مسألة أين تتركز أكبر أعداد المسلمين الأميركيين، فقد تبينت الدراسة أن 10 ولايات أميركية تحوز على الغالبية العظمى منهم. وهذه الولايات هي كاليفورنيا (19بالمائة)، نيويورك (13 بالمائة)، إلينوي (10 بالمائة)، تكساس (9 بالمائة)، فرجينيا (7 بالمائة)، مشيغان (6 بالمائة)، فلوريدا (6 بالمائة)، ماريلاند (5 بالمائة)، بنسلفانيا (4 بالمائة) وأوهايو (3 بالمائة).